responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 255

مبعث محمد ص فأما اليوم فما بقي لهذا المقام أثر إلا ما ذكرناه من حكم المجتهدين من العلماء بتقرير الشرع لذلك في حقهم فيحلون بالدليل ما أداهم إلى تحليله اجتهادهم و إن حرمه المجتهد الآخر و لكن لا يكون ذلك بوحي إلهي و لا بكشف

[المكاشف و المجتهد]

و الذي لصاحب الكشف في هذه الأمة تصحيح الشرع المحمدي ما له حكم الاجتهاد فلا يحصل لصاحب هذا المقام اليوم أجر المجتهدين و لا مرتبة الحكم فإن العلم بما هو الأمر عليه في الشرع المنزل يمنعهم من ذلك و لو ثبت عند المجتهد ما ثبت عند صاحب هذا المقام من الكشف بطل اجتهاده و حرم عليه ذلك الحكم و لذلك ليس للمجتهد أن يفتي في الوقائع إلا عند نزولها لا عند تقدير نزولها و إنما ذلك للشارع الأصلي لاحتمال إن يرجع عن ذلك الحكم بالاجتهاد عند نزول ما قدر نزوله و لذلك حرم العلماء الفتيا بالتقليد فلعل الإمام الذي قلده في ذلك الحكم الذي حكم به في زمانه لو عاش إلى اليوم كان يبدو له خلاف ما أفتى به فيرجع عن ذلك الحكم إلى غيره فلا سبيل أن يفتي في دين اللّٰه إلا مجتهد أو بنص من كتاب أو سنة لا بقول إمام لا يعرف دليله و إذا كان الأمر على ما ذكرناه فلم يبق في هذه الأمة المحمدية نبوة تشريع فلا نطيل الكلام فيها أكثر من هذا و لكن نطيل الكلام إن شاء اللّٰه أكثر من هذا في باب الرسالة البشرية لتقرير حكم المجتهدين و الأمر الإلهي بسؤالهم فيما جهل من حكم اللّٰه في الأشياء انتهى الجزء الخامس و مائة (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(الباب السابع و الخمسون و مائة في معرفة مقام النبوة الملكية)



أوحى الإله إلى الأملاك تعبده يأمره ما لهم في النهي من قدم
و هم عبيد اختصاص لا يقابله ضد و قد منحوا مفاتح الكرم
لا يعرفون خروجا عن أوامره و رأسهم ملك سماه بالقلم
أعطاه من علمه ما لا يقدره خلق و إن له في رتبة القدم
حكما كما قال في العرجون خالقنا في سورة القلب جل اللّٰه من حكم
هم أنبياء أحباء بأجمعهم بلا خلاف و هم من جملة الأمم
لكل شخص من الأملاك مرتبة معلومة ظهرت للعين كالعلم
و هم على فضلهم على التفاضل في تقريبهم و لهم جوامع الكلم

[الرسالة جنس حكم يعم الملائكة و الجن و الإنس]

قال اللّٰه تعالى لإبليس أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعٰالِينَ و هم أرفع الأرواح العلوية و ليسوا بملائكة من حيث الاسم فإنه موضوع للرسل منهم خاصة فمعنى الملائكة الرسل و هو من المقلوب و أصله مالكة و الألوكة الرسالة و المالكة الرسالة فما تختص بجنس دون جنس و لهذا دخل إبليس في الخطاب بالأمر بالسجود لما قال اللّٰه لِلْمَلاٰئِكَةِ اسْجُدُوا لأنه ممن كان يستعمل في الرسالة فهو رسول فأمره اللّٰه ف‌ أَبىٰ وَ اسْتَكْبَرَ و قٰالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فالرسالة جنس حكم يعم الأرواح الكرام البررة السفرة و الجن و الإنس فمن كل صنف من أرسل و منه من لم يرسل

[النبوة الملكية خاصة بالملائكة الحافين من حول العرش]

فالنبوءة الملكية المهموزة لا ينالها إلا الطبقة الأولى الحافون من حول العرش و لهذا يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ و أفراد من ملائكة الكرسي و السموات و ملائكة العروج و آخر نبي من الملائكة إسماعيل صاحب سماء الدنيا و كل واحد منهم على شريعة من ربه متعبد بعبادة خاصة و ذلك قولهم وَ مٰا مِنّٰا إِلاّٰ لَهُ مَقٰامٌ مَعْلُومٌ فاعترفوا بأن لهم حدودا يقفون عندها لا يتعدونها و لا معنى للشريعة إلا هذا فإذا أتى الوحي إليهم و سمعوا كلام اللّٰه بالوحي ضربوا بأجنحتهم خضعانا يسمعونه كسلسلة على صفوان فيصعقون ما شاء اللّٰه ثم ينادون فيفيقون فيقولون ما ذا فيقال لهم ربكم فيقولون الحق و هو قوله تعالى في حقهم حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ فجاءوا في ذكرهم بالاسم العلي في كبريائه إن كان من قولهم فإنه محتمل أن يكون قول اللّٰه أو يكون حكاية الحق عن قولهم

[العالون هم أرفع الأرواح العلوية]

و العالون هم الذين قالوا لهؤلاء الذين أفاقوا ربكم و هم الذين نادوهم و هم العالون فلهذا جاء بالاسم العلي لأن كل موجود لا يعرف الحق إلا من نفسه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست