responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 306

لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ فأمرنا الحق أن نتبع ملة إبراهيم : لأن العصمة مقرونة بها فإن رسول اللّٰه ص قد نبه على أنه من طلب الإمارة وكل إليها و من أعطيها من غير مسألة أعين عليها و بعث اللّٰه ملكا يسدده و الملك معصوم من الخطاء في الأحكام المشروعة في عالم التكليف فكان الخليل حنيفا أي مائلا إلى الحق مسلما منقادا إليه في كل أمر فكان يوالي الخير حيثما كان قالوا لي الكامل من والى بين الأسماء الإلهية فيحكم بينها بالحق كما يحكم الوالي الكامل الولاية من البشر بين بِالْمَلَإِ الْأَعْلىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ و لهذا أمروا بالسجود لآدم ع فإن الاعتراض خصام في المعنى و الخصم قوي فلما أعطى الإمامة و الخلافة و أسجدت له الملائكة و عوقب من أساء الأدب عليه و تكبر عليه بنشأته و أبان عن رتبة نفسه بأنها عين نشأته فجهل نفسه أولا فكان بغيره أجهل و لا شك أن هذا المقام يعطي الزهو و الافتخار لعلو المرتبة و الزهو و الفخر داء معضل و إن كان بالله تعالى فأنزل اللّٰه لهذا الداء دواء شافيا فأمر الإمام بالسجود للكعبة فلما شرب هذا الدواء بريء من علة الزهو و علم إِنَّ اللّٰهَ يَفْعَلُ مٰا يُرِيدُ و ما تقدم على من تقدم عليه من الملائكة بالصفة التي أعطاه اللّٰه لعلو رتبته على الملائكة و إنما كان ذلك تأديبا من اللّٰه لملائكته في اعتراضهم و هو على ما هو عليه من البشرية كما أنه قد علم أنه ما سجد للكعبة لكون هذا البيت أشرف منه و إنما كان دواء لعلة هذه الرتبة فكان اللّٰه حفظ على آدم صحته قبل قيام العلة به فإنه من الطب حفظ الصحة و هو أن يحفظ المحل أن يقوم به مرض لأنه في منصب الاستعداد لقبول المرض و قد علم أنه و إن سجد للبيت فإنه أتم من البيت في رتبته فعلم إن الملائكة ما سجدت له لفضله عليهم و إنما سجدت لأمر اللّٰه و ما أمرها اللّٰه إلا عناية بها لما وقع منهم مما يوجب وهنهم و لكن لما لم يقصدوا بذلك إلا الخير اعتنى اللّٰه بهم في سرعة تركيب الدواء لهم بما علمهم آدم من الأسماء و بما أمروا به من السجود له و كل لَهُ مَقٰامٌ مَعْلُومٌ أمرت الملائكة بالسجود فامتثلت و بادرت فأثنى اللّٰه عليهم بقوله لاٰ يَعْصُونَ اللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ و نهى آدم فعصى فلما غوى أي خاف قال الشاعر

و من يغو لا يقدم على الغي لائما ثُمَّ اجْتَبٰاهُ رَبُّهُ فَتٰابَ عَلَيْهِ وَ هَدىٰ

(الجامع حضرة الجمع)



إنما الجمع وجود ليس في الجمع افتراق
إنما الفرق الذي فيه له بنا اتفاق
فله في الحكم فينا من وجودنا اشتقاق
و لنا عليه حكم قيده فيه انطلاق

[إن الحق عين الوجود]

يدعى صاحبها عبد الجامع قال اللّٰه تعالى إن اللّٰه جٰامِعُ النّٰاسِ لِيَوْمٍ لاٰ رَيْبَ فِيهِ فهو في نفسه جامع علمه العالم علمه بنفسه فخرج العالم على صورته فلذلك قلنا إن الحق عين الوجود و من هذه الحضرة جمع العالم كله على تسبيحه بحمده و على السجود له إلا كثير من الناس ممن حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذٰابُ فسجد لله في صورة غير مشروعة فأخذ بذلك مع أنه ما سجد إلا لله في المعنى فافهم و من هذه الحضرة ظهر جنس الأجناس و هو المعلوم ثم المذكور ثم الشيء فجنس الأجناس هو الجنس الأعم الذي لم يخرج عنه معلوم أصلا لا خلق و لا حق و لا ممكن و لا واجب و لا محال ثم انقسم الجنس الأعم إلى أنواع تلك الأنواع نوع لما فوقها و جنس لما تحتها من الأنواع إلى أن تنتهي إلى النوع الأخير الذي لا نوع بعده إلا بالصفات و هنا تظهر أعيان الأشخاص و كل ذلك جمع دون جمع من هذه الحضرة و أقل الجموع اثنان فصاعدا و لم يكن الأمر جمعا ما ظهر حكم كثرة الأسماء و الصفات و النسب و الإضافات و العدد و إن كانت الأحدية تصحب كل جمع فلا بد من الجمع في الأحد و لا بد من الأحد في الجمع فكل واحد بصاحبه و قال تعالى من هذه الحضرة وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ و المعية صحبة و الصحبة جمع و قال مٰا يَكُونُ مِنْ نَجْوىٰ ثَلاٰثَةٍ إِلاّٰ هُوَ رٰابِعُهُمْ وَ لاٰ خَمْسَةٍ إِلاّٰ هُوَ سٰادِسُهُمْ وَ لاٰ أَدْنىٰ مِنْ ذٰلِكَ و هو الواحد وَ لاٰ أَكْثَرَ إلى ما لا يتناهى إِلاّٰ هُوَ مَعَهُمْ فإن كان واحدا فهو الثاني له لأنه معه فظهر الجمع به فهو الجامع ثم ما زاد على واحد فهو مع ذلك المجموع من غير لفظه أي لا يقال هو ثالث ثلاثة و إنما يقال ثالث اثنين و رابع ثلاثة و خامس أربعة لأنه ليس من جنس ما أضيف إليه بوجه من الوجوه لأنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ و لما كانت هذه الحضرة لها الدوام في الجمعية و لا تعقل إلا جامعة و ما لها أثر إلا الجمع و ما تفرق إلا لتجمع و قد علمت إن الدليل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست