responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 407

لما صدقت هذه النسبة و هو الصادق فإنه ما أضاف التصوير إلى غيره فقال كَيْفَ يَشٰاءُ أي كيف أراد فظهر في هذه الكيفية أن مشيئته تقبل الكيفية مع نعته بالعزة ثم بالحكمة و الحكيم هو المرتب للأشياء التي أنزلت منازلها فالتصوير يستدعيه إذ كان هو المصور لا الملك مع العزة التي تليق بجلاله فحير العقول السليمة التي تعرف جلاله و أما أهل التأويل فما حاروا و لا أصابوا أعني في خوضهم في التأويل و إن وافقوا العلم فقد ارتكبوا محرما عليهم يسألون عنه يوم القيامة هم و كل من تكلم في ذاته تعالى و نزهة عما نسبه إلى نفسه و رجح عقله على إيمانه و حكم نظره في علم ربه و لم يكن ينبغي له ذلك و هو

قوله تعالى كذبني ابن آدم و لم يكن ينبغي له و ذكر بعض ما كذبه فيه لا كله و أبقى له ضربا من الرجاء حيث أضافه إليه في الحديث الذي يقول فيه عبدي فإن قال ابن آدم و هو الأصح في الرواية فأبعده عن نفسه و أضافه إلى ظاهر آدم ع لأن المعصية بالظاهر وقعت و هو القرب من الشجرة و الأكل و نسي و لم يجد له عزما :

و هو عمل الباطن فبرأ باطنه منها وَ كٰانَ عِنْدَ اللّٰهِ وَجِيهاً مجتبى كما قال تعالى

(التوحيد الخامس)

من نفس الرحمن و هو قوله شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ الْمَلاٰئِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قٰائِماً بِالْقِسْطِ هذا توحيد الهوية و الشهادة على الاسم المقسط و هو العدل في العالم و هو قوله أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ فوصف نفسه بإقامة الوزن في التوحيد أعني توحيد الشهادة بالقيام بالقسط و جعل ذلك للهوية و كان اللّٰه الشاهد على ذلك من حيث أسماؤه كلها فإنه عطف بالكثرة و هو قوله وَ الْمَلاٰئِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ فعلمنا حيث ذكر اللّٰه و لم يعين اسما خاصا إنه أراد جميع الأسماء الإلهية التي يطلبها العالم بالقسط إذ لا يزن على نفسه فلم يدخل تحت هذا إلا ما يدخل في الوزن فهذا توحيد القسط و قد روينا في ذلك حديثا ثابتا و هو ما

حدثناه يونس بن يحيى عن أبي الوقت عبد الأول الهروي عن ابن المظفر الداودي عن أبي محمد الحموي عن الفربري عن البخاري عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول اللّٰه ص قال قال اللّٰه عز و جل أنفق أنفق عليك و قال يد اللّٰه ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل و النهار و قال أ رأيتم ما أنفق منذ خلق السموات و الأرض فإنه لم يغض ما في يده وَ كٰانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمٰاءِ و بيده الميزان يخفض و يرفع

خرجه مسلم أيضا عن أبي هريرة و قال يمينه لم يقل يده و قال بيده الأخرى و هو حديث صحيح فإذا قام العبد بالقسط في تهليل ربه صدقه ربه فقال مثل قوله فهذا من تزكية اللّٰه عبده

حدثنا غير واحد منهم ابن رستم مكين الدين أبو شجاع الأصفهاني إمام المقام بالحرم المكي الشريف و عمر بن عبد المجيد الميانشي عن أبي الفتح الكرخي عن الترياقي أبي نصر عن عبد الجبار بن محمد عن المحبوبي عن أبي عيسى الترمذي عن سفيان بن وكيع عن إسماعيل بن محمد عن جحادة عن عبد الجبار بن عباس عن الأغر أبي مسلم قال أشهد على أبي سعيد و أبي هريرة أنهما شهدا على النبي ص قال من قال لا إله إلا اللّٰه و اللّٰه أكبر صدقه ربه و قال لا إله إلا أنا و أنا أكبر و إذا قال لا إله إلا اللّٰه وحده قال يقول اللّٰه لا إله إلا أنا و أنا وحدي و إذا قال لا إله إلا اللّٰه له الملك و له الحمد قال اللّٰه لا إله إلا أنا لي الملك و لي الحمد و إذا قال لا إله إلا اللّٰه و لا حول و لا قوة إلا بالله قال اللّٰه لا إله إلا أنا و لا حول و لا قوة إلا بي و كان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار فمن أعطى الحق من نفسه لربه و لغيره و لنفسه من نفسه بإقامة الوزن على نفسه في ذلك فلم يترك لنفسه و لا لغيره عليه حقا جملة واحدة قام في هذا المقام بالقسط الذي شهد به لربه فإنها شهادة أداء الحقوق مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ و ما كان له من حق تعين له عند غيره أسقطه و لم يطالب به إذ كان له ذلك ف‌ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّٰهِ ثم يؤيد ما ذكرناه في إعطاء الحق في هذه الشهادة قوله بعد قوله قٰائِماً بِالْقِسْطِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فشهد اللّٰه لنفسه بتوحيده و شهد لملائكته و أولي العلم أنهم شهدوا له بالتوحيد فهذا من قيامه بالقسط و هو من باب فضل من أتى بالشهادة قبل أن يسألها فإن اللّٰه شهد لعباده أنهم شهدوا بتوحيده من قبل أن يسأل منه عباده ذلك و بين في هذه الآية أن الشهادة لا تكون إلا عن علم لا عن غلبة ظن و لا تقليد إلا تقليد معصوم فيما يدعيه فتشهد له بأنك على علم كما نشهد نحن على الأمم أن أنبياءها بلغتها دعوة الحق و نحن ما كنا في زمان التبليغ و لكنا صدقنا الحق فيما أخبرنا به في كتابه عن نوح و عاد و ثمود و قوم لوط و أصحاب الايكة و قوم موسى و شهادة خزيمة و ذلك لا يكون إلا لمن هو في إيمانه على علم بمن آمن به لا على تقليد و حسن ظن فاعلم ذلك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست