responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 479

من الأسماء فإن سر العلم بالله هو جمع الأضداد بالحكم في العين الواحدة من حيث ما هو منسوب إليه كذا مما له ضد من ذلك بعينه ينسب إليه ضده و هذا سر لا يعلمه إلا من وجده في نفسه فاتصف به فحكم على عينه بحكم حكم عليه أيضا بضده من حيث حكم ضده لا من نسبة أخرى و لا من إضافة و لهذا جعله اللّٰه سر العلم لأن العلم كل علم حصل عن دلالة لأنه مشتق من العلامة و لذلك أضيف العلم إلى اللّٰه بالأشياء لأنه علم نفسه فعلم العالم فهو دليل و علامة على العالم كما كان العالم علامة عليه في علمنا به و هو

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم من عرف نفسه عرف ربه فجعلك لك دليلا عليه فعلمته كما كانت ذاته دليلا عليك له فعلمك فأوجدك فهذا من خفي سر العلم الذي لا يعلمه إلا العلماء بالله فإذا كان الحق سمع العبد و بصره و علمه علمته به و جعلته دليلا و علامة على نفسه و هذا هو سر الحال و منه نفخ عيسى في الصورة التي أنشأها من الطين فكانت طيرا و بسر العلم دعاء إبراهيم عليه السلام الأطيار فاتته سعيا فإن كان قوله بِإِذْنِي العامل فيه تنفخ فهو سر الحال و إن كان العامل فيه فيكون فهو سر العلم و هذا لا يعلمه إلا صاحبه و هو عيسى عليه السلام و سر العلم أتم من سر الحال لأن سر العلم هو لله و هو الذي ظهر به إبراهيم الخليل عليه السلام فإنه ما زاد على إن دعاهن و لم يذكر نفخا فكان كقوله إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ و سر الحال لا يكون إلا من نعوت الخلق ليس من نعوت الحق فسر العلم أتم و حكمه أعم فالحال من جملة معلومات العلم و ممن هو تحت إحاطته و لو كان الحال أتم من العلم لكان الحق قد أمر نبيه بطلب الأنقص و يكون الحق قد ترك وصفه بالأتم و هذا محال فليس الشرف إلا لسر العلم

و أما سر الحقيقة

فهو إن تعلم أن العلم ليس بأمر زائد على ذات العالم و أنه يعلم الأشياء بذاته لا بما هو مغاير لذاته أو زائد على ذاته فسر الحقيقة يعطي أن العين و الحكم مختلف و سر الحال يلبس فيقول القائل بسر الحال أنا اللّٰه و سبحاني و

أنا من أهوى و من أهوى أنا
و سر العلم يفرق بين العلم و العالم فبسر العالم تعلم أن الحق سمعك و بصرك و يدك و رجلك مع نفوذ كل واحد من ذلك و قصوره و أنك لست هو عينه و بسر الحال ينفذ سمعك في كل مسموع في الكون إذا كان الحق سمعك حالا و كذلك سائر قواك و بسر الحقيقة تعلم أن الكائنات لا تكون إلا لله و إن الحال لا أثر له فإن الحقيقة تأباه فإن السبب و إن كان ثابت العين و هو الحال فما هو ثابت الأثر فللحقيقة عين تشهد بها ما لا يشهد بعين الحال و تشهده عين الحال و عين العلم و للعلم عين يشهد بها ما لا يشهده بعين الحال و تشهد ما يشهده عين الحال فعين الحال أبدا تنقص عن درجة عين العلم و عين الحقيقة و لهذا لا تتصف الأحوال بالثبوت فإن العلم يزيلها و الحقيقة تأباها و لذلك الأحوال لا تتصف بالوجود و لا بالعدم فهي صفات لموجود لا تتصف بالعدم و لا بالوجود فبالحال يقع التلبيس في العالم و بالعلم يرتفع التلبيس و كذلك بالحقيقة فهذا سر العلم و سر الحال و سر الحقيقة قد علمت الفرقان بينهم في الحكم هذا معنى السر عند الطائفة فإذا ثبت أمر في العالم كان ما كان و ظهر حكمه فسره معناه إذا ظهر لمن ظهر له بطل عنده ذلك الثبوت الذي كان يحكم به قبل هذا على ذلك الأمر في كل أمر يكون له ثبوت في العالم و بهذه المثابة ثبوت الأسباب كلها في العالم فسر الربوبية إما المربوب و إما النسب أو الصفات التي من شأن من نسبت إليه أو قامت به عند من يرى أنها صفات أن يكون ربا فليس هو رب بالذات على هذا النحو هذا معنى قول سهل بن عبد اللّٰه للربوبية سر لو ظهر لبطلت الربوبية و كذاك قوله أيضا إن للربوبية سرا لو ظهر لبطل العلم و إن للعلم سرا لو ظهر لبطلت النبوة و إن للنبوة سرا لو ظهر لبطلت الأحكام فسر الحق لو ظهر لبطل الاختصاص و النبوة اختصاص فتبطل النبوة ببطلان الاختصاص و يبطل حكم العلم من حيث إنه صفة للذات حتى أعطاه حكم العالم و هو الحال فيبطل العلم لا يبطل العالم و سر النبوة إزالة رفيع الدرجات لأنه ما ثم على من و المعارج للأنبياء إنما هي في هذه الدرجات فسر النبوة الإخبار بما هو الأمر عليه و ما هو الأمر عليه لا يقبل التبديل و إذا لم يقبل التبديل بطل الحكم فإن الحكم يثبت التخيير و التخيير يناقض التبديل فإذا بطل التخيير بطل الحكم فبطل معنى النبوة فهذا سرها فمن ظهر له أسرار هذه الأمور و علمها علم الحق فيها و لم يبطل عنده شيء فهو أقوى الأقوياء في التمكن الإلهي فهو عبد في مقام سيد و سيد في صورة عبد

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 479
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست