(أَ فَرَأَيْتُمْ مٰا تُمْنُونَ، أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخٰالِقُونَ) إلى قوله: (لِلْمُقْوِينَ) فليس يخفى على من معه أدنى مسكة من عقل إذا تأمل بأدنى فكرة مضمون هذه الآيات،و أدار نظره على عجائب خلق اللّٰه في الأرض و السموات ،و بدائع فطرة الحيوان و النبات،أن هذا الأمر العجيب و الترتيب المحكم لا يستغنى عن صانع يدبره،و فاعل يحكمه و يقدره،بل تكاد فطرة النفوس تشهد بكونها مقهورة تحت تسخيره،و مصرفة بمقتضى تدبيره،و لذلك قال اللّٰه تعالى: (أَ فِي اللّٰهِ شَكٌّ فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ) .و لهذا بعث الأنبياء صلوات، اللّٰه عليهم لدعوة الخلق إلى التوحيد ليقولوا:لا إله إلا اللّٰه،و ما أمروا أن يقولوا:
لنا إله و للعالم إله،فإن ذلك كان مجبولا في فطرة عقولهم من مبدأ نشوهم و في عنفوان شبابهم
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 182