responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 48

انتهى صار الظاهر باطنا و عاد الباطن ظاهرا فإن الحكم له فيبطن الختم في الافتتاح عند البدء و يبطن الافتتاح في الختام عند النهاية قيل في رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إنه خاتم النبيين فبطن بظهور ختمه كونه نبيا و آدم بين الماء و الطين و لما ظهر كونه نبيا و آدم بين الماء و الطين و استفتح به مراتب البشر كان كونه خاتم النبيين باطنا في ذلك الظهور

[أنتم مظاهر الإلهية و بها تسعدون و تشقون]

و أما الإلهية فالوجود منه وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ بينهما وَ تَوَكَّلْ عَلَيْهِ فيهما وَ مٰا رَبُّكَ بِغٰافِلٍ عَمّٰا تَعْمَلُونَ حيث أنتم مظاهر أسمائه الحسنى و بها تسعدون و تشقون وَ اللّٰهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمٰالَكُمْ فسلم الأمر إليه و استسلم تكن موافقا لما هو الأمر عليه في نفسه فتستريح من تعب الدعوى بين الافتتاح و الختم وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(السؤال الحادي عشر)بما ذا يجابون

الجواب بحسب حالهم و وقتهم و حالهم و وقتهم بحسب الاسم الذي هو الحاكم فيهم بين الافتتاح و الختم فإنه بين الختم و الافتتاح تكون أسماء كثيرة إلهية هي الناطقة في تلك الأعيان من أهل المجالس و الحديث فيكون الجواب بحسب ما وقع به حكم الاسم و لكن ما يجابون إلا باسم و لا بد

[الحديث المعنوي عن شهود هو في غاية الإفهام]

فإن كان الحديث معنويا عن شهود فقد يقع الجواب بالذات معراة من الأسماء و هو بمنزلة المجاز من الحقيقة و يجتمع هذا مع الحديث في الإفادة و الاستفادة فمن راعى الاستفادة و الإفادة ألحق هذا المقام بأهل المجالس و الحديث و هو الذي قصده الترمذي لكونه قال أهل المجالس و الحديث و لم يقل أهل الحديث خاصة و من الناس من لا يراعي سوى الحديث فلا يجعل في هذه الحضرة حكما لحديث معنوي حالي فإنه يقول مطلبي الحقائق و لكنه صاحب هذا القول كأنه غير محقق و ما أوقعه في ذلك إلا تقيد الحديث بالألفاظ و أما نحن فعلى مذهب الترمذي في ذلك فإنا ذقناه في المجالسة حديثا معنويا في غاية الإفهام معرى عن الاحتمال و الإجمال بل هو تفصيل محقق في عين واحدة و هو الذي يعول عليه في هذا الفصل

(السؤال الثاني عشر)كيف يكون صفة سيرهم يعني إلى هذه المجالس و الحديث ابتدأ

قلنا في الجواب بالهمم المجردة عن السوي و بسط ذلك ما نقول و هو أن الأمور المعنوية التي لا تقبل المواد و لا تحددها لا يصح السير إلى تحصيلها أو تحصيل ما يكون منها بقطع المسافات و تذريع المساحات لكن قد يقترن بالهمة حركات مادية مبناها على علم أو إيمان بشرط التوحيد فيهما

[سير العلماء غير المؤمنين إلى المجالس]

فأما سيرهم من حيث ما هم علماء فبتصفية النفوس من كدورات الطبيعة و اتخاذ الخلوات لتفريغ القلوب عن الخواطر المتعلقة بأجزاء الكون الحاصلة من إرسال الحواس في المحسوسات فتمتلئ خزانة الخيال فتصور القوة المصور منها بحسب ما تعشقت به من ذلك فتكون هذه الصور حائلة بينه و بين حصول هذه المرتبة الإلهية فيجنحون إلى الخلوات و الأذكار على جهة المدح لمن بيده الملكوت فإذا صفت النفس و ارتفع الحجاب الطبيعي الذي بينها و بين عالم الملكوت انطبع في مرآتها جميع ما في صور عالم الملكوت من العلوم المنقوشة فيطلع الملأ الأعلى على هذه النفس التي هي بهذه المثابة فيرى فيها ما عنده فيتخذها مجلى ظهور ما فيه فيكون الملأ الأعلى معينا له أيضا على استدامة ذلك الصفاء و يحول بينه و بين ما يقتضيه حجاب الطبع فتتلقى هذه النفس من العالم العلوي بقدر مناسبتها منهم من العلم بالله فيؤديهم ذلك العلم إلى التلقي من الفيض الإلهي و لكن بوساطة الأرواح النورية لا بد من ذلك فيسمون ذلك سيرا و لا بد من تجريد الهمم في الطلب لذلك و لو لا تعلق الهمة بتحصيل ما تقرر عندها مجملا ما صح له توجه إلى الملإ الأعلى

[صفة سير أهل الإيمان إلى المجالس و طبقاتهم]

فإن اتفق أن يكون هذا الرجل في سيره مع علمه مؤمنا أو يكون صاحب إيمان من غير علم فإن همته لا تتعلق إلا بالله فإن الايمان لا يدله إلا على اللّٰه و العلم إنما يدله على الوسائط و ترتيب الحكمة المعتادة في العالم فصفة سير أصحاب الايمان ما لهم طريق إلى ذلك إلا بعزائم الأمور المشروعة من حيث ما هي مشروعة و هم على قسمين طائفة منهم قد ربطت همتها على أن الرسول إنما جاء منبها و معلما بالطريق الموصلة إلى جناب الحق تعالى فإذا أعطى العلم بذلك زال من الطريق و خلى بينهم و بين اللّٰه فهؤلاء إذا سارعوا أو سابقوا إلى الخيرات و في الخيرات لم يروا إمامهم قدم أحد من المخلوقين لأنهم قد أزالوه من نفوسهم و انفردوا إلى الحق كرابعة العدوية فهؤلاء إذا حصلوا في المجالس و الحديث خاطبهم الحق بالكلام الإلهي من غير وساطة لسان معين و أما الطائفة الأخرى فهم قوم جعلوا في نفوسهم أنهم لا سبيل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست