responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 9

و لما كانت إلا حكم فيما ظهر لأسمائي و في نفس الأمر لأعيان الممكنات و الوجود عيني لا غيري و فصلت الأحكام الإمكانية الصور في العين الواحدة كما يقول أهل النظر في تفصيل الأنواع في الجنس و تفصيل الأشخاص في النوع كذلك تفصيل الصور الإمكانية في العين و ترى الأسماء أنا مسماها أعني الأسماء الحسنى فيجعل الأثر لها و في الحقيقة ما الأثر إلا لأعيان الممكنات و لهذا ينطلق على صور أسماء الممكنات و من أسماء الممكنات أسماء اللّٰه فلها نسبتان نسبة إلى اللّٰه تعالى و نسبة إلى صور الممكنات فالحق ليس بظاهر لأعيان صور الممكنات من حيث ما هي صور لها لا من حيث إنها ظهرت في عين الوجود الحق و الشيء إذا كان في الشيء بمثل هذه الكينونة من القرب لا يمكن أن يراه فلا يمكن أن يظهر له كما نراه في الهواء ما منعنا من رؤيته إلا القرب المفرط فلا يمكن أن نراه و لا يمكن أن يظهر لنا عادة فلو تباعد عنا لرأيناه و من المحال بعد الصور عن العين التي توجد فيها لأنها لو فارقتها انعدمت كما هو الأمر في نفسه فإن الصور في هذه العين تنعدم و هي في لبس من خلق جديد فالممكنات من حيث إن لها الأسماء الإلهية وهابة هذه الصور الظاهرة بعضها لبعض في عين الوجود فما أظهرت هذه الأعيان الممكنات صورة إلا بالأسماء الإلهية من قائل و قادر و خالق و رازق و محي و مميت و معز و مذل و أما الغني و العزة فهي للذات و هو الغني العزيز فغناها لها بكونها تعطي هذه الصور و لا تقبل العطاء لما تعطيه حقيقة ذاتها و أما العزة لها فإن هذه الصور لا تعطيها و لا تؤثر فيها علما بما تستفيده في حال وجودها بعضها من بعض فإن الأعيان هي المعطية لهذه الصور تلك العلوم التي استفادتها بالأسماء الإلهية و هذا معنى قوله تعالى حَتّٰى نَعْلَمَ و هو العالم بلا شك فالحق عالم و الأعيان عالمة و مستفيدة و العلم أنما هو عين الصور و استفادتها من الأسماء الإلهية التي أعطتها أعيان الممكنات العلوم و من هنا تعلم حكم الكثرة و الوحدة و المؤثر و المؤثر فيه و الأثر و نسبة العالم من اللّٰه و نسبة تنوع الصور الظاهرة و ما ظهر و من ظهر و ما بطن و من بطن و حقيقة اَلْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ و إنها نعوت لمن لِلّٰهِ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ فتحقق ما ذكرناه في هذا الباب فإنه نافع جدا يحوي على أمر عظيم لا يقدر قدره إلا اللّٰه فمن عرف هذا الباب عرف نفسه هل هو الصورة أو هو عين واهب الصورة أو هو عين العين الثابتة الممكنة التي لها العدم من ذاتها و من عرف نفسه عرف ربه ضرورة فما يعرف الحق إلا الحق فلا تقدم و لا تأخر لأن الممكن في حال عدمه ليس بمتأخر عن الأزل المنسوب إلى وجود الحق لأن الأزل كما هو واجب لوجود الحق هو واجب لعدم الممكن و ثبوته و تعيينه عند الحق و لو لا ما هو متعين عند الحق مميز عن ممكن آخر لما خصصه بالخطاب في قول كُنْ و من عرف هذا الباب عرف من يقول كن و لمن يقال كن و من يتكون عن قول كن و من يقبل حكم الكاف و النون وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب السابع و أربعمائة في معرفة منازلة
في أسرع من الطرفة تختلس
مني إن نظرت إلى غيري لا لضعفي و لكن لضعفك»



التفات المصلي عين اختلاسه يلعب الدهر كيف شاء بناسه
و هو الدهر و المشيئة منه و أناس الزمان عين أناسه
كل شيء له لباس مسمى و قلوب الرجال عين لباسه
و أنا صورة له ثم يخفى بوجودي كالظي عند كناسه
لحدود قامت بصورة كوني يتعالى عنها بأصل أساسه

[رجال الأربعة ما هو]

دخلت على شيخنا أبي محمد عبد اللّٰه الشكاز بأغرناطة من بلاد الأندلس و كان من أهل باغة و هو من أكبر من لقيته في طريق اللّٰه فقال لي يا أخي الرجال أربعة وَ مٰا أَرْسَلْنٰا قَبْلَكَ إِلاّٰ رِجٰالاً رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ و رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ و أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجٰالاً يريد على أرجلهم لا يركبون وَ عَلَى الْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ فأراد بالرجال الأربعة حصر المراتب لأنه ما ثم إلا رسول و نبي و ولي و مؤمن و ما عدا هؤلاء الأربعة فلا اعتبار لهم من حيث أعيانهم لأن الشيء لا يعتبر إلا من حيث منزلته لا من حيث عينه الإنسانية فالإنسانية واحدة العين في كل إنسان و إنما

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست