responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 295

إلا التعب خاصة فكان المسافر يستعجل عذابا و مشقة فإن الأمور الجارية على العبد مثل الرزق و الأجل إن لم تأت إليه أتى إليها لا بد من ذلك

و لا معنى لشكوى الشوق يوما إلى من لا يزول من العيان
السكون مع المشاهدة و الحركة مع الفقد إلا الحركة المأمور بها لأنك لا تخلو إن تتحرك في طلبه فأنت فاقدا و في غير طلبه فأنت خاسر فالسكون بكل حال أولى من الحركة التي في مقام ذلك السكون و أنت في مقام أن تتحرك بالله فالسكون بالله مع اللّٰه أولى لراحة الوقت فإنه و اللّٰه إن كنت فاقدا له في السكون فأنت في الحركة المحسوسة أفقد بما لا يتقارب فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْجٰاهِلِينَ ... وَ اصْبِرْ وَ مٰا صَبْرُكَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ لو لم يكن من شرف السكون إلا ورود الأسماء الإلهية عليك و نزول الحق إليك لأنك إن تحركت إليه حددته و إن سكنت معه عبدته الحركة إليه عين الجهل به و السكون معه عين العلم به ما أسرى برسول اللّٰه ص ليراه و إنما أسرى به ليريه من آياته : من قوله لَخَلْقُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّٰاسِ فمن رجح ترك السفر فقد أصاب في النظر و قصد عين الخبر إذا كان جليس الذاكر فإلى أين يرحل فهذا قد أبنت لك عن السفر و تركه فكن بحسب ما يقع لك وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الباب السادس و السبعون و مائة في معرفة أحوال القوم رضي اللّٰه عنهم عند الموت)



للقوم عند حلول الموت أحوال تنوعت و هي أمثال و أشكال
فمنهم من يرى الأسماء تطلبه و منهم من يرى الأملاك و الحال
في ذاك مختلف عند الوجود لما تعطي الحقائق و التفصيل إجمال
و منهم من يرى الإرسال مقبلة إليه تتحفه و الرسل أعمال
و منهم من يرى التنزيه يطلبه و هو الذي عنده التشبيه إضلال
و كلهم سعدوا و العين واحدة و عندهم في جنان الخلد أشغال
هذا هو الحق لا تبغي به بدلا فهو الصحيح الذي ما فيه إشكال

[الموت أمر يقيني لا اختلاف فيه]

قال رسول اللّٰه ص يموت المرء على ما عاش عليه و يحشر على ما عليه مات و قال تعالى فَكَشَفْنٰا عَنْكَ غِطٰاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ يعني عند الموت أي يعاين ما هو أمره عليه الذي ينفرد به أهل اللّٰه العابدون ربهم إذا أتاهم اليقين يقول لنبيه ص اُعْبُدْ رَبَّكَ حَتّٰى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ يعني الموت لأنه أمر متيقن لا اختلاف في وقوعه في كل حيوان و إنما وقع الخلاف في ماهيته قال شاعرهم

فخالف الناس حتى لا اتفاق لهم إلا على شجب و الخلف في الشجب
يعني ما هو و الشجب الموت فإذا حضرتهم الوفاة رضي اللّٰه عنهم فلا بد لهم من مشاهد اثنتي عشرة صورة يشهدونها كلها أو بعضها لا بد من ذلك و هن صورة عمله و صورة علمه و صورة اعتقاده و صورة مقامه و صورة حاله و صورة رسوله و صورة الملك و صورة اسم من أسماء الأفعال و صورة اسم من أسماء الصفات و صورة اسم من أسماء النعوت و صورة اسم من أسماء التنزيه و صورة اسم من أسماء الذات و كان الأولى أن تكون هذه الصور كلها بالسين لا بالصاد فإنها منازل معان إلا أنه لما تجسدت المعاني و ظهرت بالأشكال و المقادير لذلك تصورت في صور إذ كان الشهود بالبصر و حكمت الحضرة بذلك الخيالية البرزخية فالموت و النوم سواء فيما تنتقل إليه المعاني فمنهم من يتجلى له عند الموت عمله العمل فيتجلى له عمله في الزينة و الحسن على قدر ما أنشأه العامل عليه من الجمال فإن أتم العمل كما شرع له و لم ينقص منه شيئا يشينه انتقاصه كان في أتم نشأة حسنة ظهرت من تمام أركان ذلك العمل الظاهرة و الباطنة من الحضور و شهود الرب في قلبه و في قبلته إذا صلى و كل عمل مشروع فهو صلاة و لهذا

قال ص عن اللّٰه تعالى أنه يقول يوم القيامة أنظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة و إن كانت انتقص منها

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست