responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 427

و هو روح الحق في قوله فَإِذٰا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي و هو عين هذا النفس قبلته تلك الصورة و اختلف قبول الصور بحسب الاستعداد فإن كانت الصورة عنصرية و اشتعلت فتيلتها بذلك النفس سميت حيوانا عند ذلك الاشتعال و إن لم يظهر لها اشتعال و ظهر لها في العين حركة و هي عنصرية سميت نباتا و إن لم يظهر لها اشتعال و لا حركة أعني في الحس و هي عنصرية سميت معدنا و جمادا فإن كانت الصورة منفعلة عن حركة فلكية سميت ركنا و هي على أربع مراتب ثم انفعلت عن هذه الأركان صورة مسواة معدلة سميت سماء و هي على سبع طبقات فوجه الرحمن عز و جل نفسه على هذه الصور فحييت حياة لا يدركها الحس و لا ينكرها الايمان و لا النفس و لذلك لم يقبل الاشتعال فكل موضع كان في هذه السموات قبل الاشتعال سمي نجما فظهرت النجوم و تحركت أفلاكها بها فكانت كالحيوان فيما اشتعل منها و كالنبات فيما تحرك منها و إن كانت الصورة عن حركة معنوية و قوة عملية و توجه نفسي سميت جسما كلا و عرشا و كرسيا و فلكا فلك برج و فلك منازل و توجه الرحمن بنفسه على هذه الصور فما قبل منها الاشتعال سمي نجوما و هي له كالحدق في وجه الإنسان و ما لم يقبل الاشتعال سمي فلكا فإن كانت الصورة عقلية انبعثت انبعاثا ذاتيا عن عقل مجرد تطلب باستعدادها ما تحمله توجه الرحمن عليها عند تسويتها التي سواها ربها بنفسه فما اشتعل منها سمي نور علم و ما تحرك منها و لم يشتعل سمي عملا و الذات الحاملة لهاتين القوتين نفسا فإن كانت الصورة الإلهية فلا تخلو إما أن تكون جامعة فهي صورة الإنسان أو غير جامعة فهي صورة العقل فإذا سوى الرب الصورة العقلية بأمره و صور الصورة الإنسانية بيديه توجه عليهما الرحمن بنفسه فنفخ فيهما روحا من أمره فأما صورة العقل فحملت في تلك النفخة بجميع علوم الكون إلى يوم القيامة و جعلها أصلا لوجود العالم و أعطاه الأولية في الوجود الإمكانى و أما صورة الإنسان الأول المخلوق باليدين فحمل في تلك النفخة علم الأسماء الإلهية و لم يحملها صورة العقل فخرج على صورة الحق و فيه انتهى حكم النفس إذ لا أكمل من صورة الحق و دار العالم و ظهر الوجود الإمكانى بين نور و ظلمة و طبيعة و روح و غيب و شهادة و ستر و كشف فما ولي من جميع ما ذكرناه الوجود المحض كان نورا و روحا و ما ولي من جميع ما ذكرناه العدم المحض كان ظلمة و جسما و بالمجموع يكون صورة فإن نظرت العالم من نفس الرحمن قلت ليس إلا اللّٰه و إن نظرت في العالم من حيث ما هو مسوى و معدل قلت المخلوقات وَ مٰا رَمَيْتَ من كونك خلقا إِذْ رَمَيْتَ من كونك حقا وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ لأنه الحق فبالنفس كان العالم كله متنفسا و النفس أظهره و هو للحق باطن و للخلق ظاهر فباطن الحق ظاهر الخلق و باطن الخلق ظاهر الحق و بالمجموع تحقق الكون و بترك المجموع قيل حق و خلق فالحق للوجود المحض و الخلق للإمكان المحض فما ينعدم من العالم و يذهب من صورته فمما يلي جانب العدم و ما يبقى منه و لا يصح فيه عدم فمما يلي جانب الوجود و لا يزال الأمران حاكمين على العالم دائما فالخلق جديد في كل نفس دنيا و آخرة فنفس الرحمن لا يزال متوجها و الطبيعة لا تزال تتكون صورا لهذا النفس حتى لا يتعطل الأمر الإلهي إذ لا يصح التعطيل فصور تحدث و صور تظهر بحسب الاستعدادات لقبول النفس و هذا أبين ما يمكن في إبداع العالم وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الفصل الثاني عشر)من هذا الباب في الاسم الإلهي الباعث و توجهه على إيجاد اللوح المحفوظ

و هو النفس الكلية و هو الروح المنفوخ منه في الصور المسواة بعد كمال تعديلها فيهبها اللّٰه بذلك النفخ أية صورة شاء من قوله فِي أَيِّ صُورَةٍ مٰا شٰاءَ رَكَّبَكَ و توجهه على إيجاد الهاء من الحروف و هاء الكنايات و توجهه على إيجاد البطين من المنازل المقدرة

اعلم
أن هذه النفس هي اللوح المحفوظ

و هو أول موجود انبعاثي و أول موجود و جد عند سبب و هو العقل الأول و هو موجود عن الأمر الإلهي و السبب فله وجه إلى اللّٰه خاص عن ذلك الوجه قبل الوجود و هو و كل موجود في العالم له ذلك الوجه سواء كان لوجوده سبب مخلوق أو لم يكن

[الأسباب إما خلقية و إما معنوية نسبية]

و اعلم أن الأسباب منها خلقية و منها معنوية نسبية فالأسباب الخلقية كوجود مخلوق ما على تقدم وجود مخلوق قبله له إلى وجوده نسبة ما بأي وجه كان إما بنسبة فعلية أو بنسبة بخاصية لا بد من ذلك و حينئذ يكون سببا و إلا فليس بسبب و قد يكون ذلك الأثر في غير مخلوق كقوله أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ فالسؤال سبب في وجود الإجابة كان المجيب ما كان و من هذه الحقيقة نزل قوله تعالى مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست