responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 14

فإذا استشعر القدرة عليها،انبعثت داعيته.و المال نوع من القدرة،يحرك داعية المعاصي و ارتكاب الفجور.فإن اقتحم ما اشتهاه هلك.و إن صبر وقع في شدة،إذ الصبر مع القدرة أشد.و فتنة السراء أعظم من فتنة الضراء

الثانية:أنه يجر إلى التنعم في المباحات

،و هذا أول الدرجات.فمتى يقدر صاحب المال على أن يتناول خبز الشعير،و يلبس الثوب الخشن،و يترك لذائذ الأطعمة،كما كان يقدر عليه سليمان بن داود عليهما الصلاة و السلام في ملكه ،فأحسن أحواله أن يتنعم بالدنيا، و يمرن عليها نفسه،فيصير التنعم مألوفا عنده،و محبوبا لا يصبر عنه.و يجره البعض منه إلى البعض،فإذا اشتد أنسه به،ربما لا يقدر على التوصل إليه بالكسب الحلال،فيقتحم الشبهات ، و يخوض في المرآة،و المداهنة،و الكذب،و النفاق،و سائر الأخلاق الرديئة لينتظم له أمر دنياه،و يتيسر له تنعمه.فإن من كثر ماله كثرت حاجته إلى الناس و من احتاج إلى الناس فلا بد و أن ينافقهم،و يعصى اللّه في طلب رضاهم.فإن سلم الإنسان من الآفة الأولى،و هي مباشرة الحظوظ،فلا يسلم عن هذه أصلا.و من الحاجة إلى الخلق تثور العداوة و الصداقة،و ينشأ عنه الحسد،و الحقد،و الرياء،و الكبر،و الكذب،و النميمة،و الغيبة،و سائر المعاصي التي تخص القلب و اللسان،و لا يخلو عن التعدي أيضا إلى سائر الجوارح،و كل ذلك يلزم من شؤم المال،و الحاجة إلى حفظه و إصلاحه

الثالثة:و هي التي لا ينفك عنها أحد

،و هو أنه يلهيه إصلاح ماله عن ذكر اللّه تعالى.

و كل ما شغل العبد عن اللّه فهو خسران،و لذلك قال عيسى عليه الصلاة و السلام،في المال ثلاث آفات.أن يأخذه من غير حله.فقيل إن أخذه من حله؟فقال يضعه في غير حقه.

فقيل إن وضعه في حقه؟فقال يشغله إصلاحه عن اللّه تعالى.و هذا هو الداء العضال.فإن أصل العبادات و مخها و سرها ذكر اللّه،و التفكر في جلاله.و ذلك يستدعى قلبا فارغا .

و صاحب الضيعة يمسي و يصبح متفكرا في خصومة الفلاح و محاسبته،و في خصومة الشركاء و منازعتهم في الماء و الحدود،و خصومة أعوان السلطان في الخراج،و خصومة الأجراء على التقصير في العمارة،و خصومة الفلاحين في خيانتهم و سرقتهم.و صاحب التجارة يكون متفكرا في خيانة شريكه،و انفراده بالربح،و تقصيره في العمل،و تضييعه للمال.و كذلك

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست