responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 478

فأخرج و ضيق المتسع فنفس اللّٰه بتمام الآية و التعريف بقوله إِنَّ رَبِّي عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ فقوله اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ بالألف و اللام اللذين للعهد و هو هذا الصراط الذي عليه الرب أن يكون مشهودا لنا في وقت مشي الحق فيه بنا فإنه صراط من أنعم عليه و من غضب اللّٰه عليه و أصله في السبيل التي فرقته عن سبيله و هو الصراط الذي هو عليه حجبته عن شهوده فلا يشهده إلا سعيد و إن لم يشهده و آمن به و جعله كأنه يشهده فهو سعيد و معلوم أن تصرف كل دابة قد يتعلق به لسان حمد أو ذم لأمور عرضية في الطريق عينتها الأحوال و أحكام الأسماء و الأصل محفوظ في نفس الأمر تشهده الرسل سلام اللّٰه عليهم و الخاصة من عباد اللّٰه

«وصل»

و من نفس الرحمن الذي نفس اللّٰه به عن عباده المؤمنين بالرسل قوله وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ فنفس اللّٰه بذلك عن قلوب كان قد قام بها إن اللّٰه تعالى لا يعلم الجزئيات و إن كان القائل بذلك قد قصد التنزيه لكنه ممن اجتهد فأخطأ أن قال ذلك عن اجتهاد فله الأجر فإن الأمر لا يتغير عما هو عليه في نفسه و لا يؤثر فيه حكم المجتهد لا بالإصابة و لا بالخطإ و إذا لم يتغير الأمر في نفسه بتغير الاجتهاد فالحكم له فلا يكون منه في العقبي إلا الخير فإنه الخير المحض الذي لا شر فيه فما عند المجتهدين من التغيير من جهته إلا ما تغيروا به من نفوسهم ف‌ إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُغَيِّرُ مٰا بِقَوْمٍ حَتّٰى يُغَيِّرُوا مٰا بِأَنْفُسِهِمْ و ما غيروا به أنفسهم فذلك تغيير اللّٰه بهم لأنهم ما خرجوا عما أعطاهم اللّٰه فإن اللّٰه ما كلف نَفْساً إِلاّٰ مٰا آتٰاهٰا فما آتاها في هذا الوقت إلا ما سماه تغييرا فهو معهم في حال تغيرهم إلى أن ينقضي مدته فيبدو لَهُمْ مِنَ اللّٰهِ مٰا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ و هو مشاهدة ما هو الأمر عليه في نفسه فنفس اللّٰه عنهم بما بدا لهم منه و ما يبدو من الخير إلا الخير كما قال المعتزلي الذي كان يقول بإنفاذ الوعيد فيمن مات عن غير توبة فلما مات و هو على هذا الاعتقاد و حصل له بعد الموت شهود الأمر على ما هو به رؤي في النوم فقيل له ما فعل اللّٰه بك فقال وجدنا الأمر أهون مما كنا نعتقده و أخبر أنه رحم و لم ينفذ فيه الوعيد الذي كان يعتقد نفوذه في أمثاله و ليس إنباء الحق عباده يوم القيامة بما عملوه من الجرائم و اجترحوه من الآثام على جهة التوبيخ و التقرير و إنما ذلك على طريق الإعلام باتساع رحمة اللّٰه حيث نالها لاتساعها من لا يستحقها و ذلك بشفاعة أعيان تلك الأفعال المسماة جرائم فإن فاعلها لما كان سببا في إيجاد أعيانها من كونها أفعالا و أقام نشأتها و هي معصية في حقه لكنها نشأة مطيعة مسبحة ربها عز و جل تستغفر للسبب الموجب لوجودها فيجيب اللّٰه دعاءها و استغفارها لصاحبها فإنه لا علم لها بأنها معصية أو طاعة فإنها غير مكلفة بذلك و لا خلقت له فيقبل اللّٰه شفاعتها فيه فيكون ما له إلى الرحمة التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ و ما في العالم إلا من هو منشئ صور أعمال منعوتة في الشرع بطاعة و معصية و لا طاعة و لا معصية فإذا انتشأت فلا غذاء لها إلا التسبيح بحمد اللّٰه و هنا أعني في هذه الحضرة تتساوى أعمال الطاعة و المعصية فإن كونها طاعة و معصية ما هو عينها و إنما ذلك حكم اللّٰه فيها و هي مقبولة السؤال عند اللّٰه فإنها من أصناف المعتنى بهم المفطورين على تعظيم اللّٰه تعالى و الثناء عليه بما هو أهله و لو لا أنه ما كان معنا أينما كنا ما ظهرت أعيان هذه الأعمال إذ هو منشئها فينا بنا أو عندنا على حسب ما يعطيه نظر كل ناظر فقل كيف شئت و هذا القدر كاف في باب النفس الرحماني و ما رأيت أحدا ممن غير من أهل هذا الشأن تكلم عليه مثلنا و لا فصله تفصيلنا وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ >«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»<

«الباب التاسع و التسعون و مائة في السر»



السر تثبيت المراتب فافتكر فهو الدليل على ثبوت الواحد
بالفرد صح وجودنا في عيننا في غائب إن كان أو في شاهد
إن الإشارة بالحقيقة تيمت و هي الدليل على انتفاء الواجد
و الحال يطلبه المراد بكونه فيه بحكم لا يكون بزائد
و العالم النحرير إن قامت به صفة العلوم فحكمه كالفاقد

[إن للسر ثلاث مراتب]

اعلم أن السر عند الطائفة على ثلاث مراتب سر العلم و سر الحال و سر الحقيقة

فأما سر العلم و سر الحال

فهو حقيقة العلماء بالله لا بغيره

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست