responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 185

و ما ذهب لها عين و ما ظهر لها عين فهي ترى و لا ترى لأنها خلف حجاب النور الأعظم الذي له الحكم في ظاهر الأمر

[أنوار الكواكب لها حكم في باطن الأمر]

و لأنوار الكواكب حكم في باطن الأمر مندرج في النور الأعظم يعلم ذلك أرباب علم التعاليم فهم أسعد الناس بهذا المقام و هو مقام جليل نبوي و ما حجره الحق على المؤمنين إلا رحمة بهم لأن الغالب في العالم الجهل بحقائق الأمور و العلماء أفراد فرحمهم اللّٰه بما حجر عليهم من ذلك و أما العلماء بالله فلا حرج عليهم فيه فإنهم عالمون كيف ينسبون و كيف لا يعلمون و اللّٰه يقول وَ أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا و هو ما يعطيه من الآثار في العالم كما تعطي كل آلة للصانع بها ما عملت له و الصنعة مضافة للصانع لا للآلة فاعلم ذلك و كن بحسب ما تعطيه قوتك و السلام

[صاحب مقام ترك الخوف هل يأمن مكر اللّٰه أم لا]

و اختلف أصحابنا في صاحب هذا المقام هل يأمن من المكر الإلهي أم لا أما مع البشرى فيأمن و لا بد و أعني إذا جاءت البشرى بالأمن من مكر اللّٰه و لا أقدر أبسط في هذا المقام شيئا أكثر مما ذكرناه في هذا الوقت لأسباب و لا أصرح بمذهبنا فيه إلا بقدر ما ذكرنا منه في البشرى فإنه أمر محقق تدل عليه العقول و الشرع و ذلك أن صاحب هذا المقام إن كانت عجلت له الجنة بوجه لا يمكن استبداله فالأمن حاصل و يصح له هذا المقام و إن لم تكن له هذه الحالة فالله أعلم

(الباب الثاني و مائة في مقام الرجاء)



إن الرجاء كمثل الخوف في الحكم فاعزم عليه و كن منه على علم
إن الرجاء مقام ليس يعلمه إلا أولو العلم بالرحمن و الفهم
يلتذ صاحبه في وقته فإذا يفوته كان مثل الخوف في الحكم
و إن ما أنت راجيه لفي عدم و لست من فقده المعلوم في عم

[الرجاء متعلقه ما ليس عنده و هو مقام مخوف]

الرجاء متعلقة ما ليس عنده و هو مقام مخوف يحتاج صاحبه إلى أدب حاضر حاصل و معرفة ثابتة لا يدخلها شبهة فإنه مقام عن جانب الطريق ما هو في نفس الطريق تحته مهواة بأدنى زلة يسقط صاحبه من الطريق و هو على طريق الحياة الدائمة التي بها بقاء العالم في النعيم و الحال التي ينبغي أن يظهر سلطانه فيها عند الاحتضار و أما قبل ذلك فيساوي بين حكمه و بين حكم الخوف إن كان مؤمنا حقيقة

قال اللّٰه تعالى أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا و كذلك ينبغي أن يظن بنفسه شرا لا بربه إلا عند الموت فإنه يشتغل بربه في تلك الحال و يظن به خيرا و يعرض عن ظنه بنفسه جملة واحدة بخلاف حاله في دنياه

[الرجاء المطلوب من أهل اللّٰه هو ما يطلبه الوقت]

و الرجاء المطلوب من أهل اللّٰه هو ما يطلبه وقته لأن المرجو معدوم في تلك الحال فيخاف على الراجي أن يفوته حكم الوقت فإذا كان متعلق رجائه ما يطلب الوقت فهو صاحب وقت و لا بد و ما يرسم في ديوان من لم يتأدب مع وقته ثم إن وقته لا يخلو من أحد ثلاثة أمور إما أن يكون صاحب وقت مرضي فمتعلق رجائه ما يطلبه الوقت المرضى و إن كان غير مرضي أو لا مرضي و لا غير مرضي كالمباح فمتعلق رجائه إزالته عنه بما هو مرضي في النفس الثاني و الزمان الذي يليه فمتى خرج عن هذا التعلق الخاص فليس هو الرجاء الذي هو مقام في الطريق

[الرجاء هو من المقامات المستصحبة دنيا و آخرة]

و هو من المقامات المستصحبة في الدنيا و الآخرة لا ينقطع لأن الإنسان حيث كان لا يزال صاحب قوت لأن الأمر لا يتناهى و كلامنا في الفائت المستأنف و أما الفائت الماضي فإنه لا يعود إذ لو عاد لتكرر أمر ما في الوجود و لا تكرار للتوسع الإلهي غير أنه إن كان الفائت الماضي مرضيا و هو لا يعود فحكم ذلك الفعل الفائت الماضي فهو إنما يجنيه في الآخرة و لو اتصف به في الدنيا فقد يتعلق الرجاء بتحصيل ما لو كان الفائت الماضي لم يفت حصل له فيحصل له مثل ذلك برجائه إن كان قد كان له وجود و انقضى أو عين ذلك المرجو إن كان لم يكن برجائه فإنه فائت مستأنف كان مهيا للفائت الماضي هذا غاية قوة الرجاء

[مثل الذي يفوته خير في الدنيا و يرى من له شيء من ذلك]

و

قد قال ص في الذي يفوته خير الدنيا و يرى من له شيء من ذلك الخير يعمل به في طاعة اللّٰه لو كان لي مثل هذا العامل من الخير لفعلت مثل ما فعل فهما في الأجر سواء فهذا قد فاته العمل و جنى ثمرته بالتمني و ساوى من لم يفته العمل و ربما أربى عليه لا بل أربى عليه فإن العامل مسئول لِيَسْئَلَ الصّٰادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ و هذا غير مسئول لأنه ليس بعامل و لا يكون هذا إلا لمن لم يعطه اللّٰه أمنيته من الخير الذي تمنى العمل به فإن أعطاه ما تمناه من الخير فليس له هذا المقام و لا هذا الأجر و ينتقل حكمه إلى ما يعمله فيما أعطاه اللّٰه من الخير و لا يبقى للتمني في الآخرة أثر فإن عمل به برا كان له و إن عمل غير ذلك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست