responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 87

الراحمين عند اسمه القهار و الشديد العقاب ليرفع عقوبته عن هؤلاء الطوائف فيخرج من النار من لم يعمل خيرا قط و قد نبه اللّٰه تعالى على هذا المقام فقال تعالى يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً فالمتقي إنما هو جليس الاسم الإلهي الذي يقع منه الخوف في قلوب العباد فسمى جليسه متقيا منه فيحشره اللّٰه من هذا الاسم إلى الاسم الإلهي الذي يعطيه الأمان مما كان خائفا منه و هو الرحمن فقال يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً أي يأمنون مما كانوا يخافون منه و لهذا يقول في الشفاعة و بقي أرحم الراحمين فبهذه النسبة تنسب الشفاعة إلى الحق من الحق من حيث آثار أسمائه و هذا هو مأخذ العارفين من الأولياء

[جمع المحامد كلها لمحمد ص يوم القيامة]

فلا يجمع المحامد يوم القيامة كلها إلا محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فهذا الذي عبر عنه بالمقام المحمود قال صلى اللّٰه عليه و سلم في هذا المقام فأحمده بمحامد لا أعلمها الآن و هذا يدلك أن علوم الأنبياء و الأولياء أذواق لا عن فكر و نظر فإن الموطن يقتضي هنالك بآثاره أسماء إلهية يحمد اللّٰه بها ما يقتضيه موطن الدنيا فلهذا

قال لا أعلمها الآن و هذا المقام هو الوسيلة لأن منه يتوصل إلى اللّٰه فيما توجه فيه من فتح باب الشفاعة و هو شفاعته في الجميع أ لا تراه صلى اللّٰه عليه و سلم يقول في الوسيلة إنها درجة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لرجل واحد و أرجو أن أكون أنا فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة فجعل الشفاعة ثواب السائل و لهذا سمي المقام المحمود الوسيلة و كان ثوابهم في هذا السؤال أن يشفعوا و هذا هو منصب إلهي جامع من عين ملك الملك قال تعالى أَلاٰ إِلَى اللّٰهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ و قال وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فكان المرجع إليه فكذلك ترجع المقامات كلها و الأسماء إلى هذا المقام المحمود

قال صلى اللّٰه عليه و سلم أوتيت جوامع الكلم

(السؤال الرابع و السبعون)بأي شيء ناله

الجواب

قال صلى اللّٰه عليه و سلم لكل نبي دعوة مستجابة فاستعجل كل نبي دعوته و إني اختبأت دعوتي شفاعة لأهل الكبائر من أمتي لعلمه بموطن الآخرة أكثر من علم غيره من الأنبياء

[شريعة محمد تتضمن جميع الأعمال التي تصح أن تشرع]

فاعلم أنه لما كان المقام المحمود إليه ترجع المقامات كلها و هو الجامع لها لم يصح أن يكون صاحبه إلا من أوتي جوامع الكلم لأن المحامد من صفة الكلام و لما كان بعثه عاما كانت شريعته جامعة جميع الشرائع فشريعته تتضمن جميع الأعمال كلها التي تصح أن تشرع

[جنات الأعمال ما بين الثمانين إلى السبعين]

و اعلم أن جنات الأعمال ما بين الثمانين إلى السبعين لا تزيد و لا تنقص و الايمان بضع و سبعون بابا أدنى ذلك إماطة الأذى عن الطريق و أرفعه قول لا إله إلا اللّٰه قال تعالى في حق العاملين نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشٰاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ فلم يحجر بهذا لمن عمل بكل عمل فإن الإنسان في الدنيا أي عمل عمله من الأعمال أعمال الايمان لا يحجر عليه إذا شاء عمله

[ظهور محمد بجميع شعب الإيمان]

فلما ظهر صلى اللّٰه عليه و سلم بجميع شعب الايمان كلها التي هي بعدد الجنات العملية إما بالفعل و إما بالدلالة عليها فإنه الذي سنها لأمته فله أجر من عمل بها و لا يخلو واحد من الأمة أن يعمل بواحدة منها فهي في ميزانه صلى اللّٰه عليه و سلم من حيث العمل بها فيتبوأ من الجنة حيث يشاء و هذا لا يصلح إلا لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم فإنه عنه ظهرت السنن الإلهية فبهذا نال المقام المحمود و بجوامع الكلم و بالبعثة العامة فإنه بالعناية الأخروية صحت له هذه المقامات في الدنيا و باتصافه بهذه الأحوال في الدنيا نال تلك المقامات الأخروية فهو دور بديع مختلف الوجوه حتى يصح الوجود عنه

(السؤال الخامس و السبعون)كم بين حظ محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و حظوظ الأنبياء عليهم السلام

الجواب إما بينه و بين الجميع فحظ واحد و هو عين الجمعية لما تفرق فيهم و إما بينه و بين كل واحد منهم فثمانية و سبعون حظا و مقاما إلا آدم فإنه ما بينه و بين رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عليهما إلا ما بين الظاهر و الباطن فكان في الدنيا محمد صلى اللّٰه عليه و سلم باطن آدم عليه السلام و آدم عليه السلام ظاهر محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و بهما كان الظاهر و الباطن و هو في الآخرة آدم عليه السلام باطن محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و محمد صلى اللّٰه عليه و سلم ظاهر آدم و بهما يكون الظاهر و الباطن في الآخرة فهذا بين حظ محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و بين حظوظ الأنبياء عليهم السلام و أكثر أصحابنا يمنعون معرفة التوقيت في ذلك و هو غلط منهم

[الحظوظ محصورة من حيث الأعمال]

و في هذا الفصل تفصيل عظيم تبلغ فصول التفصيل فيه إلى مائة ألف تفصيل و أربعة و عشرين ألف تفصيل بعدد الأنبياء عليهم السلام لأنه يحتاج إلى تعيين كل نبي و معرفة ما بين حظ محمد صلى اللّٰه عليه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست