responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 47

[آيات السؤال الثامن من القرآن الكريم]

آيات هذا السؤال من القرآن لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهٰا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ و قوله وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنٰاهُ مَنٰازِلَ و قوله فَلاٰ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ و قوله وَ السَّمٰاءِ ذٰاتِ الْبُرُوجِ إلى آخرها و المدار على القطب انتهى الجزء الثمانون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(السؤال التاسع)فإن قلت فبأي شيء يفتتحون المناجاة

قلنا في الجواب بحسب الباعث و الداعي لها و ذلك أن الحق إذا أجلسهم هذه المجالس التي ذكرناها فإنما يجلسهم الحق فيها بعد قرع و فتح و استفتاح و ذلك إنهم سمعوا الحق يقول يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً ثم قال أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقٰاتٍ و قال في إنزال الرسول منزلة الحق نفسه يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّٰهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذٰا دَعٰاكُمْ و قال مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ لأنه به يدعو إليه سبحانه و

قال صلى اللّٰه عليه و سلم الكلمة الطيبة صدقة و

قال يصبح على كل سلامي من ابن آدم صدقة و أفضل الصدقات تصدق الإنسان بنفسه و أفضل ما يخرجها عليه من يخرجها على نفسه

[الباعث الذاتي على النجوى]

فإذا إذا أراد العبد نجوى ربه فليقدم بين يدي نجواه نفسه لنفسه فإن النجوى سامع و متكلم و العبد إن لم يكن الحق سمعه فمن المحال أن يطيق فهم كلام اللّٰه و إن لم يكن الحق لسان العبد عند النجوى فمن المحال أن تكون نجواه صادقة الصدق الذي ينبغي أن يخاطب به اللّٰه فاذن الحق ناجى نفسه بنفسه و العبد محل الاستفادة لأنها أمور وجودية و الوجود كله هو عينه و العبد يصدق بنفسه على نفسه لأنها أفضل الصدقات استفتاحا لنجوى ربه فكانت المناسبة بين النجوى و ما افتتحت به كون الصدقة رجعت إليه و كون الحق كانت نجواه بينه و بينه فما سمع الحق إلا الحق و لا تصدق العبد إلا على العبد فصحت الأهلية فمن كان استفتاحه هكذا كان من أهل المجالس و الحديث

[الباعث الوضعي على النجوى]

و أما مذهب الترمذي فإن الذي يفتتحون به المناجاة إنما هو تلبسهم بالكبرياء ثم يتعرون من بعضه بوجه خاص و يبقون عليهم ما يليق أن يسمع به كلام الحق و يكلم به الحق لتصح النجوى فيكون الابتداء من العبد فيكون له الأولية في هذا الموطن و هو وجه صحيح و هذا هو الباعث الوضعي و الذي ذكرناه أولا هو الباعث الذاتي فإن نجوى هذه الطائفة في هذا الحال بمنزلة الصلاة في العامة فإنه من هذه الحضرة التي ذكرناها خرج التكليف بها على السنة الرسل للعباد و شرع فيها التكبير لما ذكرناه و الصلاة مناجاة

[من يجعل عاقبة الأمور استفتاحا]

و من أهل اللّٰه من يجعل عاقبة الأمور استفتاحا فيردها أولا إذ كان المطلوب عين العواقب كمن يطلب الاستظلال فأول ما يقع عنده وجود السقف و هو آخر ما يقع به الفعل لأن وجوده موقوف على وجود أشياء فإذا كان من الأمور التي لا توقف لوجودها على شيء كان عين العاقبة عين السابقة فيكون استفتاح العمل بالعاقبة و هي طريقة عجيبة عملنا عليها و ناجينا بها في هذا المقام و لكن لا بد أن تكون النجوى كما قررنا بسمع الحق و كلام الحق لأن الحقيقة تأبى أن يكلمه غير نفسه أو يسمعه غير نفسه فقد أعلمتك بما ذا يفتتحون المناجاة أهل المجالس و الحديث

(السؤال العاشر)فإن قلت بأي شيء يختمونها

فلنقل في الجواب بالمنزلة التي تعطيهم ذلك الاستفتاح و الافتتاح مختلف فالختام مختلف أيضا فلا يتقيد غير أنه ثم أمر جامع و هو الوقفة بين الاسمين بين الاسم الذي ينفصل عنه و بين الاسم الذي يأخذ منه فإن بينهما اسما إلهيا خفيا به يقع الختم و لا يشعر به إلا أهل المجالس و الحديث و هو وجود سار في جميع الموجودات لكن لا يشعر به لدقته كالخط الفاصل بين الظل و الشمس يعقل و لا يدرك بالحس و هي الحدود بين الأشياء لها لكل من هي بينهما وجه خاص مع كونها لا تنقسم فهي بذاتها مع كل محدود و لهذا يعز العثور على الحدود الذاتية بخلاف الحدود الرسمية و اللفظية التي بأيدي العلماء فقد يكون ذلك الذي يختم به دليل كون و قد يكون دليل عين و قد يكون دليل ذات لا تقبل المظاهر و هذا أعلى ما تختم به النجوى عندهم و دونه دليل كون و هو ما يعطي مظهرا ما و دونه دليل عين و هو الذي لا يقبل التغيير و هو المعبر عنه بباطن المظهر

[النجوى دائرة ينعطف آخرها بطلب أولها]

و اعلم أن الأمر في النجوى دائرة تنعطف بطلب أولها فيكون عين الختم هو عين الافتتاح فتنقسم بين أول و آخر و ظاهر و باطن فإذا ابتدأ فهو الظاهر فإذا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست