responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 401

انتهاء النفس إلى عين كلمة من الكلمات فيظهر عينها بعد بطونها و تفصيلها بعد إجمالها فإن قلت فائدة الكلام الإسماع و ما في الوجود إلا اللّٰه و هو متكلم فمن أسمع قلنا ليس من شرط السامع أن يكون موجودا فإنه يقول للمعدوم في حال عدمه كن فيكون المعدوم عند ما يتعلق بسمعه الثبوتي كلام اللّٰه و أمره بالوجود و كذلك المرئي علة رؤيته جواز رؤيته الوجود بل الاستعداد و التهيؤ سواء كان موجودا أو معدوما و الجواب الآخر كما أنه تكلم من حيث ما هو منعوت بالكلام يسمع كلامه من كونه سميعا و هما نسبتان مختلفتان فإن قلت ففائدة سماع الكلام حصول العلم و هو عالم لذاته قلنا ما كل كلام موضوع لحصول ما لا يعلم فإن المتكلم يثني على نفسه بما هو عالم به إنه عليه فلا يستفيد بل هو للابتهاج بالكمال الذاتي فالحق لم يزل متكلما و إن حدث في الكون فلا يدل على حدوثه في نفس الأمر قال تعالى مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ يعني عندهم و إن كان قد تكلم به مع غيره قبل هذا مثل ما في التوراة و غيرها مما هو في القرآن هذا إذا قلنا إنه يريد كلام اللّٰه الذي هو صفة له و إن كان الظاهر أن السامع إنما سمع كلام المترجم عن اللّٰه كما

قال إن اللّٰه قال على لسان عبده سمع اللّٰه لمن حمده فلنذكر فصول الأذكار الإلهية ما تيسر منها من المذكورة في القرآن فنبدأ بالتعوذ من أجل أنه من أذكار القرآن

(الفصل الثالث في ذكر التعوذ)

قال تعالى فَإِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ و

قال ص و أعوذ بك منك و الحق هنا هو الذاكر بالقرآن نفسه فالتعوذ يكون باسم إلهي من اسم إلهي و هو الذي

نبه عليه ص بقوله و أعوذ بك منك فإن كان التالي أعني الذاكر بالقرآن ممن للشيطان عليه سبيل حينئذ يجب عليه أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاستعاذة الحق بما هو عليه من صفات التقديس و التنزيه مما ينسب إليه مما لا يليق به كما قال تعالى اللّٰه عما يقول الظالمون علوا كبيرا و سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ فوقع العياذ برب العزة عَمّٰا يَصِفُونَ يريد مما يطلق عليه مما لا ينبغي لجلاله من الصاحبة و الولد و الأنداد فهذا كله عياذ إلهي لأنه كلامه و أما الاستعاذة به منه فهو ما ورد من تجليه في صورة تنكر فيتعوذ المتجلي له منها بتجل في صورة يعرف و هو عين الصورة الأولى و الثانية و قد بينا لك في هذا الكتاب أنه الظاهر في مظاهر الأعيان فهو المستعيذ به منه و من هذا الباب قوله أعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك هو قوله إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقٰابِ وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ و قوله إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللّٰهُ فَلاٰ غٰالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ فيتعوذ بالناصر من الخاذل و بالنافع من الضار و هو القائل على لسان العبد ما ظهر عنه من التعوذ

(الفصل الرابع في ذكر البسملة)

البسملة قولك بسم اللّٰه و هو للعبد كلمة حضرة الكون للتكوين بمنزلة كلمة الحضرة في قوله كُنْ فينفعل عن العبد بالبسملة إذا تحقق بها ما ينفعل عن كن فكأنه يقول بسم اللّٰه يكون ظهور الكون فهو إخبار عن حقيقة اقترن بها صدق محبوب كان الحق سمعه و لسانه فيكون عنه ما يكون عن كن و هو قوله فَتَنْفُخُ فِيهٰا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي فبإذني متعلق بقوله فتنفخ وَ تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَ إِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتىٰ بِإِذْنِي أي بأمري لما كنت لسانك و بصرك تكونت عنك الأشياء التي ليست بمقدورة لمن لا أقول على لسانه فالتكوين في الحالين لي فبسم اللّٰه عين كن

(الفصل الخامس في كلمة الحضرة الإلهية)

و هي كلمة كُنْ لله تجل في صور تقبل القول و الكلام بترتيب الحروف كما له تجل في غير هذا قد ذكرناه في التجلي الإلهي الذي خرجه مسلم في الصحيح قال تعالى إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ فقولنا هو كونه متكلما أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فكن عين ما تكلم به فظهر عنه الذي قيل له كن فأضاف التكوين إلى الذي يكون لا إلى الحق و لا إلى القدرة بل أمر فامتثل السامع في حال عدمه شيئية و ثبوته أمر الحق بسمع ثبوتي فأمره قدرته و قبول المأمور بالتكوين استعداده فظهرت الأعيان في النفس الرحماني ظهور الحروف في النفس الإنساني و الشيء الذي يكون إنما هو الصورة الخاصة كظهور الصورة المنقوشة في الخشب أو الصورة في الماء المهين أو الصورة في الضلع أو الصورة في الطين أو الصورة فإن قلت عن وجود صدقت و إن قلت لم أكن صدقت

فلو رأيت الذي رأينا ما قلت إلا أنا هو أنتا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست