responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 305

في الخبر أن ما سكت عن الحكم فيه بمنطوق فهو عافية أي دارس لا أثر له و لا مؤاخذة فيه فإن اللّٰه قد بين للناس ما نزل إليهم من الأحكام في كتابه و على لسان رسوله ص

(الوالي حضرة الإمامة)



إن الإمام هو الوالي فلا تكني فإنني عالم بما بدا مني
هذا الذي قلته لكم أقول به في كل حال أكون فيه لا أكني

[الوالي هو الذي يلي الأمور بنفسه]

يدعى صاحبها عبد الوالي و عبد الولي و عبد الوالي هو الذي يلي الأمور بنفسه فإن وليها غيره بأمره فليس بوال و لا إمام و إنما الوالي و الإمام هو المنصوب للولاية و إنما سمي واليا لأنه يوالي الأمر من غير إهمال لأمر ما مما له عليه ولاية و إن لم يفعل فليس بوال و إنما هو حاكم هوى و قد قيل له وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ فأنفاس الوالي و حركاته و تصرفاته عليه معدودة و الوالي لا يكون أبدا إلا في الخير لا بد من ذلك فإنه موجد على الدوام فلا تراه أبدا إلا في فضل و إنعام و إقامة حد لتطهير و التطهير خير فإن الوالي على الحقيقة هو اللّٰه فإن المنصوب للولاية بحكم اللّٰه يحكم و بما أراه اللّٰه و هو الحق

و قد أخبر الرسول ص في دعائه معلما إيانا فقال و الخير كله في يديك فلا يوالي إلا الخير و لا يأمر إلا بالخير و لا يكون عنه في العقوبة و المثوبة إلا الخير

ثم قال و الشر ليس إليك فالوالي لا يوالي الشر بل لا يفعله أصلا لأنه ليس إليه فالوالي إذا كان من نصب الحق فالشر ليس إليه إلا إذا ترك ولاية الحق و حكم بالهوى فضل عن سبيل اللّٰه فله عذاب شديد بما نسي يوم الحساب : فيكون ديوان الحكم الإلهي يأخذه إذا حاسبه فالشقي من تأخر تطهيره إلى ذلك المقام الأخراوي و السعيد من تقدم تطهيره في الدنيا إما بتوبة يتوبها و إما بإنصاف و أخذ منه في الدنيا حتى ينقلب إلى الآخرة و ليس عليه حق و ربما يكون ممن يمشي في الدار الدنيا و ما عليه خطيئة لكثرة ما يبتليه اللّٰه به مما يقع له به الكفارة

فوالي الحق من والى جميع الخير في نسق
فما ينفك عن طبق بغير الحكم في طبق
له نور إذا يفضي كنور البدر في الغسق
إذا غسقت مسائله أتى في الحكم كالفلق
فجلى عنك ظلمتها و ما تلقى من الحرق
و أيضا

تعوذوا بالله رب الفلق من شر ديجور إذا ما غسق
فإنه آلى علينا كما آلى لمن قد جاءنا بالشفق
و ليلة المظلم مهما وسق و القمر العالي إذا ما اتسق
لتركبن اليوم في ذاتكم عند شهودي طبقا عن طبق
فالحمد لله على ما خلق و أخلق الخلق الذي قد خلق
أوجدنا ماء إلى نطفة مكنونة في مضغة من علق
أودع فيها ولديها بنا جميع ما اختص بنا من علق

[الغلول في الدين]

و قد نصحتك أيها الوالي المتغالي فلا تغل في الدين و لا تقل على اللّٰه إلا الحق : و لا على الخلق إلا الحق فإنك المطلوب بما أنت وال عليه و عنه

فإذا وليت أمرا فلتقم فيه بحق
إنما الوالي بحق هو مقعد صدق
فتراه بين حق حاكما و بين خلق
رتبة يسمو إليها كل ذي عقل و نطق
هو للفناء مفن و هو للبقاء مبق
فإذا أفنى فناء جاء حكم الضد يبق
قال اللّٰه تعالى لخليله إبراهيم ع إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً ابتداء منه من غير طلب من إبراهيم ع ليكون معنا مسددا و علمنا أنه ليس بظالم قطعا لأن الإمامة عهد من اللّٰه و قال إبراهيم لربه تعالى وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي فقال

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست