responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 256

و لذلك

قال ص من عرف نفسه عرف ربه فجاء بمن و هي نكرة فعم كل عارف من كل جنس و علق المعرفة بالربوبية و كذا قال العالون لهؤلاء الذين صعقوا حين استفهموهم ربكم و ما قالوا إلهكم و هم العالون فقالوا العلي الكبير

[العبادة على قسمين:ذاتية استحقاقية و وضعية أمرية]

و اعلم أن العبادة في كل ما سوى اللّٰه على قسمين عبادة ذاتية و هي العبادة التي تستحقها ذات الحق و هي عبادة عن تجل إلهي و عبادة وضعية أمرية و هي النبوة فكل من عبده عن أمره و وقف عند حده ك‌ اَلصَّافّٰاتِ صَفًّا فَالزّٰاجِرٰاتِ زَجْراً فَالتّٰالِيٰاتِ و فَالْمُلْقِيٰاتِ ذِكْراً و اَلنّٰاشِطٰاتِ نَشْطاً وَ السّٰابِحٰاتِ سَبْحاً فَالسّٰابِقٰاتِ سَبْقاً فَالْمُدَبِّرٰاتِ أَمْراً و اَلْمُرْسَلاٰتِ عُرْفاً و هم صنف من الملائكة التاليات وَ النّٰاشِرٰاتِ نَشْراً فَالْفٰارِقٰاتِ فَرْقاً فَالْمُقَسِّمٰاتِ أَمْراً و هم إخوان المدبرات من الملائكة حضرتهم متجاورة و كل هؤلاء أنبياء ملكيون عبدوا اللّٰه بما وصفهم به فهم في مقامهم لا يبرحون إلا من أمر منهم بأمر يبلغه و سيأتي في الرسالة الملكية و هو قول جبريل وَ مٰا نَتَنَزَّلُ إِلاّٰ بِأَمْرِ رَبِّكَ فهم تحت تسخير رب محمد ص من الاسم الذي يخصه

[الملائكة السياحون في الأرض الذين يتبعون مجالس الذكر]

و لله ملائكة في الأرض سياحون فيها يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلس ذكر نادى بعضهم بعضا هلموا إلى بغيتكم و هم الملائكة الذي خلقهم اللّٰه من أنفاس بنى آدم فينبغي للمذكر أن يراقب اللّٰه و يستحيي منه و يكون عالما بما يورده و ما ينبغي لجلال اللّٰه و يجتنب الطامات في وعظه فإن الملائكة يتأذون إذا سمعوا في الحق و في المصطفين من عباده ما لا يليق و هم عالمون بالقصص و

قد أخبر ص أن العبد إذا كذب الكذبة تباعد عنه الملك ثلاثين ميلا من نتن ما جاء به فتمقته الملائكة

[ما ينبغي للواعظ المذكر أن يذكره في وعظه و تذكيره]

فإذا علم المذكران مثل هؤلاء يحضرون مجلسه فينبغي له أن يتحرى الصدق و لا يتعرض لما ذكره المؤرخون عن اليهود من زلات من أثنى اللّٰه عليهم و اجتباهم و يجعل ذلك تفسير الكتاب اللّٰه و يقول قال المفسرون و ما ينبغي أن يقدم على تفسير كلام اللّٰه بمثل هذه الطوام كقصة يوسف و داود و أمثالهم عليهم السلام و محمد ص بتأويلات فاسدة و أسانيد واهية عن قوم قالوا في اللّٰه ما قد ذكر اللّٰه عنهم فإذا أورد المذكر مثل هذا في مجلسه مقتته الملائكة و نفروا عنه و مقته اللّٰه و وجد الذي في دينه رخصة يلجأ إليها في معصيته و يقول إذا كانت الأنبياء قد وقعت في مثل هذا فمن أكون أنا و حاشا و اللّٰه الأنبياء مما نسبت إليهم اليهود لعنهم اللّٰه

[ما ذكره المؤرخون عن اليهود من زلات الأنبياء]

فينبغي للمذكر أن يحترم جلساءه و لا يتعدى ذكر تعظيم اللّٰه بما ينبغي لجلاله و يرغب في الجنة و يحذر من النار و أهوال الموقف و الوقوف بين يدي اللّٰه من أجل من عنده من البطالين المفرطين من البشر و قد ذكرنا في شرح كلام اللّٰه فيما ورد من ذكر الأنبياء عليهم السلام من التنزيه في حقهم ما هو شرح على الحقيقة لكلام اللّٰه فهؤلاء المذكورون نقلة عن اليهود لا عن كلام اللّٰه لما غلب عليهم من الجهل فواجب على المذكر إقامة حرمة الأنبياء عليهم السلام و الحياء من اللّٰه أن لا يقلدا اليهود فيما قالوا في حق الأنبياء من المثالب و نقلة المفسرين خذلهم اللّٰه و منها مراعاة من يحضر مجلسه من الملائكة السياحين فمن يراعي هذه الأمور ينبغي أن يذكر الناس و يكون مجلسه رحمة بالحاضرين و منفعة

(الباب الثامن و الخمسون و مائة في مقام الرسالة و أسرارها)



إلا إن الرسالة برزخية و لا يحتاج صاحبها لنية
إذا أعطت بنيته قواها تلقتها بقوتها البنية
فيضحى مقسطا حكما عليما سؤوسا في تصاريف البرية
يصرفهم و يصرفه إليها كما تعطي مراتبها العلية
فمن فهم الذي قلناه فيها نفى أحكام كسب فلسفيه
و إن الاختصاص بها منوط كما دلت عليه الأشعرية
و ما من شرطها عمل و علم و لا من شرطها نفس زكيه
و لكن العوائد إن تراه على خير و أحوال رضية

[الولاية هي الدائرة الكبرى و من أحكامها الرسالة و النبوة]

اعلم أن الولاية هي المحيطة العامة و هي الدائرة الكبرى فمن حكمها أن يتولى اللّٰه من شاء من عباده بنبوة و هي من أحكام الولاية و قد يتولاه بالرسالة و هي من أحكام الولاية أيضا فكل رسول لا بد أن يكون نبيا و كل نبي لا بد أن يكون وليا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست