responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 229

أنه ما يعطيه إلا بحسب حاله في قوله إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي الحديث فلهذا رجحت الطائفة ذكر لفظة اللّٰه وحدها أو ضميرها من غير تقييد فما قصدوا لفظة دون استحضار ما يستحقه المسمى و بهذا المعنى يكون ذكر الحق عبده باسم عام لجميع الفضائل اللائقة به التي تكون في مقابلة ذكر العبد ربه بالاسم اللّٰه فالذكر من العبد باستحضار و الذكر من الحق بحضور لأنا مشهودون له معلومون و هو لنا معلوم لا مشهود فلهذا كان لنا الاستحضار و له الحضور فالعلماء يستحضرونه في القوة الذاكرة و العامة تستحضره في القوة المتخيلة و من عباد اللّٰه العلماء بالله من يستحضره في القوتين يستحضره في القوة الذاكرة عقلا و شرعا و في القوة المتخيلة شرعا و كشفا و هذا أتم الذكر لأنه ذكره بكله و من ذلك الباب يكون ذكر اللّٰه له

[ما وصف اللّٰه بالكثرة شيئا إلا الذكر و ما أمر بالكثرة من شيء إلا من الذكر]

ثم إن اللّٰه ما وصف بالكثرة شيئا إلا الذكر و ما أمر بالكثرة من شيء إلا من الذكر قال وَ الذّٰاكِرِينَ اللّٰهَ كَثِيراً وَ الذّٰاكِرٰاتِ و قال اُذْكُرُوا اللّٰهَ ذِكْراً كَثِيراً و ما أتى الذكر قط إلا بالاسم اللّٰه خاصة معرى عن التقييد فقال فَاذْكُرُوا اللّٰهَ و ما قال بكذا و قال وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ أَكْبَرُ و لم يقل بكذا و قال اُذْكُرُوا اللّٰهَ فِي أَيّٰامٍ مَعْدُودٰاتٍ و لم يقل بكذا و قال فَاذْكُرُوا اسْمَ اللّٰهِ عَلَيْهٰا و لم يقل بكذا و قال فَكُلُوا مِمّٰا ذُكِرَ اسْمُ اللّٰهِ عَلَيْهِ و لم يقل بكذا

[ذكر الخاصة من العباد الذين يحفظ اللّٰه بهم البلاد]

و

قال ص لا تقوم الساعة حتى لا يبق على وجه الأرض من يقول اللّٰه اللّٰه فما قيده بأمر زائد على هذا اللفظ لأنه ذكر الخاصة من عباده الذين يحفظ اللّٰه بهم عالم الدنيا و كل دار يكونون فيها فإذا لم يبق في الدنيا منهم أحد لم يبق للدنيا سبب حافظ يحفظها اللّٰه من أجله فتزول و تخرب و كم من قائل اللّٰه باق في ذلك الوقت و لكن ما هو ذاكر بالاستحضار الذي ذكرناه فلهذا لم يعتبر اللفظ دون الاستحضار وَ إِذٰا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلىٰ أَدْبٰارِهِمْ نُفُوراً لأنهم لم يسمعوا بذكر شركائهم و اشمأزت قلوبهم هذا مع علمهم بأنهم هم الذين وضعوها آلهة و لهذا قال قُلْ سَمُّوهُمْ فإنهم إن سموهم قامت الحجة عليهم فلا يسمى اللّٰه إلا اللّٰه

[درجات الذكر عند العارفين و الملامية]

و درجات الذكر عند العارفين من أهل اللّٰه إحدى و خمسون و تسعمائة درجة و عند الملامية تسع مائة و عشرون درجة

(الباب الثالث و الأربعون و مائة في معرفة مقام ترك الذكر)



لا يترك الذكر إلا من يشاهده و ليس يشهده من ليس يذكره
فقد تحيرت في أمري و فيه فأين الحق بينهما عينا فأوثره
ما إن ذكرتك إلا قام لي علم فحين أبصره في الحين يستره
فلا أزال مع الأحوال أشهده و لا أزال مع الأنفاس أذكره
و لا يزال لدى الأعيان يشهدني و لا يزال مع الأسماء يظهر هو

[هو الهوية و ضمير الغائب]

لا يكتب هنا هو إلا بالواو لتعرف الهوية لا أنه ضمير

[الإطلاق تقييد و لا فائدة للتقييد إلا التمييز]

اعلم وفقك اللّٰه أن الذكر أفضل من تركه فإن تركه إنما يكون عن شهود و الشهود لا يصح أن يكون مطلقا و الذكر له الإطلاق و لكن الذكر الذي ذكرناه لا الذكر بالتسبيح و التهليل و غيره من الذكر المقيد فلو كان ترك الذكر لا عن شهود كنا ننظر هل كان سبب تركه مما يقتضي الإطلاق فتحكم فيه بالتساوي و الأحوال مقيدة بلا شك و إن كان الإطلاق تقييدا لأنه قد تميز عن المقيد و سرى في المقيدات كيف ما قلت و بنفس ما تميز فقد تقيد بما نميز به فالإطلاق تقييد و أعظم ما يقال فيه إنه مجهول لا يعرف فما خرج بهذا الوصف عن التقييد لأنه قد تميز عن المعلوم

[التقييد حاكم لكنه متفاضل أعلاه تقييد في إطلاق]

فعلى كل حال ما ثم إلا مقيد و ما ثم في ما لا ثم إلا مقيد فالعدم هو ما لا ثم و هو متميز عن الوجود و الوجود متميز عن العدم فما ثم معلوم و لا مجهول إلا و هو متميز فالتقييد له الحكم و ما بقي إلا تقييد متفاضل أعلاه تقييد في إطلاق و هو ذكر اللّٰه و الجهل به و الحيرة فيه

[فضل الوجود يعطى الذكر و أنس الشهود ينسيه]



و ترك الذكر أولى بالشهود فذكر اللّٰه أولى بالوجود
فكن إن شئت في جود الشهود و كن إن شئت في فضل الوجود

(الباب الرابع و الأربعون و مائة في معرفة مقام الفكر و أسراره)



إن التفكر في الآيات و العبر ليس التفكر في الأحكام و القدر

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست