responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 422

منتصبة و طول و عرض و جهات فمثل هذا يسمى معنى لهذه الكلمة فهذا المعنى يقبل الخلق و لسنا نريد بالمعاني إلا ما لا يقبل الخلق و كل ما لا يقبل الخلق فإنه لا يقبل المثل فلا يقبل المثل إلا الصورة خاصة المادية و غير المادية و أعني بالمادية المركبة و هي الأجسام على تنوع ضروبها و أعني بغير المادية كالبسائط التي لا جزء لها سوى عينها و لكنها تقبل المجاورة فتقبل التركيب فينشأ لذلك صور مختلفة إلى ما لا يتناهى فالأول منها و إن كان صورة فهو المبدع و الثاني ليس بمبدع فإنه على مثاله و لكنه مخلوق فهو بالخلق الأول بديع و بالخلق الثاني المماثل للخلق الأول خالق فأول ما خلق اللّٰه العقل أظهره في نفس الرحمن في العماء في أول درجته التي هي في نفس الإنسان المخلوق على صورة الهمزة فهي أول مبدع من حروف تنفس الإنسان و لها وجوه و أحكام مثل ما للعقل في النفس فمن ذلك الإمداد الإلهي الذي في قوله لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ و في قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ و الزيادة حيث وقعت من الخير و الشر و لا تعقل الزيادة إلا بعد عقل الأصل فإذا علم مقداره علم الزائد لئلا يتخيل في الزائد أنه أصل فأقل الزيادة مثل الأصل إلى رابع درجة و ليس فوقها زيادة و كل زيادة زائدة على الزيادة مثل الأصل سواء مثاله الأصل وجود عين العقل و الزائد وجود النفس و هو على قدر العقل ثم الطبيعة و هي على قدر العقل ثم الهباء و هو على مقدار العقل ثم الجسم الكل و هو الرابع و ليس وراءه شيء إلا الصور و كذلك المد الطبيعي بمنزلة العقل مثل مد الألف من قال و شبهه فهذا سار في كل موجود فإن له من الحق إمدادا به بقاؤه فما زاد على ما به بقاؤه و ظهور عينه فلسبب آخر و لما كان العقل أول موجود جعل سببا لكل إمداد إلهي في الوجود كذلك الهمزة في النفس الإنساني أوجبت الإمداد في الصوت سواء تأخرت أو تقدمت و تنتهي الزيادة في ذلك على المد الطبيعي إلى أربع مراتب كل زيادة على قدر الأصل التي هي الألف الطبيعية في كل ممدود مثال ذلك أامن في قراءة أبي عمرو و أاامن في قراءة ابن عامر و الكسائي و أااامن في قراءة عاصم و أاااامن في قراءة ورش و حمزة و كذلك جاء و جااء و جاااء و جااااء على ما ذكرناه فهذا الإمداد الإلهي قبل الموجب له و بعده هو بحسب المعرفة بالله فمن لم يعرف اللّٰه بدليل العالم عليه كان الإمداد متقدما على العلم بالله من حيث لا يعلم العبد فهو يتقلب في نعمة اللّٰه و لا علم له بالمنعم من هو على التعيين و من عرف العالم بالله كان الإمداد متأخرا لأنه علم اللّٰه فرآه قبل إمداده و إن كان علمه به من إمداده و لكن ذلك هو المد الطبيعي فالإمداد في النفس الرحماني إيجاد النعم على التضعيف بالزيادة منها وَ اللّٰهُ يُضٰاعِفُ لِمَنْ يَشٰاءُ كما هو في النفس الإنساني مد الصوت طلبا للوصول إلى الموجب أو خروجا من عند الموجب بالإمداد الإلهي لعين الحرف المطلوب و هو العين المقصود بذلك النعيم من الكائنات كما يطلب الوصول إلى حرف الميم بالمد من أامن و إلى حرف الدال من آدم فاعلم ذلك

[توجه البديع على إيجاد الشرطين من المنازل]

و كذلك توجه هذا الاسم على إيجاد الشرطين من المنازل ليبين بذلك عين البروج المقدرة في الفلك الأطلس إذ ليس لها علامة تعرف بها فجعل لها هذه المنازل علامة على تلك المقادير تقطع في هذا الفلك الأطلس الجواري الخنس الكنس فيعرف بالمنازل كم قطعت من ذلك الفلك و لهذه المنازل أيضا و كل كوكب في الفلك المكوكب قطع في هذا الأطلس لكن لا يبلغ عمر الشخص الواحد إلى الشعور به و قد نقل إلينا أن بعض أهرام مصر وجد تاريخ عمله و النسر في الأسد و هو اليوم في الجدي فانظر ما مر عليها من السنين و يقول أصحاب تسيير الكواكب إن هذه الكواكب الثابتة تقطع في كل ستين سنة من الفلك درجة واحدة و نقلت عن بعضهم مائة سنة فمتى يدرك الحس انتقاله كما يدرك انتقال الجواري الخنس الكنس ثم إنا نعود إلى كلامنا في العقل الأول و منزلته في النفس الرحماني منزلة الهمزة من حروف الإنسان فنقول إن اللّٰه لما خلق الملائكة و هي العقول المخلوقة من العماء و كان القلم الإلهي أول مخلوق منها اصطفاه اللّٰه و قدمه و ولاة على ديوان إيجاد العالم كله و قلده النظر في مصالحه و جعل ذلك عبادة تكليفه التي تقربه من اللّٰه فما له نظر إلا في ذلك و جعله بسيطا حتى لا يغفل و لا ينام و لا ينسى فهو أحفظ الموجودات المحدثة و أضبطه لما علمه اللّٰه من ضروب العلوم و قد كتبها كلها مسطرة في اللوح المحفوظ عن التبديل و التحريف و مما كتب فيه فأثبته علم التبديل أي علم ما يبدل و ما يحرف في عالم التغيير و إلا حالة فهو على صورة علم اللّٰه لا يقبل التبديل فلما ولاة اللّٰه ما ولاة أعطاه من أسمائه المدبر و المفصل من غير فكر و لا روية و هو في الإنسان

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست