responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 406

نفس ظهر فيه غير هذه الكلمة و لهذا

قال رسول اللّٰه ص أفضل ما قلته أنا و النبيون من قبلي لا إله إلا اللّٰه و ما قالها إلا نبي لأنه ما يخبر عن الحق إلا نبي فهو كلام الحق فارفع الكلمات كلمة لا إله إلا اللّٰه و هي أربع كلمات نفي و منفي و إيجاب و موجب و الأربعة الإلهية أصل وجود العالم و الأربعة الطبيعية أصل وجود الأجسام و الأربعة العناصر أصل وجود المولدات و الأربعة الأخلاط أصل وجود الحيوان و الأربع الحقائق أصل وجود الإنسان فالأربعة الإلهية الحياة و العلم و الإرادة و القول و هو عين القدرة عقلا و القول شرعا و الأربع الطبيعة الحرارة و البرودة و اليبوسة و الرطوبة و الأربعة العناصر الأثير و الهواء و الماء و التراب و الأربعة الأخلاط المرتان و الدم و البلغم و الأربع الحقائق الجسم و التغذي و الحس و النطق فإذا قال العبد لا إله إلا اللّٰه على هذا التربيع كان لسان العالم و نائب الحق في النطق فيذكره العالم و الحق بذكره و هذه الكلمة اثنا عشر حرفا فقد استوعبت من هذا العدد بسائط أسماء الأعداد و هي اثنا عشر ثلاث عقود العشرات و المئين و الآلاف و من الواحد إلى التسعة ثم بعد هذا يقع التركيب بما لا يخرجك عن هذه الآحاد إلى ما لا يتناهى فقد ضم ما يتناهى و هو هذه الاثنا عشر ما لا يتناهى و هو ما يتركب منها فلا إله إلا اللّٰه و إن انحصرت في هذا العدد في الوجود فجزاؤها لا يتناهى فبها وقع الحكم بما لا يتناهى فبقاء الوجود الذي لا يلحقه عدم بكلمة التوحيد و هي لا إله إلا اللّٰه فهذا عمل نفس الرحمن فبها و لهذا ابتدأ به في القرآن و جعله توحيد الأحد لأن عن الواحد الحق ظهر العالم

(التوحيد الثاني)

من نفس الرحمن اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فهذا توحيد الهوية و هو توحيد الابتداء لأن اللّٰه فيه مبتدأ و نعته في هذه الآية بصفة التنزيه عن حكم السنة و النوم لما يظهر به من الصور التي يأخذها السنة و النوم كما يرى الإنسان ربه في المنام على صورة الإنسان التي من شأنها أن تنام فنزه نفسه و وحدها في هذه الصورة و إن ظهر بها في الرؤيا حيث كانت فما هي ممن تأخذها سنة و لا نوم فهذا هو النعت الأخص بها في هذه الآية و قدم الحي القيوم لأن النوم و السنة لا يأخذ إلا الحي القائم أي المتيقظ إذ كان الموت لا يرد إلا على حي فلهذا قيل في الحق إنه الحي اَلَّذِي لاٰ يَمُوتُ كذلك النوم و السنة و السنة أول النوم كالنسيم للريح فإن النوم بخار و هو هواء و النسيم أوله و السنة أول النوم فلا يرد إلا على متصف باليقظة فهذا توحيد التنزيه عمن من شأنه أن يقبل ما نزه عنه هذا الإله الحي القيوم و لو لا التطويل لذكرنا تمام الآية بما فيها من الأسماء الإلهية

(التوحيد الثالث)

من نفس الرحمن و هو الم اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و هذا توحيد حروف النفس و هو الألف و اللام و الميم و قد ذكرنا من حقائق هذه الحروف في الباب الثاني من هذا الكتاب ما فيه غنية و هذا التوحيد أيضا توحيد الابتداء و له من أسماء الأفعال منزل الكتاب بالحق من اللّٰه المسمى بالحي القيوم فبين أنه منزل الكتاب بالحق من اللّٰه المسمى بالحي القيوم فبين أنه منزل الأربعة الكتب يصدق بعضها بعضا لأن أكثر الشهود أربعة و الكتب الإلهية وثائق الحق على عباده و هي كتب مواصفة و تحقيق بما له عليهم و ما لهم عليه مما أوجبه على نفسه لهم فضلا منه و منة فدخل معهم في العهدة فقال أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ فأدخلنا تحت العهد أعلاما بأنا جحدنا عبوديتنا له إذ لو كنا عبيدا لم يكتب علينا عهده فإنا بحكم السيد فلما أيقنا بخروجنا عن حقيقتنا و ادعينا الملك و التصرف و الأخذ و العطاء كتب بيننا و بينه عقودا و أخذ علينا العهد و الميثاق و أدخل نفسه معنا في ذلك أ لا ترى العبد المكاتب لا يكاتب إلا أن ينزل منزلة الأحرار فلو لا توهم رائحة الحرية ما صحت مكاتبة العبد و هو عبد فإن العبد لا يكتب عليه شيء و لا يجب له حق فإنه ما يتصرف إلا عن إذن سيده فإذا كان العبد يوفي حقيقة عبوديته لم يؤخذ عليه عهد و لا ميثاق أ لا ترى العبد الآبق يجعل عليه القيد و هو الوثاق لإباقه فهذا بمنزلة الوثائق التي تتضمن العهود و العقود التي لا تصح بين العبد و السيد فمن أصب آية تمر على العارفين كل آية فيها أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أو العهود فإنها آيات أخرجت العبيد عن عبوديتهم لله

(التوحيد الرابع)

من نفس الرحمن قوله هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحٰامِ كَيْفَ يَشٰاءُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هذا توحيد المشيئة و وصف الهوية بالعزة و هو قوله وَ لَمْ يُولَدْ فهو عزيز الحمى إذ كان هو الذي صورنا في الأرحام من غير مباشرة إذ لو باشر لضمه الرحم كما يضم القابل للصورة و لو لم يكن هو المصور

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست