responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 70

[الأسماء الإلهية بنا و لنا و مدارها علينا]

فالأسماء بنا و لنا و مدارها علينا و ظهورها فينا و أحكامها عندنا و غاياتها إلينا و عباراتها عنا و بداياتها منا

فلولاها لما كنا و لولانا لما كانت
بها بنا و ما بنا كما بانت و ما بانت
فإن خفيت لقد جلت و إن ظهرت لقد زانت
انتهى الجزء الثالث و الثمانون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(السؤال الثالث و الأربعون)ما الفطرة

الجواب النور الذي تشق به ظلمة الممكنات و يقع به الفصل بين الصور فيقال هذا ليس هذا إذ قد يقال هذا عين هذا من حيث ما يقع به الاشتراك

[بالفطرة تميز وجود الممكنات من أعيانهم]

ف‌ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ هو قوله اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ و العالم كله سماء و أرض ليس غير ذلك و بالنور ظهرت قوله وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْنٰاهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ و اللّٰه مظهرها فهو نورها فظهور المظاهر هو اللّٰه فهو فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ ففطر السماء و الأرض به فهو فطرتها و الفطرة التي فطر الناس عليها فكل مولود يولد على الفطرة أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ فما فطرهم إلا عليه و لا فطرهم إلا به فبه تميزت الأشياء و انفصلت و تعينت و الأشياء في ظهورها الإلهي لا شيء فالوجود وجوده و العبيد عبيده فهم العبيد من حيث أعيانهم و هم الحق من حيث وجودهم فما تميز وجودهم من أعيانهم إلا بالفطرة التي فصلت بين العين و وجودها و هو من أغمض ما يتعلق به علم العلماء بالله كشفه عسير و زمانه يسير

(السؤال الرابع و الأربعون)لم سماه بشرا

الجواب قال تعالى مٰا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمٰا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ على جهة التشريف الإلهي فقرينة الحال تدل على مباشرة خلقه بيديه بحسب ما يليق بجلاله فسماه بشرا لذلك إذ اليد بمعنى القدرة لا شرف فيها على من شرف عليه و اليد بمعنى النعمة مثل ذلك فإن النعمة و القدرة عمت جميع الموجودات فلا بد أن يكون لقوله بِيَدَيَّ أمر معقول له خصوص وصف بخلاف هذين و هو المفهوم من لسان العرب الذي نزل القرآن بلغتهم فإذا قال صاحب اللسان إنه فعل هذا بيده فالمفهوم منه رفع الوسائط

[نسبة آدم في الجسوم الإنسانية نسبة العقل الأول في الموجودات الإبداعية]

فكانت نسبة آدم في الجسوم الإنسانية نسبة العقل الأول في العقول و لما كانت الأجسام مركبة طلبت اليدين لوجود التركيب و لم يذكر ذلك في العقل الأول لكونه غير مركب فاجتمعا في رفع الوسائط و ليس بعد رفع الوسائط في التكوين مع ذكر اليدين إلا أمر من أجله سمي بشرا و سرت هذه الحقيقة في البنين فلم يوجد أحد منهم إلا عن مباشرة أ لا ترى وجود عيسى عليه السلام لما تمثل لها الروح بشرا سويا فجعله واسطة بينه تعالى و بين مريم في إيجاد عيسى تنبيها على المباشرة بقوله بَشَراً سَوِيًّا قال تعالى وَ لاٰ تُبَاشِرُوهُنَّ وَ أَنْتُمْ عٰاكِفُونَ فِي الْمَسٰاجِدِ و بشرة الشيء ظاهره و البشرى إظهار علامة حصولها في البشرة

[كن للشيء بالحرفين و خلق آدم باليدين]

فقوله للشيء كن بالحرفين الكاف و النون بمنزلة اليدين في خلق آدم فأقام القول للشيء مقام المباشرة و أقام الكاف و النون مقام اليدين و أقام الواو المحذوفة لاجتماع الساكنين مقام الجامع بين اليدين في خلق آدم و أخفى ذكره كما خفيت الواو من كن غير أن خفاءها في كن لأمر عارض و خفاء الجامع بين اليدين لاقتضاء ما تعطيه حقيقة الفعل و هو قوله مٰا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ و هو حال الفعل لأنه ليس في حقائق ما سوى اللّٰه ما يعطي ذلك المشهد فلا فعل لأحد سوى اللّٰه و لا فعل عن اختيار واقع في الوجود فالاختيارات المعلومة في العالم من عين الجبر فهم المجبورون في اختيارهم و الفعل الحقيقي لا جبر فيه و لا اختيار لأن الذات تقتضيه فتحقق ذلك

[البشر و المباشرة و كمال الوجود]

فلمباشرة الوجود المطلق الأعيان الثابتة لظهور الوجود المقيد سمي الوجود المقيد بشرا و اختص به الإنسان لأنه أكمل الموجودات خلقا و كل نوع من الموجودات ليس له ذلك الكمال في الوجود فالإنسان أتم المظاهر فاستحق اسم البشر دون غيره من الأعيان

[كلام للبشر ذو ثلاث صور]

و أما قوله تعالى وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مٰا يَشٰاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ فسمى المكلم هنا بشرا بهذه الضروب كلها من الكلام لما يباشره من الأمور الشاغلة له عن اللحوق برتبة الروح التي له من حيث روحانيته

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست