responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 107

من انقطاع المادح.و أن لا يكون موت المادح المطري له،أشد نكاية في قلبه من موت الذام و أن لا يكون غمه بمصيبة المادح و ما يناله من أعدائه،أكثر مما يكون بمصيبة الذام.و أن لا تكون زلة المادح،أخف على قلبه و في عينه من زلة الذام.فمهما خف الذام على قلبه كما خف المادح،و استويا من كل وجه،فقد نال هذه الرتبة.و ما أبعد ذلك و ما أشده على القلوب و أكثر العباد فرحهم بمدح الناس لهم مستبطن في قلوبهم و هم لا يشعرون.حيث لا يمتحنون أنفسهم بهذه العلامات.و ربما شعر العابد بميل قلبه إلى المادح دون الذام،و الشيطان يحسن له ذلك و يقول:الذام قد عصى اللّه بمذمتك،و المادح قد أطاع اللّه بمدحك،فكيف تسوى بينهما!و إنما استثقالك للذام من الدين المحض.و هذا محض التلبيس.فإن العابد لو تفكر.علم أن في الناس من ارتكب من كبائر المعاصي أكثر مما ارتكب الذام في مذمته ثم إنه لا يستثقلهم و لا ينفر عنهم.و يعلم أن المادح الذي مدحه لا يخلو عن مذمة غيره ، و لا يجد في نفسه نفرة عنه بمذمة غيره كما يجد لمذمة نفسه.و المذمة من حيث إنها معصية لا تختلف بأن يكون هو المذموم أو غيره.فإذا العابد المغرور لنفسه يغضب،و لهواه يمتعض ثم إن الشيطان يخيل إليه أنه من الدين حتى يعتل على اللّه بهواه،فيزيده ذلك بعدا من اللّه.

و من لم يطلع على مكايد الشيطان و آفات النفوس،فأكثر عباداته تعب ضائع،يفوت عليه الدنيا،و يخسره في الآخرة و فيهم قال اللّه تعالى قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [1]

الحالة الرابعة:و هي الصدق في العبادة

،أن يكره المدح و يمقت المادح،إذ يعلم أنه فتنة عليه،قاصمة للظهر،مضرة له في الدين.و يحب الذام،إذ يعلم أنه مهد إليه عيبه،و مرشد له إلى مهمه،و مهد إليه حسناته.فقد قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«رأس التّواضع أن تكره أن تذكر بالبرّ و التّقوى»و قد روى في بعض الأخبار ما هو قاصم لظهور أمثالنا إن صح إذ روى أنه صلّى اللّه عليه و سلم[2]قال«ويل للصّائم و ويل للقائم و ويل لصاحب


[1] الكهف:103

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست