responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 396

عالم الكلمات فلهذا كانت الهوية أعظم الأشياء فعلا و كذلك الإنسان آخر غاية النفس و الكلمات الإلهية في الأجناس ففي الإنسان قوة كل موجود في العالم فله جميع المراتب و لهذا اختص وحده بالصورة فجمع بين الحقائق الإلهية و هي الأسماء و بين حقائق العالم فإنه آخر موجود فما انتهى لوجوده النفس الرحماني حتى جاء معه بقوة مراتب العالم كله فيظهر بالإنسان ما لا يظهر بجزء جزء من العالم و لا بكل اسم اسم من الحقائق الإلهية فإن الاسم الواحد ما يعطي ما يعطي الآخر مما يتميز به فكان الإنسان أكمل الموجودات و الواو أكمل الحروف و كذا هي في العمل عند من يعرف العمل بالحروف فكل ما سوى الإنسان خلق إلا الإنسان فإنه خلق و حق فالإنسان الكامل هو على الحقيقة الحق المخلوق به أي المخلوق بسببه العالم و ذلك لأن الغاية هي المطلوبة بالخلق المتقدم عليها فما خلق ما تقدم عليها إلا لأجلها و ظهور عينها و لو لا ما ظهر ما تقدمها فالغاية هو الأمر المخلوق بسببه ما تقدم من أسباب ظهوره و هو الإنسان الكامل و إنما قلنا الكامل لأن اسم الإنسان قد يطلق على المشبه به في الصورة كما تقول في زيد إنه إنسان و في عمرو إنه إنسان و إن كان زيد قد ظهرت فيه الحقائق الإلهية و ما ظهرت في عمرو فعمرو على الحقيقة حيوان في شكل إنسان كما أشبهت الكرة الفلك في الاستدارة و أين كمال الفلك من الكرة فهذا أعني بالكامل فحاز الإنسان جميع المراتب برتبته كما حازت الواو جميع قوى الحروف فدل أن الواو كانت المطلوبة بالكلام لتوجد فوجد بسببها جميع ما وجد في الطريق باستعداد المخارج من الحروف حتى انتهى إلى الواو

[أن نفس المتنفس لم يكن غير باطن المتنفس]

ثم لتعلم أن نفس المتنفس لم يكن غير باطن المتنفس فصار النفس ظاهرا و هو أعيان الحروف و الكلمات فلم يكن الظاهر بأمر زائد على الباطن فهو عينه و استعداد المخارج لتعيين الحروف في النفس استعداد أعيان العالم الثابتة في نفس الرحمن فظهر عين الحكم الاستعدادي الذي في العالم الظاهر في النفس فلهذا قال تعالى لنبيه ص وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ و قال للنفس المطمئنة اِرْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً كما قال طَوْعاً وَ كَرْهاً أي إن لم ترجعي راضية من ذاتك و إلا أجبرت على الرجوع إلى ربك فتعلم أنك ما أنت أنت و إذا رجعت راضية فهي النفس العالمة المرضية عند اللّٰه فدخلت في عباده فلم تنسب و لا انتمت إلى غيره ممن اِتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوٰاهُ و دخلت في جنته أي في كنفه و ستره فاستترت هذه النفس به فكان هو الظاهر و هي غيب فيه فهي باطنة إذ كانت هي عين النفس و النفس باطن فقامت للرحمن بهذا النعت من الدخول في الستر المضاف إليه بقوله جَنَّتِي مقام الروح للجسم الصوري فإنه ستر عليه فالجسم المشهود و الحكم للروح فالظاهر الحق و الحكم للروح و هو استعداد العالم الذي أظهر الاختلاف في الحق الظاهر فهذا معنى قوله وَ ادْخُلِي جَنَّتِي و أضافه إلى نفسه

فالرب و المربوب مرتبطان ثنى الوجود به و ليس بثان
ما إن رأيت و لا سمعت بمثله إلا الذي قالوه في العمران
و القمران يريدون أبا بكر و عمر و الشمس و القمر وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ فأثبت بالضمير و نفى بالفعل الذي هو خلق كما انتفى أبو بكر فلم يظهر له اسم في العمران و أثبته ضمير التثنية و هو قولهم العمران فسبحان من أخفى عنه حكمته فيه فظهر في الوجود العليم الذي لا يعلم كالرامي الذي ما رمى فالحروف ليست غير النفس و لا هي عين النفس و الكلمة ليست غير الحروف و ما هي عين الحروف

و الجمع حال لا وجود لعينه و له التحكم ليس للآحاد

(وصل)

و اعلم أن اللّٰه لما قال قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ فجعل الأسماء الحسنى لله كما هي للرحمن غير أن هنا دقيقة و هي أن الاسم له معنى و له صورة فيدعي اللّٰه بمعنى الاسم و يدعي الرحمن بصورته لأن الرحمن هو المنعوت بالنفس و بالنفس ظهرت الكلمات الإلهية في مراتب الخلأ الذي ظهر فيه العالم فلا ندعوه إلا بصورة الاسم و له صورتان صورة عندنا من أنفاسنا و تركيب حروفنا و هي التي ندعوه بها و هي أسماء الأسماء الإلهية و هي كالخلع عليها و نحن بصورة هذه الأسماء التي من أنفاسنا مترجمون عن الأسماء الإلهية و الأسماء الإلهية لها صور من نفس الرحمن من كونه قائلا و منعوتا بالكلام و خلف تلك الصور المعاني التي هي لتلك الصور كالأرواح فصور الأسماء الإلهية

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست