responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 15

صاحب المواشي،و هكذا سائر أصناف الأموال.و أبعدها عن كثرة الشغل،النقد المكنوز تحت الأرض،و لا يزال الفكر مترددا فيما يصرف إليه،و في كيفية حفظه،و في الخوف مما يعثر عليه،و في دفع أطماع الناس عنه.و أدوية أفكار الدنيا لا نهاية لها.و الذي معه قوت يومه في سلامة من جميع ذلك.

فهذه جملة الآفات الدنيوية،سوى ما يقاسيه أرباب الأموال في الدنيا من الخوف، و الحزن،و الغم،و الهم،و التعب في دفع الحساد،و تجشم المصاعب في حفظ المال و كسبه.

فإذا ترياق المال أخذ القوت منه،و صرف الباقي إلى الخيرات .و ما عدا ذلك سموم و آفات، نسأل اللّه تعالى السلامة و حسن العون بلطفه و كرمه،إنه على ذلك قدير

بيان
ذم الحرص و الطمع و مدح القناعة و اليأس مما في أيدي الناس

اعلم أن الفقر محمود كما أوردناه في كتاب الفقر.و لكن ينبغي أن يكون الفقير قانعا منقطع الطمع عن الخلق،غير ملتفت إلى ما في أيديهم،و لا حريصا على اكتساب المال كيف كان و لا يمكنه ذلك إلا بأن يقنع بقدر الضرورة من المطعم،و الملبس،و المسكن.

و يقتصر على أقله قدرا،و أخسه نوعا .و يرد أمله إلى يومه،أو إلى شهره،و لا يشغل قلبه بما بعد شهر.فإن تشوق إلى الكثير،أو طول أمله،فاته عز القناعة،و تدنس لا محالة بالطمع و ذل الحرص.و جره الحرص و الطمع إلى مساوى الأخلاق،و ارتكاب المنكرات الخارقة للمروآت.و قد جبل الآدمي على الحرص و الطمع،و قلة القناعة.

قال رسول اللّه
صلى اللّه عليه و سلم

[1]«لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا و لا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التّراب و يتوب اللّه على من تاب »[2]و عن أبي واقد الليثي،قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا أوحى إليه،أتيناه يعلمنا مما أوحى إليه.فجئته ذات يوم فقال «إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول إنّا أنزلنا المال لإقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و لو كان لابن آدم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست