responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 395

كذلك الحق أصل الوجود الواحد الأحد الذي لا يقبل العدد فهو و إن كان واحد العين فهو المسمى بالحي القيوم العزيز المتكبر الجبار إلى تسعة و تسعين اسما لعين واحدة و أحكام مختلفة فما المفهوم من الاسم الحي هو المفهوم من الاسم المريد و لا القادر و لا المقتدر كما قلنا في حرف الصاد و كذلك سائر الحروف فخرجت الحروف من نفس المتنفس الإنساني الذي هو أكمل النشآت و به ظهرت و بنفسه جميع الحروف فكان على الصورة الإلهية بالنفس الرحماني و ظهور حروف الكائنات و عالم الكلمات سواء و كلها النفس الإنساني ثمانية و عشرين حرفا محققة لما صدر من النفس الرحماني أعيان الكلمات الإلهية ثمانيا و عشرين كلمة لكل كلمة وجوه فصدر عن نفس الرحمن و هو العماء الذي كان فيه ربنا قبل أن يخلق الخلق فكان العماء كالنفس الإنساني و ظهور العالم في امتداده في الخلأ بحسب مراتب الكائنات كالنفس الإنساني من القلب و امتداده إلى الفم و ظهور الحروف في الطريق و الكلمات كظهور العالم من العماء الذي هو نفس الحق الرحماني في المراتب المقدرة في الامتداد المتوهم لا في جسم و هو الخلأ الذي ملأه العالم فكما كان أول حرف ظهر من أعيان العالم من هذا النفس لما طلب الخروج إلى الغاية و هو نهاية الخلأ كما كان غاية امتداد النفس إلى الشفتين فظهرت الهاء أولا و الواو آخرا و ليس وراء ذلك حرف يعقل فكان أجناس العالم منحصرة و أشخاصه لا تتناهى وجودا فإنها تحدث ما دام السبب موجودا و السبب لا ينقضي فإيجاد أشخاص النوع لا ينقضي فأما حصر العالم على عدد الحروف من أجل النفس في ثمانية و عشرين لا تزيد و لا تنقص فأول ذلك العقل و هو القلم و هو

قول النبي ص إنه أول ما خلق اللّٰه العقل و

في خبر آخر أول ما خلق اللّٰه القلم الحديث فكان أول خلق خلقه اللّٰه من النفس الذي هو العماء القابل لفتح صور العالم فيه العقل و هو القلم ثم النفس و هو اللوح ثم الطبيعة ثم الهباء ثم الجسم ثم الشكل ثم العرش ثم الكرسي ثم الأطلس ثم فلك الكواكب الثابتة ثم السماء الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة ثم كرة النار ثم كرة الهواء ثم كرة الماء ثم التراب ثم المعدن ثم النبات ثم الحيوان ثم الملك ثم الجن ثم البشر ثم المرتبة و المرتبة هي الغاية في كل موجود كما أن الواو غاية حروف النفس و قصدت ذكر أسماء العالم لا ترتيب وجوده كما قصد في أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ حصر الحروف لا ترتيب وجودها في المخارج و لكل موجود مما ذكرنا مرتبة و أحكام و نسب معلومة عند العلماء بالله و كل واحد له مقام معلوم يتميز به لا يكون للآخر كما أن له أمورا يشترك فيها مع غيره خلقا و حكما فأما في الخلق فكأشخاص النوع الواحد و أنواع الجنس الواحد مثل الأفلاك تشترك في الاستدارة الفلكية و في الجسمية من حيث التركيب و ما ذكرنا إلا ما يختص بعالم الدنيا كما أنه ما ذكرنا من الحروف إلا ما يختص بالنفس الإنساني اليوم إذ لا نتكلم إلا في وجود فإنا لا نحيط بالله علما فتكلمنا على قدر ما أعطانا من العلم به و ليس في الإمكان أبدع مما خلق لأنه الصادق و قد قال إنه خلق العالم على صورته و أكمل منه فلا يكون فأكمل من هذا العالم فلا يكون و قد وقعت لنا واقعة في هذا الباب من الحق قد تقدم ذكرها ثم لتعلم أن أقرب شبه بالنفس بل هو عين النفس حروف العلة و هو الألف و الواو المضموم ما قبلها و الياء المكسور ما قبلها و ليست هذه الثلاثة الحروف من الحروف الصحاح المحققة في الحرفية هي أجل من ذلك و إطلاق الحرف عليها بطريق المجاز و ما يدل عليها إلا الحرف إذا انفتح و أشبع الفتحة أو ضم فأشبع الضمة أو كسر فأشبع الكسرة فذلك الدليل على إبراز هذه الحروف كما كان العالم من أجل حدوثه الذي هو بمنزلة إشباع الحركات في الحروف دليلا على وجود الحق سواء فافهم ما ذكرناه و ثم إن الحروف لها خواص هي عليها أعطتها لها المخارج فهي في النفس مجموعة إذ هو يجمعها و في أعيان الحروف و الكلمات مفترقة فإذا جرى النفس من أول الحروف إلى غايتها فإنه يفعل كل حرف يتأخر وجوده لتاخر مخرجه عند انقطاع النفس ما يفعله كل حرف في مخرج تقدمه فهو يحوي على قوة كل حرف تقدمه لأن النفس مر في خروجه على تلك المخارج إلى أن انقطع عند هذا المخرج فنقل معه مرتبة كل حرف فظهرت في قوة الحرف المتأخر و آخر الحروف الواو ففي الواو قوة جميع الحروف كما إن الهاء أقل في العمل من جميع الحروف فإن لها البدو فكلمة هو جمعت جميع قوى الحروف في

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست