responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 400

و القسمة لم تدخل في الوجود فلا تتصف بالتناهي و هؤلاء هم الذين أنكروا الجوهر الفرد الذي هو الجزء الذي لا ينقسم و كذلك العماء و إن كان موجودا فتفاصيل صور العالم فيه على الترتيب دنيا و آخرة غير متناه التفصيل و ذلك أن النفس الرحماني من الاسم الباطن يكون الإمداد له دائما و الذكر له في الإجمال دائما فهو في العالم كآدم في البشر و لما عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا أعلمنا بهذا أن العماء من حيث ما هو نفس رحماني قابل لصور حروف العالم و كلماته هو حامل الأسماء كلها و كلمات اللّٰه ما تنفد فذكر اللّٰه لا ينقطع و الرحمن يذكر اللّٰه بأسمائه و هو أيضا مسمى بها فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ و يذكر نفسه من كونه متكلما و مفصلا فذكر الرحمن مجمل و ذكر اللّٰه مفصل

(الفصل الثاني)في كلام اللّٰه و كلماته

الكلام و القول نعتان لله فبالقول يسمع المعدوم و هو قوله تعالى إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ و بالكلام يسمع الموجود و هو قوله تعالى وَ كَلَّمَ اللّٰهُ مُوسىٰ تَكْلِيماً و قد يطلق الكلام على الترجمة في لسان المترجم و ينسب الكلام إلى المترجم عنه في ذلك فالقول له أثر في المعدوم و هو الوجود و الكلام له أثر في الموجود و هو العلم و الموصوف بالتبديل في قوله يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مٰا عَقَلُوهُ و قوله يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاٰمَ اللّٰهِ هو في الترجمة فإنها تقبل التبديل و المعاني تابعة للكلام فلا يفهم من الأمر الذي حرف به و بدل المعنى الذي يفهم من الأصل و لذلك ألحق التبديل و التحريف بالأصل و إن كان لا يقبل التحريف و لا التبديل لأنه كلام إلهي لا يحكى و لا يوصف بالوصف الذاتي فإذا وقع التجلي في أي صورة كانت فلا يخلو أن كانت من الصور المنسوب إليها الكلام في العرف أو لا تكون فإن كانت من الصور المنسوب إليها الكلام فكلامها من جنس الكلام المنسوب إليها لحكم الصورة على التجلي مثل قوله عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ الطَّيْرِ و قٰالَتْ نَمْلَةٌ و إن كان مما لا ينسب إليه الكلام في العرف فلا يخلو إما أن تكون ممن ينسب إليها القول بالإيمان مثل قوله هٰذٰا كِتٰابُنٰا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ و قوله قٰالَتٰا أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ و قوله يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ و قوله قٰالُوا أَنْطَقَنَا اللّٰهُ و إما أن لا تكون ممن نسب إليه قول و لا نطق و هو الذي نسب إليه التسبيح الذي لا يفقه و ما قال لا يسمع إذ الكلام أو القول هو الذي من شأنه أن يتعلق به السمع و التسبيح لو كان قولا أو كلاما لنفى عنه سمعنا و إنما نفى عنه فقهنا و هو العلم و العلم قد يكون عن كلام و قول و قد لا يكون فإذا تجلى في مثل هذه الصور فيكون النطق بحسب ما يريده المتجلي مما يناسب تسبيح تلك الصورة لا يتعداه فيفهم من كلام ذلك المتجلي تسبيح تلك الصورة و هو علم عجيب قليل من أهل اللّٰه من يقف عليه فيكون الكلام المنسوب إلى اللّٰه عز و جل في مثل هذه الصور بحسب ما هي عليه هذا إذا وقع التجلي في المواد النورية و الطبيعية فإن وقع التجلي في غير مادة نورية و لا طبيعية و تجلى في المعاني المجردة فيكون ما يقال في مثل هذا إنه كلام فمن حيث أثره في المتجلي له لا من حيث إنه تكلم بكذا و تلك الآثار كلها من طبقات الكلام الذي تقدم تسمى كلمات اللّٰه جمع كلمة و هي أعيان الكائنات قال تعالى وَ كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلىٰ مَرْيَمَ و هو عين عيسى لم يلق إليها غير ذلك و لا علمت غير ذلك فلو كانت الكلمة الإلهية قولا من اللّٰه و كلاما لها مثل كلامه لموسى ع لسرت و لم تقل يٰا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هٰذٰا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا فلم تكن الكلمة الإلهية التي ألقيت إليها إلا عين عيسى روح اللّٰه و كلمته و هو عبده فنطق عيسى ببراءة أمه في غير الحالة المعتادة ليكون آية فكان نطقه كلام اللّٰه في نفس الرحمن فنفس اللّٰه عن أمه بذلك ما كان أصابها من كلام أهلها بما نسبوها إليه مما طهرها اللّٰه عنه و من هنا قالت المعتزلة إن المتكلم من خلق الكلام و فيما ليس من شأنه أن يتكلم فذلك كلام اللّٰه مثل الجماد و النبات و حالة عيسى إلا القائلين بالشكل الغريب فيجعلون مثل هذا من الأشكال الحادثة في الكون فقد بينا لك معنى كلام اللّٰه و كلماته و كلام اللّٰه تعالى علمه و علمه ذاته و لا يصح أن يكون كلامه ليس هو فإنه كان يوصف بأنه محكوم عليه للزائد على ذاته و هو لا يحكم عليه عز و جل و كل ذي كلام موصوف بأنه قادر على أن يتكلم متمكن في نفسه من ذلك و الحق لا يوصف بأنه قادر على أن يتكلم فيكون كلامه مخلوقا و كلامه قديم في مذهب الأشعري و عين ذاته في مذهب غيره من العقلاء فنسبة الكلام إلى اللّٰه مجهولة لا تعرف كما أن ذاته لا تعرف و لا يثبت الكلام للاله إلا شرعا ليس في قوة العقل إدراكه من حيث فكره فافهم أن النفس للرحمن و الكلام لله و القول و هو

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست