responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 307

يضاد المدلول و أن الدال و هو الناظر في الدليل إذا كان فيه و معه مجتمعا لا يكون مع المدلول و دليلك على الحق نفسك و العالم كما قال سَنُرِيهِمْ آيٰاتِنٰا أي الدلالة علينا فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ و

قال من عرف نفسه عرف ربه جعلك دليلا عليه فجمعك بك و فرقك عنه في حال جمعك بك ثم قال لأبي يزيد اترك نفسك و تعالى ففرقك عنك لتجتمع به و لا تجتمع به حتى تنظر في الدليل به لا بك فتعلم أنك ما زلت مجتمعا به في حال نظرك في الدليل فإنه سمعك و بصرك فأنت و هو مجتمعان في حال طلبك إياه فمن تطلب أو من يطلب فما برحت في عين الجمع به و هو الجامع لنفسه بك لمحبته فيك و هذا من أعجب الأحوال الطلب في عين التحصيل

إنما الحال ملعب و لنا فيه مذهب
هو ميداننا الذي فيه نلهو و نلعب
و بهن ننكح العذارى و نسقي و نشرب
فانظروا في صنيعه و اعجبوا منه و اعجبوا
ما لنا فيه مطلب و له في مطلب

[حكم الجمع في الوجود و في العدم]

لما كان الدوام لمعية الحق مع العالم لم يزل حكم الجمع في الوجود و في العدم فإنه مع الممكن في حال عدمه كما هو معه في حال وجوده فأينما كنا فالله معنا فالتوحيد معقول غير موجود و الجمع موجود و معقول وَ لِلرِّجٰالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ و ليست إلا درجة الوجود لو أراد التوحيد ما أوجد العالم و هو يعلم أنه إذا أوجده أشرك به ثم أمره بتوحيده فما عاد عليه إلا فعله فقد كان و لا شيء معه يتصف بالوجود فهو أول من سن الشرك لأنه أشرك معه العالم في الوجود فما فتح العالم عينه و لا أبصر نفسه إلا شريكا في الوجود فليس له في التوحيد ذوق فمن أين يعرفه فلما قيل له وحد خالقك لم يفهم هذا الخطاب فكرر عليه و أكد و قيل له عن الواحد صدرت فقال ما أدري ما تقول لا اعقل إلا الاشتراك فإن صدوري عن ذات واحدة لا نسبة بيني و بينها لا يصح فلا بد أن يكون مع نسبة علمية أو نسبة قادرية لا بد من ذلك ثم إنه و إن كان قادرا فلا بد من الاشتراك الثاني و هو أن يكون لي من ذاتي القبول لاقتداره و تأثيره في وجودي فما صدرت عن واحد و إنما صدرت عن ذات قادرة في شيء قابل لأثر اقتداره أو في مذهب أصحاب العلل عن حكم علة و قبول معلول فلم أدر للوحدة طعما في الوجود

فقد رمت أن أخلو بتوحيد خالقي فكان قبولي مانعا ما أرومه
فيا ليت شعري هل يقام بمشهد و يا ليت شعري هل أرى من يقيمه
لقد رمت أمرا لا سبيل لنيله و يمنع عن تحصيل ذاك رسومه
أ لا تراه كيف نبه على إن الأمر جمع و أنه جامع بقوله وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنٰا زَوْجَيْنِ و علم إن نفسه شيء فخلق آدم على صورته فكان آدم زوجين ثم خلق منه حواء لا من غيره ليعلمه بأصل خلقه و من زوجه و من زوجه فما زاد بخلقه حواء منه على زوجيته بالصورة التي خلق عليها و تلك الصورة الزوجية أظهرت حواء فكانت أول مولد عن هذه الزوجية كما خلق آدم بيديه فكان عن زوجية يد الاقتدار و يد القبول و بهما ظهر آدم

و كان فردا فصار زوجا ماج به في المخاض موجا
كان حضيضا بقاع طبع فصار بالنفخ فيه أوجأ
أقامني سيدا فجاءت وفوده لي فوجا ففوجا
فيا أيها الموحد أين تذهب و أنت توحد توحيدك يشهد بأنك أشركت إذ لا يثبت توحيد إلا من موحد و موحد فالجمع لا بد منه فالاشتراك لا بد منه فما استند المشرك إلا لركن قوي و لهذا كان ما له إلى الرحمة في دار تقتضي بذاتها الغضب حتى يظهر سلطان الرحمة الأقوى لأن دار النعيم معين قال الشاعر

أحلى من الأمن عند الخائف الوجل
فلا يعرف طعم الأمان ذوقا من هو فيه مصاحب له و إنما يعرف قدره من ورد عليه و هو في حال خوف فيجد طعمه لوروده و لهذا نعيم الجنة يتجدد مع الأنفاس كما هو نعيم الدنيا إلا أنه في الآخرة يحس به من يتجدد عليه و يشاهد خلق الأمثال فيه و في الدنيا لا يشاهد خلق الأمثال فيه و لا يحس به بل هو فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ فلذة أصحاب الجحيم عظيمة لمشاهدة الدار و حكم الأمان من حكمها فيه ليس العجب من ورد في بستان و إنما العجب من ورد في قعر النيران إبراهيم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست