responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 436

(الفصل السابع عشر)في الاسم المحيط

و توجهه على إيجاد العرش و العرش الممجدة و المعظمة و المكرمة و حرف القاف و من المنازل الذراع

[إحاطة العرش بالعالم]

اعلم أن العرش أحاط بالعالم لاستدارته بما أحاط به من العالم و كل ما أحاط به فيه الاستدارة ظاهرة حتى في المولدات و انظر في تشبيه

النبي ص في الكرسي أنه في جوف العرش كحلقة في فلاة من الأرض فشبهه بشكل مستدير و هو الحلقة و الأرض و كذلك شبه السموات في الكرسي كحلقة و الأركان الكرية في جوف الفلك الأدنى كذلك ثم ما تولد عنها لا يكون أبدا في صورته إلا مستديرا أو مائلا إلى الاستدارة معدنا كان أو نباتا أو حيوانا و ذلك لأن الحركة دورية فلا تعطي إلا ما يشاكلها فالعرش أعظم الأجسام من حيث الإحاطة فهو العرش العظيم جرما و قدرا و بحركته أعطى ما في قوته لمن هو تحت إحاطته و قبضته فهو العرش الكريم لذلك و بنزاهته أن يحيط به غيره من الأجسام كان له الشرف فهو العرش المجيد ثم إنه ما استوى عليه الاسم الرحمن إلا من أجل النفس الرحماني و ذلك أن المحاط به في ضيق من علمه بأنه محاط به من حيث صورته فأعطاه النفس الرحماني روحا من أمره فكان مجموع كل موجود في العالم صورته و روحه المدبر له و جعل روحه لا داخلا في الصورة و لا خارجا عنها لأنه غير متحيز فانتفى المشروط و الشرط فإن النفس الذي صدرت عنه الأرواح لا داخل في العالم و لا خارج عنه فإذا نظر الموجود في كونه محاطا به ضاق صدره من حيث صورته و إذا نظر في نفسه من حيث روحانيته نفس اللّٰه عنه ذلك الضيق بروحه لما علم أنه لا توصف ذاته بأنه محاط به إحاطة العرش بالصور فزال عنه و أورثه ذلك الابتهاج و السرور و الفرح بذاته من حيث روحه فلهذا كان الاستواء بالاسم الرحمن و إحاطة هذا العرش من الإحاطة الإلهية بالعلم في قوله أحاط بكل شيء علما فهو من ورائهم محيط و ليس وراء اللّٰه مرمى لرام و وراء العالم اللّٰه فهو المنتهى و ما له انتهاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم فالكلمة في العرش من النفس الرحماني واحدة و هو الأمر الإلهي لإيجاد الكائنات فالنفس سار إلى منتهى الخلأ فبه حيي كل شيء فإن العرش على الماء فقبل الحياة بذاته فخلق اللّٰه تعالى منه كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَ فَلاٰ يُؤْمِنُونَ بما يرونه من حياة الأرض بالمطر و حياة الأشجار بالسقي حتى الهواء إن لم يكن فيه مائية و إلا أحرق

[أن للعرش قوائم النورانية]

و اعلم أن هذا العرش قد جعل اللّٰه له قوائم نورانية لا أدري كم هي لكني أشهدتها و نورها يشبه نور البرق و مع هذا فرأيت له ظلا فيه من الراحة ما لا يقدر قدرها و ذلك الظل ظل مقعر هذا العرش يحجب نور المستوي الذي هو الرحمن و رأيت الكنز الذي تحت العرش الذي خرجت منه لفظة لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فإذا الكنز آدم صلوات اللّٰه عليه و رأيت تحته كنوزا كثيرة أعرفها و رأيت طيورا حسنة تطير في زواياه فرأيت فيها طائرا من أحسن الطيور فسلم علي فالقى لي فيه أن آخذه صحبتي إلى بلاد الشرق و كنت بمدينة مراكش حين كشف لي عن هذا كله فقلت و من هو قيل لي محمد الحصار بمدينة فاس سأل اللّٰه الرحلة إلى بلاد الشرق فخذه معك فقلت السمع و الطاعة فقلت له و هو عين ذلك الطائر تكون صحبتي إن شاء اللّٰه فلما جئت إلى مدينة فاس سألت عنه فجاءني فقلت له هل سألت اللّٰه في حاجة فقال نعم سألته أن يحملني إلى بلاد الشرق فقيل لي إن فلانا يحملك و أنا أنتظرك من ذلك الزمان فأخذته صحبتي سنة سبع و تسعين و خمسمائة و أوصلته إلى الديار المصرية و مات بها رحمه اللّٰه فإن قلت و الملائكة الحافون من حول العرش ما بقي لهم خلاء يتصرفون فيه و العرش قد عمر الخلأ قلنا لا فرق بين كونهم حافين من حول العرش و بين الاستواء على العرش فإنه من لا يقبل التحيز لا يقبل الاتصال و الانفصال ثم إن الملائكة الحافين من حول العرش فما هو هذا الجسم الذي عمر الخلأ و إنما هو ذلك العرش الذي يأتي اللّٰه به للفصل و القضاء يوم القيامة و هذا العرش الذي استوى عليه هو عرش الاسم الرحمن أ ما سمعته يقول وَ تَرَى الْمَلاٰئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ عند الفراغ من القضاء فذلك يوم القيامة تحمله الثمانية الأملاك و ذلك بأرض الحشر و نسبة العرش إلى تلك الأرض نسبة الجنة إلى عرض الحائط في قبلة رسول اللّٰه ص و هو في صلاة الكسوف و هذا من مسائل ذي النون المصري في إيراد الواسع على الضيق من غير أن يوسع الضيق أو يضيق الواسع و من عرف المواطن هان عليه سماع مثل هذا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست