responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 8

و ما حاز المؤمن هذه السعة إلا بكونه على صورة العالم و على صورة الحق و كل جزء من العالم ما هو على صورة الحق فمن هنا وصفه الحق بالسعة قال أبو يزيد البسطامي في سعة قلب العارف لو أن العرش يعني ملك اللّٰه و ما حواه من جزئيات العالم و أعيانه مائة ألف ألف مرة لا يريد الحصر و إنما يريد ما لا يتناهى و لا يبلغه المدى فعبر عنه بما دخل في الوجود و يدخل أبدا في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحس به و ذلك لأن قلبا وسع القديم كيف يحس بالمحدث موجودا و هذا من أبي يزيد توسع على قدر مجلسه لإفهام الحاضرين و أما التحقيق في ذلك أن يقول إن العارف لما وسع الحق قلبه وسع قلبه كل شيء إذ لا يكون شيء إلا عن الحق فلا تتكون صورة شيء إلا في قلبه يعني في قلب ذلك العبد الذي وسع الحق

فهو الهيولى لكل صورة من صورة صورة و سورة
و أنت ما بين ذا و هذا أقامك الحق فيه سورة
و ينظر إلى قول أبي يزيد ما قال الجنيد أن المحدث إذا قرن بالقديم لم يبق له أثر إلا أن قول الجنيد هنا أتم من قول أبي يزيد فإن المحدث إذا قرنته بالقديم كان الأثر للقديم لا للمحدث فتبين لك بهذه المقارنة ما هو الأمر عليه و هو ما قلناه فإنه لا يمكن أن يجهل الأثر و إنما كان قبل هذه المقارنة ينسب إلى المحدث فلما قرنه بالقديم رأى الأثر من القديم و رأى المحدث عين الأثر فقال ما قال و لا نشك بعد أن تقرر هذا أن الخليل إبراهيم ع بهذه المثابة هو و الرسول صلوات اللّٰه عليهم قد وسع قلبه الحق فجعله تعالى مسندا ظهره إلى البيت المعمور و ما دخله لأنه لو دخله لوسع البيت المعمور الحق لأنه قد وسع من وسعه و هي إشارة لا حقيقة فإن جسم إبراهيم ع محصور بجيرون بلا شك فما نريد إلا الصورة التي هو عليها في البرزخ الذي انتقل إليه بالموت و أما قوله و أخلاه من غيري هو

قوله ع فيمن يقرأ القرآن من شغله ذكري يعني القرآن يقرأه العبد عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين قال تعالى إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ و هو القرآن و قال فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ يعني أهل القرآن لأنه قال مٰا فَرَّطْنٰا فِي الْكِتٰابِ مِنْ شَيْءٍ فهو الجامع لكل شيء فمن اعتقد غير أوجب عليه أن يخلي قلبه للحق و الناس يتفاضلون في الدرجات فإن اللّٰه قد فضل العالم بعضه على بعض و أفضل المفاضلة فضل العلم بالله أ لا تراه قد أعطاه تعالى أعني للإنسان بمنزلة الاسم الآخر الذي لله و أعطى نفسه تعالى الاسم الأول في رتبة العلم به و جعل الملك محاطا به بين الأول و الآخر فمن كان له علم بالمراتب علم ما للملك من اللّٰه و ما له من الإنسان و لهذا كان الملك و هو الروح الأمين يأتي بالوحي من الاسم الأول الذي لله إلى العبد الكامل الرسول النازل في منزل الاسم الإلهي الآخر و هو قوله تعالى شَهِدَ اللّٰهُ فبدأ بنفسه في الشهادة بتوحيده ثم ذكر الملائكة ثم ذكر بعد الملائكة أولي العلم و هم الأناسي ف‌ لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ و الملك ما بينهما و هكذا كان أمر الوجود فالأولية للحق ثم أوجد الملك ثم أوجد الإنسان و أعطاه الخلافة و لم يعطها الملك لأن الوسط له و كل وسط فهو محاط به فافهم فصورة فضل الملك على الإنسان بما أتاه به من عند اللّٰه و ليس ذلك بدليل قاطع على الفضيلية في العقل و في اللسان كما إن خلق اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّٰاسِ لأن الناس في رتبة الانفعال عن حركة الأفلاك و قبول التكوين الذي في العناصر فما ثم إلا وجوه خاصة و ما ثم وجه محيط فمن وجه يفضل و من وجه يكون مفضولا وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب السادس و أربعمائة في معرفة منازلة
ما ظهر مني شيء لشيء و لا ينبغي أن يظهر»



لو ظهرنا للشيء كان سوانا و سوانا ما ثم أين الظهور
أنت عين الوجود ما ثم غير و لهذا أنا الإله الغيور
لا تقل يا عبيد إنك أني أنا باق و أنت فإن تبور
كل وقت فأنت خلق جديد و لهذا لك الفناء و النشور

[وجود اللّٰه عين ظهوره]

يقول الحق ما ثم شيء أظهر إليه لأني عين كل شيء فما أظهر إلا لمن ليست له شيئية الوجود فلا تراني إلا الممكنات في شيئية ثبوتها فما ظهرت إليها لأنها لم تزل معدومة و أنا لم أزل موجودا فوجودي عين ظهوري و لا ينبغي أن يكون الأمر إلا هكذا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست