responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 77

فكلم اللّٰه الأعرابي بلسان رسوله صلى اللّٰه عليه و سلم فإن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم هو الذي تلا عليه القرآن و القرآن كلام اللّٰه قال تعالى مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ لأنه حدث عندهم و إن كان قديما في نفس الأمر من حيث إنه كلام اللّٰه و

قال صلى اللّٰه عليه و سلم في عمر إنه من المحدثين إن يكن في هذه الأمة منهم أحد و أريد حديثه تعالى مع أوليائه لا مع الأنبياء و الرسل فإن الأذواق تختلف باختلاف المراتب فنحن لا نتكلم إلا فيما لو ادعيناه لم ينكر علينا لأن باب الولاية مفتوح و لهذا سأل عن خزائن المحدثين من الأولياء

[الحديث المحادثة الخطاب المناجاة المسامرة]

فأكمل المحدثين من فهم عن اللّٰه ما حدثه به في كل شيء و هم أهل السماع المطلق من الحق فإن أجابوه به فهو حديث و إن أجابوه بهم فهي محادثة و إن سمعوا حديثه به فليس بحديث في حقهم و إنما هو خطاب أو كلام و أهل الحقائق يمنعون المحادثة و لا يمنعون المناجاة فإن الحق لا يحدث عنده شيء فهو سبحانه يحدث من شاء من عباده و لا يحدثه منهم أحد لكن يناجونه و يسامرونه كالمتهجدين هم أهل المسامرة فالعالم خزائن المحدثين من الأولياء إذا سمعوا بهم فالمحدثون أنزل الدرجات في مقامات الأولياء و هم عند العامة في الرتبة العليا لأن علومهم ليست عن ذوق و إنما هي علوم نقل أو علوم فكر لا غير

[حديث اللّٰه في الصوامت]

فأما حديث اللّٰه في الصوامت فهو عند العامة من علماء الرسوم حديث حال أي يفهم من حاله كذا و كذا حتى أنه لو نطق لنطق بما فهمه هذا الفاهم منه قال القوم في مثل هذا قالت الأرض للوتد لم تشقني قال الوتد لها سلي من يدقني فهذا عندهم حديث حال و عليه خرجوا قوله تعالى وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ و قوله إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا إباية حال و أما عند أهل الكشف فيسمعون نطق كل شيء من جماد و نبات و حيوان يسمعه المقيد بإذنه في عالم الحس لا في الخيال كما يسمع نطق المتكلم من الناس و الصوت من أصحاب الأصوات فما عندنا في الوجود صامت أصلا بل الكل ناطق بالثناء على اللّٰه كما أنه ليس عندنا في الوجود ناطق أصلا من حيث عينه بل كل عين سوى اللّٰه صامتة لا نطق لها إلا أنها لما كانت مظاهر كان النطق للظاهر قالت الجلود أَنْطَقَنَا اللّٰهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ فالكلام في المظاهر هو الأصل و الصمت فيها عرض يعرض في حق المحجوب و الصمت في الأعيان هو الأصل و الكلام المسموع منها عرض يعرض في حق المحجوب فلأصحاب الحرف و الصوت عذر عند هؤلاء و لمنكر الصوت و الحرف عذر أيضا عندهم انتهى الجزء الرابع و الثمانون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(السؤال الخامس و الخمسون)ما الحديث

الجواب ما يتلقاه السامع إذا سمعه به لا بربه فذلك هو الحديث لا غير فإن سمعه بربه فليس ذلك بحديث و معنى قوله سمعه بربه

قول اللّٰه تعالى كنت سمعه الذي يسمع به

[لكل اسم إلهى نسبة كلام]

فاعلم أن وصفه بأنه سميع هو عينه لا أمر زائد و اعلم أن تحقيق هذا أنه لكل اسم إلهي نسبة كلام و الإنسان محل لاختلاف الأحوال عليه عقلا و حسا و ذلك أن الألوهية تعطي ذلك لذاتها فإنها بالنسبة إلى العالم بهذه الصفة قال تعالى يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ فكل حال في الكون فهو عين شأن إلهي و قد تقرر في العلم الإلهي أنه تعالى لا يتجلى في صورة واحدة لشخصين و لا في صورة واحدة لشخص مرتين و كل تحل له كلام فذلك الكلام لهذا الحال من هذا التجلي هو المعبر عنه بالحديث فالحديث لا يزال أبدا غير أنه من الناس من يفهم أنه حديث و من الناس من لا يعرف ذلك بل يقول ظهر لي كذا و كذا و لا يعرف أن ذلك من حديث الحق معه في نفسه لأنه حرم عين الفهم عن اللّٰه فيما يحسب أنه خاطر

[الخواطر كلها من الحديث الإلهي]

و الذين قسموا الخواطر إلى أربعة فذلك التقسيم لا يقع في الحديث فإن الحديث حديث في كل قسم و إنما الأقسام وقعت في الذوات التي فهم منها ما أريد بالحديث فيقال خاطر شيطاني و هو حديث رباني و قول إلهي لما أراده الحق قال له كن فكان فناجاه الاسم البعيد كما يتلقاه من الحديث الإلهي في الخاطر الملكي الاسم القريب كما يتلقاه من الحديث الإلهي في الخاطر النفسي الاسم المريد كما يتلقاه من الحديث الإلهي في الخاطر الرباني الاسم الحفيظ فهذه الخواطر كلها من الحديث الإلهي الذي لا يشعر به إلا رجال اللّٰه

[الكلام كله حادث قديم]

فالعالم كله على طبقاته لا يزالون في الحديث فمن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست