responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 69

و إن كانت كل مقدمة مركبة من محمول و موضوع فلا بد أن يكون أحد الأربعة يتكرر فيكون في المعنى ثلاثة و في التركيب أربعة فوقع التكوين عن الفردية و هي الثلاثة لقوة نسبة الفردية إلى الأحدية فبقوة الواحد ظهرت الأكوان فلو لم يكن الكون عينه لما صح له ظهور فالوجود المنسوب إلى كل مخلوق هو وجود الحق إذ لا وجود للممكن لكن أعيان الممكنات قوابل لظهور هذا الوجود فتدبر ما ذكرناه في هذه التولية التي سأل عنها سمينا و ابن سمي أبينا محمد بن علي الترمذي في كتاب ختم الأولياء له و هي هذه المسائل التي أذكرها في هذا الباب

(السؤال الثاني و الأربعون)ما فطرته يعني فطرة آدم أو الإنسان

الجواب إن أراد فطرته من كونه إنسانا فله جواب أو من كونه خليفة فله جواب أو من كونه إنسانا خليفة فله جواب أو من كونه لا إنسان و لا خليفة فله جواب و هو أعلاها نسبة

[فطرة الإنسان من حيث كونه حقا مطلقا]

فإنه إذا كان حقا مطلقا فليس بإنسان و لا خليفة كما

ورد في الخبر كنت سمعه و بصره فأين الإنسانية هنا إذ لا أجنبية و أين الخلافة هنا و هو الأمر بنفسه فأثبتك و محاك و أضلك و هداك أي حيرك فيما بين لك فما تبينت إلا الحيرة فعلمت إن الأمر حيرة فعين الهدى متعلقة الضلال فقال أنت و ما أنت وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ و ما رمى إلا محمد فما رمى إلا اللّٰه فأين محمد فمحاه و أثبته ثم محاه فهو مثبت بين محوين محو أزلي و هو قوله وَ مٰا رَمَيْتَ و محو أبدى و هو قوله وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ و إثباته قوله إِذْ رَمَيْتَ فإثبات محمد في هذه الآية مثل الآن الذي هو الوجود الدائم بين الزمانين بين الزمان الماضي و هو نفي عدم محقق و بين الزمان المستقبل و هو عدم محض و كذلك ما وقع الحس و البصر الأعلى رمى محمد فجعله وسطا بين محوين مثبتا فأشبه الآن الذي هو عين الوجود و الوجود إنما هو وجود اللّٰه لا وجوده فهو سبحانه الثابت الوجود في الماضي و الحال و الاستقبال فزال عنه التقييد المتوهم فسبحان اللطيف الخبير و لهذا قال وَ لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاٰءً حَسَناً فجاء بالخبرة أي قلنا هذا اختبارا للمؤمنين في إيمانهم لنا في ذلك من تناقص الأمور الذي يزلزل إيمان من في إيمانه نقص عما يستحقه الايمان من مرتبة الكمال الذي في أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ فهذا الجواب عن الوجه الرابع الذي هو أصعب الوجوه قد بان

[فطرة الإنسان من كونه إنسانا و من كونه خليفة و من كونه إنسانا خليفة]

فأما فطرته من حيث ما هو إنسان ففطرته العالم الكبير و أما فطرته من حيث ما هو خليفة ففطرته الأسماء الإلهية و أما فطرته من حيث ما هو إنسان خليفة ففطرته ذات منسوب إليها مرتبة لا تعقل المرتبة دونها و لا تعقل هي دون المرتبة قال تعالى فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ و هو قوله كٰانَتٰا رَتْقاً فَفَتَقْنٰاهُمٰا و الفطر الشق و قال تعالى فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا لاٰ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ و هو الفطرة كما أنه لاٰ تَبْدِيلَ لِكَلِمٰاتِ اللّٰهِ و هو قوله مٰا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ أي قولنا واحد لا يقبل التبديل و

قال صلى اللّٰه عليه و سلم كل مولود يولد على الفطرة فالألف و اللام هنا للعهد أي الفطرة التي فطر اللّٰه الناس عليها و قد تكون الألف و اللام لجنس الفطر كلها لأن الناس أي هذا الإنسان لما كان مجموع العالم ففطرته جامعة لفطر العالم

[فطرة آدم فطر جميع العالم]

ففطرة آدم فطر جميع العالم فهو يعلم ربه من حيث كل علم نوع من العالم من حيث هو عالم ذلك النوع بربه من حيث فطرته و فطرته ما يظهر به عند وجوده من التجلي الإلهي الذي يكون له عند إيجاده ففيه استعداد كل موجود من العالم فهو العابد بكل شرع و المسبح بكل لسان و القابل لكل تجلى إذا و في حقيقة إنسانيته و علم نفسه فإنه لا يعلم ربه إلا من علم نفسه فإن حجبه شيء منه عن درك كله فهو الجاني على نفسه و ليس بإنسان كامل و لهذا

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم كمل من الرجال كثيرون و لم يكمل من النساء إلا مريم و آسية يعني بالكمال معرفتهم بهم و معرفتهم بهم هو عين معرفتهم بربهم فكانت فطرة آدم علمه به فعلم جميع الفطر و لهذا قال وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا و كل يقتضي الإحاطة و العموم الذي يراد به في ذلك الصنف و أما الأسماء الخارجة عن الخلق و النسب فلا يعلمها إلا هو لأنه لا تعلق لها بالأكوان و هو

قوله عليه السلام في دعائه أو استأثرت به في علم غيبك يعني من الأسماء الإلهية و إن كان معقول الأسماء مما يطلب الكون و لكن الكون لا نهاية لتكوينه فلا نهاية لأسمائه فوقع الإيثار في الموضع الذي لا يصح وجوده إذ كان حصر تكوين ما لا يتناهى محال و أما الذات من حيث هي فلا اسم لها إذ ليست محل أثر و لا معلومة لأحد و لا ثم اسم يدل عليها معرى عن نسبة و لا بتمكين فإن الأسماء للتعريف و التمييز و هو باب ممنوع لكل ما سوى اللّٰه فلا يعلم اللّٰه إلا اللّٰه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست