responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 244

التصرف في الكل و هو مقام عزيز يعلم و يعقل و لكن ما حصله أحد من خلق اللّٰه فهو مخصوص بالحق و لا يظهر به الحق إلا إذا أخذ أهل النار منازلهم و أهل الجنة منازلهم رضي الكل بما هم فيه بإرضاء الحق فلا يشتهي واحد منهم يخرج عن منزلته و هو بها مسرور و هو سر عجيب ما رأينا أحدا نبه عليه من خلق اللّٰه و إن كانوا قد علموه بلا شك و ما صانوه و اللّٰه أعلم إلا صيانة لأنفسهم و رحمة بالخلق لأن الإنكار يسرع إليه من السامعين و و اللّٰه ما نبهت عليه هنا إلا لغلبة الرحمة علي في هذا الوقت فمن فهم سعد و من لم يفهم لم يشق بعدم فهمه و إن كان محروما و السلام

(الباب الخمسون و مائة في معرفة مقام الغيرة التي هي الستر و أسراره)



ما أعجب الغيرة في العالم و وصفنا اللّٰه بها أعجب
و قولنا اللّٰه غيور على ما قرر الشرع و ما نذهب
و قد قبلناه و لكنه من أصعب الأمر الذي ينسب
و إنه من حيث أفكارنا فرض محال عينه ينصب
و الكشف مثل الشرع في قوله و شأن رب الكشف لا يحجب
و الأمر حق و هو أعجوبة من أجلها عقولهم تهرب
قد جعل الشبلي في حكمه أن لها حكما و ذا أصعب
و هو من أهل الكشف في علمنا ضرب مثال عندنا يضرب
و عند أهل الفكر في زعمهم على الذي يعطيهم المذهب
بأنها من عالم زلة و هي إلى حكم العمي أقرب

[الغيرة الإلهية أثبتها الإيمان و لكن بأداة مخصوصة]

اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح منه أن الغيرة نعت إلهي

ورد في الخبر أن رسول اللّٰه ص قال في سعد إن سعدا لغيور و أنا أغير من سعد و اللّٰه أغير مني و من غيرته حرم الفواحش و في هذا الحديث مسألة عظيمة بين الأشاعرة و المعتزلة و هو حديث صحيح فالغيرة أثبتها الايمان و لكن بأداة مخصوصة و هي اللام الأجلية أو من أو الباء و تستحيل بأداة على و هي التي وقعت من الشبلي إما غلطة و إما قبل أن يعرف اللّٰه معرفة العارفين فالغيرة في طريق اللّٰه هي الغيرة لله أو بالله أو من أجل اللّٰه و الغيرة على اللّٰه محال

[من كمال العالم وجود النقص الإضافي فيه]

فتحقيق كونها نعتا إلهيا و هو نعت يطلب الغير و لذا سميت غيرة فلو لا ملاحظة الغير ما سميت غيرة و لا وجدت فالإله القادر يطلب المألوه المقدور و هو الغير فلا بد من وجود ما يطلب إلا له وجوده فأوجد العالم على أكمل ما يكون الوجود فإنه لا بد أن يكون كذلك لاستحالة إضافة النقص إلى الكامل الاقتدار فلذلك قال أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ و هو الكمال فلو لم يوجد النقص في العالم لما كمل العالم فمن كمال العالم وجود النقص الإضافي فيه فلذلك قلنا إنه وجد على أكمل صورة بحيث إنه لم يبق في الإمكان أكمل منه لأنه على الصورة الإلهية

ورد في الخبر أن اللّٰه خلق آدم على صورته فكان في قوة الإنسان من أجل الصورة أن ينسى عبوديته و لذلك وصف الإنسان بالنسيان فقال في آدم فَنَسِيَ و النسيان نعت إلهي فما نسي إلا من كونه على الصورة فما زلنا مما كنا فيه قال تعالى نَسُوا اللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ كما يليق

[العبد المكمل بالصورة و دعوى الربوبية]

بجلاله فلما علم الحق أن هذا العبد بما كمله اللّٰه به من القوة الإلهية بالصورة الكمالية لا بد أن يدعي في نعوت ما هو حق لله لطلب الصورة الكمالية لذلك النعت و هو من بعض النعوت الإلهية فغار الحق من المشاركة في بعض نعوت الجلال و شغل الإنسان بما أباح له من باقي النعوت الإلهية فلما علم أيضا أنه لا يقف عند ذلك و أنه لا بد أن يعطي الصورة الكمالية حقها في الاتصاف بالنعوت الإلهية و إنها تتعدى ما حجر عليها مثل العظمة و الكبرياء و الجبروت

فقال الكبرياء ردائي و العظمة إزاري من نازعني واحدا منهما قصمته و قال كَذٰلِكَ يَطْبَعُ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّٰارٍ فهذا هو عين الغيرة غار على هذه النعوت أن تكون لغير اللّٰه فحجرها و كذلك تحجرت على الحقيقة بقوله كَذٰلِكَ يَطْبَعُ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّٰارٍ فلا يدخل مع هذا الطابع قلب كون من الأكوان تكبر على اللّٰه و لا جبروت لأجل هذا الطبع

[معنى الطابع الذي طبع اللّٰه على قلب المتكبر الجبار]

فعلم كل من أظهر من المخلوقين دعوى الألوهية كفرعون و غيره و تكبر و تجبر كل ذلك في ظاهر

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست