responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 466

تعطي هاتان الصفتان من العزة لمن قامتا به فأصحب اللّٰه من شاء صفة الافتقار و الفاقة و الحاجة فذل لكل ذلول يرى أن له عنده حاجة يفتقر إليه فيها و ينحط عن رتبة عزه بسببها فربط اللّٰه الوجود على هذا و كان به صلاح العالم فليس في الأسماء من أعطى الصلاح العام في العالم و لا من له حكم في الحضرة الإلهية مثل هذا الاسم المذل فهو ساري الحكم دائما في الدنيا و الآخرة فمن أقامه الحق من العارفين في مشاهدته و تجلى له فيه و منه فلا يكون في عباد اللّٰه أسعد منه بالله و لا أعلم منه بأسرار اللّٰه على الكشف و هذا القدر من الإيماء في هذا الفصل كاف في علم التسخير الإلهي و الكوني فإنه ألحق السيد بالعبيد و ألحق العبيد بالسيد وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الفصل الخامس و الثلاثون»في الاسم الإلهي القوي

و توجهه على إيجاد الملائكة و له من الحروف حرف الفاء و من المنازل المقدرة سعد الأخبية قال اللّٰه تعالى عَلَيْهٰا مَلاٰئِكَةٌ غِلاٰظٌ شِدٰادٌ و قال في الملائكة وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ و قال لاٰ يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا و إِلاّٰ مٰا آتٰاهٰا و الأمر تكليف فظهرت القوة في الملائكة بإمداد الاسم القوي فإنه بقوته أمدهم و ليس في العالم المخلوق أعظم قوة من المرأة لسر لا يعرفه إلا من عرف فيم وجد العالم و بأي حركة أوجده الحق تعالى و أنه عن مقدمتين فإنه نتيجة و الناكح طالب و الطالب مفتقر و المنكوح مطلوب و المطلوب له عزة الافتقار إليه و الشهوة غالبة فقد بان لك محل المرأة من الموجودات و ما الذي ينظر إليها من الحضرة الإلهية و بما ذا كانت ظاهرة القوة و قد نبه اللّٰه على ما خصها به من القوة في قوله في حق عائشة و حفصة وَ إِنْ تَظٰاهَرٰا عَلَيْهِ أي تتعاونا عليه فَإِنَّ اللّٰهَ هُوَ مَوْلاٰهُ أي ناصره وَ جِبْرِيلُ وَ صٰالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَلاٰئِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِيرٌ هذا كله في مقاواة امرأتين و ما ذكر إلا الأقوياء الذين لهم الشدة و القوة فإن صالح المؤمنين يفعل بالهمة و هو أقوى الفعل فإن فهمت فقد رميت بك على الطريق فأنزل الملائكة بعد ذكره نفسه وَ جِبْرِيلُ وَ صٰالِحُ الْمُؤْمِنِينَ منزلة المعينين و لاٰ قُوَّةَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ فدل أن نظر الاسم القوي إلى الملائكة أقوى في وجود القوة فيهم من غيرهم فإنه منه أوجدهم فمن يستعان عليه فهو فيما يستعان فيه أقوى مما يستعان به فكل ملك خلقه اللّٰه من أنفاس النساء هو أقوى الملائكة فإنه من نفس الأقوى فتوجه الاسم الإلهي القوي في وجود القوة على إيجاد ملائكة أنفاس النساء أعطى للقوة فيهم من سائر الملائكة

[اختصاص الملائكة بالقوة لأنها أنوار]

و إنما اختصت الملائكة بالقوة لأنها أنوار و أقوى من لنور فلا يكون لأن له الظهور و به الظهور و كل شيء مفتقر إلى الظهور و لا ظهور له إلا بالنور في العالم الأعلى و الأسفل قال تعالى اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ و

قيل إن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لما قيل له أ رأيت ربك فقال صلى اللّٰه عليه و سلم نوراني أراه و

قال لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه و السبحات الأنوار فهي المظهرة للأشياء و المغنية لها و لما كان الظل لا يثبت للنور و العالم ظل و الحق نور فلهذا يفنى العالم عن نفسه عند التجلي فإن التجلي نور و شهود النفس ظل فيفني الناظر المتجلي له عن شهود نفسه عند رؤية اللّٰه فإذا أرسل الحجاب ظهر الظل و وقع التلذذ بالشاهد و هذا الفصل علم فيه عظيم لا يمكن أن ينقال و لا سره أن يذاع من علمه علم صدور العالم علم كيفية وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الفصل السادس و الثلاثون»في الاسم الإلهي اللطيف

و توجهه على إيجاد الجن و له من الحروف حرف الباء المعجمة بواحدة و من المنازل المقدم من الدالي قال اللّٰه تعالى في الجان إِنَّهُ يَرٰاكُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاٰ تَرَوْنَهُمْ فوصفهم باللطافة و خلقهم اللّٰه مِنْ مٰارِجٍ مِنْ نٰارٍ و المرج الاختلاط فهم من نار مركبة فيها رطوبة المواد و لهذا يظهر لها لهب و هو اشتعال الهواء فهو حار رطب و الشياطين من الجن هم الأشقياء المبعدون من رحمة اللّٰه منهم خاصة و السعداء بقي عليهم اسم الجن و هم خلق بين الملائكة و البشر الذي هو الإنسان و هو عنصري و لهذا تكبر فلو كان طبيعيا خالصا من غير حكم العنصر ما تكبر و كان مثل الملائكة و هو برزخي النشأة له وجه إلى الأرواح النورية بلطافة النار منه فله الحجاب و التشكل و له وجه إلينا به كان عنصريا و مارجا فأعطاه الاسم اللطيف أنه يجري من ابن آدم مجرى الدم و لا يشعر به و لو لا تنبيه الشارع على لمة الشيطان و وسوسته في صدور الناس ما علم غير أهل الكشف إن ثم شيطانا و من حكم هذا الاسم اللطيف في الشياطين من الجن قوله تعالى لإبليس وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست