responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 437

(الفصل الثامن عشر)في الاسم إلهي الشكور

و توجهه على إيجاد الكرسي و القدمين و من الحروف حرف الكاف و من المنازل النثرة قال تعالى وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ

[الكلمة الإلهية تنقسم إلى حكم و خبر]

قال بعض أهل المعاني يريد العلم و نقلوه لغة إلا أنه في هذه الآية ليس إلا جسم محسوس هو في العرش كحلقة ملقاة في فلاة إلا أنه كالعرش لا حركة فيه و من هذا الكرسي تنقسم الكلمة الإلهية إلى حكم و خبر و هو للقدمين الواردين في الخبر كالعرش لاستواء الرحمن و له ملائكة قائمون به لا يعرفون إلا الرب تعالى فإن ظرفية العماء للرب و العرش للرحمن و الكرسي لضمير الكناية عن اللّٰه تعالى و هذه الثلاثة الأسماء هي أمهات الأسماء و إذا تتبعت القرآن العزيز وجدت هذه الأسماء الثلاثة اللّٰه و الرب و الرحمن دائرة فيه و له ما بين سماء و سماء كرسي سوى هذا الكرسي الأعظم و سمي منسوبا أي لا يعقل إلا هكذا بخلاف غيره من الموجودات و من هنا كان للرب الذي لا يعقل إلا مضافا و غيره الذي هو الاسم اللّٰه و الرحمن قد ورد غير مضاف إلا الرب فلا يرد حيث ورد إلا مضافا فإنه يطلب المربوب بذاته ربنا رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبٰائِكُمُ رَبُّ السَّمٰاوٰاتِ رَبُّ الْمَشْرِقِ فأثرت هذه الحقيقة في المرتبة المكانية الذي هو الكرسي فورد منسوبا و النسبة إضافة و جاء في الدرجة الثالثة و هي أول الأفراد و لما كان الرب الثابت فكذلك الكرسي حكم عليه الاسم الإلهي بالثبوت فالثبوت أيضا الموصوف به العرش يؤذن بأن الاسم الرحمن ثابت الحكم في كل ما يحوي عليه و هو قوله وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فمال الكل إلى الرحمة و إن تخلل الأمر آلام و عذاب و علل و أمراض مع حكم الاسم الرحمن فإنما هي أعراض عرضت في الأكوان دنيا و آخرة من أجل أن الرحمن له الأسماء الحسنى و من الأسماء الضار و المذل و المميت فلهذا ظهر في العالم ما لا تقتضيه الرحمة و لكن لعوارض و في طي تلك العوارض رحمة و لو لم يكن إلا تضاعف النعيم و الراحة عقيب زوال حكمه و لهذا قيل أحلى من الأمن عند الخائف الوجل فما تعرف لذات النعم إلا بأضدادها فوضعت لاقتناء العلوم التي فيها شرف الإنسان فكانت كالطريق الموصلة أو الدليل الموصل إلى مدلوله ذوقا و حصول العلم بالأذواق أتم منه بطريق الخبر أ لا ترى الحق وصف نفسه على ألسنة رسله بالغضب و الرضاء و من هاتين الحقيقتين ظهر في العالم اكتساب العلوم من الأذواق الظاهرة كالطعوم و أشباهها و الباطنة كالآلام من الهموم و الغموم مع سلامة الأعضاء الظاهرة من كل سبب يؤدي إلى ألم فانظر ما أعجب هذا فثبت العرش لثبوت الرحمة السارية التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فلها الإحاطة و هي عين النفس الرحماني فبه ينفس اللّٰه كل كرب في خلقه فإن الضيق الذي يطرأ أو يجده العالم كونه أصلهم في القبضة و كل مقبوض عليه محصور و كل محصور محجور عليه و الإنسان لما وجد على الصورة لم يحتمل التحجير فنفس اللّٰه عنه بهذا النفس الرحماني ما يجده من ذلك كما كان تنفسه من حكم الحب الذي وصف به نفسه في

قوله أحببت أن أعرف فأظهره في النفس الرحماني فكان ذلك التنفس الإلهي عين وجود العالم فعرفه العالم كما أراد فعين العالم عين الرحمة لا غيرها فاشحذ فؤادك فما يكون العالم رحمة للحق و يكون الحق يسرمد عليه الألم أ لله أكرم و أجل من ذلك فانظر ما أعجب ما أعطاه مقام الكرسي من انقسام الكلمة الإلهية فظهر الحق و الخلق و لم يكن يتميز لو لا الكرسي الذي هو موضع القدمين الواردتين في الخبر و عن هذا الاسم وجد في النفس الإنساني حرف الكاف و في فلك المنازل منزلة النثرة لما وجد فلكها

(الفصل التاسع عشر)في الاسم الغني

و توجهه على إيجاد الفلك الأطلس و هو فلك البروج و استعانته بالاسم الدهر و إيجاد حرف الجيم من الحروف و الطرف من المنازل

[أن الغنى جعل الفلك أطلس متماثل الأجزاء مستدير الشكل]

اعلم أن هذا الاسم جعل هذا الفلك أطلس لا كوكب فيه متماثل الأجزاء مستدير الشكل لا تعرف لحركته بداية و لا نهاية و ما له طرف بوجوده حدثت الأيام السبعة و الشهور و السنون و لكن ما تعينت هذه الأزمنة فيه إلا بعد ما خلق اللّٰه في جوفه من العلامات التي ميزت هذه الأزمنة و ما عين منها هذا الفلك سوى يوم واحد و هي دورة واحدة عينها مكان القدم من الكرسي فتعينت من أعلى فذلك القدر يسمى يوما و ما عرف هذا اليوم إلا اللّٰه تعالى لتماثل أجزاء هذا الفلك و أول ابتداء حركته و كان ابتداء حركته و أول درجة من برج الجوزاء يقابل هذا القدم و هو من البروج الهوائية فأول يوم في العالم ظهر كان بأول درجة من الجوزاء و يسمى ذلك اليوم الأحد فلما انتهى ذلك الجزء المعين عند اللّٰه من هذا الفلك إلى مقارنة ذلك القدم من الكرسي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست