responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 186

كان في حكم المشيئة

[رجاء القوم في رحمة اللّٰه و رجاء العاصين]

و ليس رجاء القوم رجاء العاصين في رحمة اللّٰه ذلك رجاء آخر ما هو مقام و كلامنا في المقام و الرجاء عند بعضهم مقام إلهي و استدلوا عليه بقوله في غير آية لَعَلَّ و عَسَى و لهذا جعلها علماء الرسوم من اللّٰه واجبة

(الباب الثالث و مائة في ترك الرجاء)



لا تركنن إلى الرجاء فربما أصبحت من حكم الرجاء على رجا
فاضرع إلى الرحمن في تحصيله فيه نجاتك فالسعيد من التجأ

[ترك الرجاء الشهود النفس ما يطلبه اللّٰه]

اعلم أيدك اللّٰه أن حكم صاحب هذا المقام شهود نفسه من حيث ما تطلبه به الحضرة الإلهية و ضعف العبودية عن الوفاء بما تستحقه أو بما يمكن أن يوفيها من طاقتها المأمور بها في قوله تعالى فَاتَّقُوا اللّٰهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ هذا من جهتنا و أما من جانب ما تستحقه الربوبية على العبودية فقوله اِتَّقُوا اللّٰهَ حَقَّ تُقٰاتِهِ وَ لاٰ تَمُوتُنَّ إِلاّٰ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ و ليس لهم من الأمر شيء فقطع بهم هذا الأمر فهو مقام صعب و حالة شديدة

[الإيمان نصفان:خوف و رجاء و كلاهما متعلقهما عدم]

فمن ترك الرجاء فقد ترك نصف الايمان فالإيمان نصفان نصف خوف و نصف رجاء و كلاهما متعلقهما عدم فإذا حصل العلم حصل الوجود و زال العدم و أزال العلم حكم الايمان لأنه شهد ما آمن به فصار صاحب علم و الايمان تقليد و التقليد يناقض العلم إلا أن يكون المخبر معصوما عند المؤمن و في نفسه من الكذب و ليس بينك و بينه واسطة في إخباره فإن الدليل الذي حكم لك بصدقه و عصمته عن الخطاء و الكذب فكنت فيه على بصيرة و هي العلم ينسحب لك على ما يخبرك به عن اللّٰه فيكون عندك خبره علما لا تقليدا و هذا لا يكون اليوم إلا عند أهل الكشف و الوجود خاصة و أما عند أهل النقل فلا سبيل فالصحابة الذين سمعوا شفاها من الرسول ما لا يحتمله التأويل بما هو نص في الباب لا فرق بينهم و بين أهل الكشف و الوجود فهم علماء غير مقلدين ما داموا ذاكرين لدليلهم فإن غابوا عن الدليل في وقت الإخبار فهم مقلدون مع ارتفاع الوسائط

[اجعل دليلك على الأشياء ربك تكن صاحب علم محقق]

فاجعل دليلك ربك على الأشياء فلا تغفل عنه فإنك إذا كنت بهذه المثابة كنت صاحب علم و هو أرفع ما يكون من عند اللّٰه و لهذا أمر نبيه ص بالزيادة منه دون غيره من الصفات فمن علم الماضي و الحال و المستأنف لم يبق له عدم فلم يبق له متعلق رجاء فلم يبق له رجاء

من إنما أجزع مما أتقى فإذا حل فما لي و الجزع
و كذا أطمع فيما أبتغي فإذا فات فما لي و الطمع
فهذان البيتان جمعا ترك الرجاء و الخوف بحصول المخوف وقوعه و فوت المرجو حصوله إلى و هذا و إن كان صحيحا في الرجاء فلا يكون هذا في رجاء المقام فإنه ما له خوف فوت الماضي و إنما له خوف فوت المستأنف لفوت سببه الذي مضى

(الباب الرابع و مائة في مقام الحزن)



الحزن مركبه صعب و غايته ذهابه فولى اللّٰه من حزنا
قلب الحزين هنا تقوى قواعده هناك و الغرض المقصود منك هنا
دار التكاليف دار ما بها فرح فالله ليس يحب الفارح اللسنا

[الحزن مشتق من الحزن و هو الوعر الصعب و لا يكون إلا على فائت]

الحزن مشتق من الحزن و هو الوعر الصعب و الحزونة في الرجل صعوبة أخلاقه و الحزن لا يكون إلا على فائت و الفائت الماضي لا يرجع لكن يرجع المثل فإذا رجع ذكر بذاته من قام به مثله الذي فات و مضى فأعقب هذا التذكر حزنا في قلب العبد و لا سيما فيمن يطلب مراعاة الأنفاس و هي صعبة المنال لا تحصل إلا لأهل الشهود من الرجال و ليس في الوسع الإمكانى تحصيل جملة الأمر فلا بد من فوت فلا بد من حزن

[نشأة الإنسان هي نشأة غفلة ما هي نشأة حضور إلا بتعمل و استحضار]

و هذه الدار و هذه النشأة نشأة غفلة ما هي نشأة حضور إلا بتعمل و استحضار بخلاف نشأة الآخرة فطلب منا أن ننشئ نفوسنا في هذه الدار نشأة أخرى يكون لها الحضور لا الاستحضار فهل ما طلب منا نعجز عنه أو لا نعجز و محال أن يطلب منا ما لم يجعل فينا قوة الإتيان به و يمكننا من ذلك فإنه حكيم و قد أعطانا في نفس هذا الطلب علمنا بأن فينا قوة ربانية و لكن من حيث أنا مظهر لها أكسبناها قصورا عما تستحقه من المضاء في كل ممكن فطلبنا المعونة منه فشرع لنا أن نقول وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ و لا حول و لا قوة إلا بالله فمن كان هذا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست