responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 426

الأمر بين حكم برزخي و صورة عليا كرؤية الحق في صورة ملك فالجامع و البصير و النافع يرفعون الحرج فيما وقع فيه التشبيه و يوفون حق أحد الحكمين و هو الحكم الذي يلي جانب العزة و أصحاب الجود الإلهي يعتبرون التوحيد فيبرزونها مع رفع الحرج فالتوحد مثل قوله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و رفع الحرج تمام الآية وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ مرتبة أخرى إذا ظهر أمران الهيان في صورتين مختلفتين و الأمران برزخيان فالحكم الإلهي في ذلك و هو أن ترى صورة الحق في البرزخ و صورة الملك في البرزخ على صورة إنسيين كصورة موسى و هارون مثلا أو ترى الحق في صورة شخصين معا في رؤيا واحدة في عالم البرزخ مثل أن ترى الحق في صورة شاب و شيخ في حال واحدة و لا شك إنها الحق ليس غيره فحكم العلم من العلماء بالله و أهل الجود الإلهي في هذه الواقعة أن هذا إمداد إلهي لهذه الصورة التي ظهر فيها الحق و أهل الجود أيضا و الفضلاء أصحاب الزيادات من العلم الإلهي مع الاسم البصير من الأسماء الإلهية يزيلون الحق ب‌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و يتأولون الصورة بما يليق بها و ما بقي من الأسماء الإلهية و الطبقات من أهل اللّٰه أرباب المقامات و التحقيق يتركون الحق حقا بما يليق به و الصورة صورة بما يليق بها و هو الأولى عندي مرتبة أخرى نبي من الأنبياء كعيسى روح اللّٰه و كلمته يظهر حقا من كونه كلمة اللّٰه و ظهر ملكا من كونه روح اللّٰه فالحكم في هذه الواقعة عند العلماء بالله و أهل الجود من أهل اللّٰه يلحقون الملك بذلك النبي و ينزهون الحق عن تلك الصورة و أما الراسخون في العلم و هم أهل الزيادات و يوافقهم أيضا أهل الجود الإلهي يقولون الجناب الإلهي أقبل للصور من العالم فيلحقون بصورة ذلك النبي و يبقون صورة الملك على ما هي عليه لا يتأولونها و لا سيما في عيسى فإنه تمثل لأمه بشرا سويا حين أعطاها عيسى و أما الاسم الإلهي البصير فإنه يسقط صورة الحق من ذلك تنزيها و يبقى ما بقي على حاله مرتبة أخرى ملك من الملائكة ظهر في صورة محسوسة و ظهر في مقام حق و قال أنا الحق كما سمع موسى الخطاب من الشجرة إِنَّنِي أَنَا اللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا فحكم العلماء العارفون و أهل الجود الإلهي يقولون في الصورة المحسوسة إنها ملك و في مقام الحق أنه حق و أما أهل الزيادات من العلماء بالله و أهل الجود الإلهي يوافقونهم على حكمهم أيضا يحكمون على الحق بالملكية و الاسم البصير الإلهي يسقط بحكمه الحق من أجل ما دخله من التشبيه و يبقى ما بقي على ما هو عليه و جميع أهل اللّٰه يقولون لما كان الحق يقبل الصور لم يبعد على الصور أن تدعى فيه و تقول أنا الحق فالذي يعتمد عليه في هذه المسألة أن يعطي الحق من جهة الشرع حقه لا من جهة العقل و يعطي الحس حقه و يعطي الملك حقه و مع هذا فلا بد عند غير المحققين أن يصحبوا التوحيد بين الحكمين مخافة الاشتراك و المحقق لا يبالي فإنه قد عرف ما ثم مرتبة أخرى إذا كانت إحدى الصورتين علوية و الأخرى برزخية فالأسماء الثلاثة الجامع و البصير و النافع يرفعون الحرج في الصورة البرزخية و غيرها و لا يعطون كل ذي حق حقه من الصورتين

[أن الأمر حق و خلق و أنه وجود محض لم يزل و لا يزال]

و اعلم أن جميع ما ذكرناه هو حكم العقل في الأمور فتارة يعطي التشديد فيها و تارة يعطي اليسر فيها و تارة يعطي كل ذي حق حقه فيكون في كل حكم بحسب ما يتجلى له الحق فيه سواء كان ذلك في الإلهيات أو في الطبيعيات أو فيما تركب منهما في الجمع و الفرق و الفناء و البقاء و الصحو و السكر و الغيبة و الحضور و المحو و الإثبات إفصاح بما هو الأمر عليه اعلم أن الأمر حق و خلق و أنه وجود محض لم يزل و لا يزال و إمكان محض لم يزل و لا يزال و عدم محض لم يزل و لا يزال فالوجود المحض لا يقبل العدم أزلا و أبدا و العدم المحض لا يقبل الوجود أزلا و أبدا و الإمكان المحض يقبل الوجود لسبب و يقبل العدم لسبب أزلا و أبدا فالوجود المحض هو اللّٰه ليس غيره و العدم المحض هو المحال وجوده ليس غيره و الإمكان المحض هو العالم ليس غيره و مرتبته بين الوجود المحض و العدم المحض فبما ينظر منه إلى العدم يقبل العدم و بما ينظر منه إلى الوجود يقبل الوجود فمنه ظلمة و هي الطبيعة و منه نور و هو النفس الرحماني الذي يعطي الوجود لهذا الممكن فالعالم حامل و محمول فبما هو حامل هو صورة و جسم و فاعل و بما هو محمول هو روح و معنى و منفعل فما من صورة محسوسة أو خيالية أو معنوية إلا و لها تسوية من جانب الحق و تعديل كما يليق بها و بمقامها و حالها و ذلك قبل التركيب أعني اجتماعها مع المحمول الذي تحمله فإذا سواها الرب بما شاءه من قول أو يد أو يدين أو أيد و ما ثم سوى هذه الأربعة لأن الوجود على التربيع قام و عدله و هو التهيؤ و الاستعداد للتركيب و الحمل تسلمه الرحمن فوجه عليه نفسه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست