responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 173

و الكثرة آحاد فهي عين الافتراق في عين الجمع فهو الفرقان القرآن

[اختيار لا إله إلا اللّٰه من بين الأذكار]

و أما اختياره لا إله إلا اللّٰه فإنه ذكر عم النفي و الإثبات و ليس ذلك لغيره من الأذكار

[اختيار الرضا من بين الأحوال]

و أما اختياره الرضي من الأحوال فإنه آخر ما يكون من الحق لأهل السعادة من البشرى فلا بشرى بعدها فإنها بشرى تصحب الأبد كما ورد في الخبر و هي بشرى بعد رجوع الناس من الرؤية لا بل هي من اللّٰه لهم في الكثيب عند الرؤية في الزور الأعظم

[اختيار الجنة]

و أما اختياره الجنة فإنها دار بقاء السعادة و النظر الساترة لأهلها عن كل مكروه يكون في الدار التي تقابلها و ما يعطيه سلطان أسماء الانتقام

[اختيار الرؤية]

و أما اختياره الرؤية فإنها غاية البصر فاللذة البصرية لا تشبهها لذة فإنها عين اليقين في المعبود

[اختيار العدد التسعة و التسعين من بين الأعداد]

و أما اختياره من الأعداد التسعة و التسعين فلأنها وتر الأسماء الجامع بين الآحاد و العقد إن لله تسعة و تسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة بمجرد الإحصاء حفظا و لفظا و إحاطة فإن اللّٰه وتر يحب الوتر

[اختيار الفرائض]

و أما اختياره الفرائض فلأن نتيجتها أن يكون العبد نعت الحق سمعه و بصره فإن حب النوافل يعطى أن يكون الحق سمع العبد و بصره و النفل لا يكون إلا في الدرجة النازلة عن الفرض فالفرض له الأولية و لا ينزل الحق إلى أن يكون سمعا للعبد كما قال بما يقتضيه من الجلال فلا بد أن ينزل اللّٰه بصفته و هو كون العبد صفة الحق للصورة التي خلق عليها فهي مقتطعة من الصورة الإلهية كما هي الرحم شجنة من الرحمن و الفرض القطع فإذا أداه ظهر له في ذلك أنه صفة للحق فإذا تنفل كان صفة الحق له فتميز الفرض من النفل و كانت الدرجة العليا للفرض و لو لا ما أعطى الفرض ذلك

ما ثبت أن يقول جعت فلم تطعمني و

أنا أشد شوقا إلى لقاء عبدي يريد إياي فإنه أقرب إلينا مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ و

ما ترددت في شيء أنا فاعله و أمثال هذا من الإخبارات الإلهية

[اختيار ليلة القدر من سائر الليالي]

و أما اختياره ليلة القدر فإن الأمور لا تتميز إلا بأقدارها عند الحق و الحق غيب فاختص القدر بالليلة لأن الليل ستر كما يستر الغيب

[اختيار يوم الجمعة من بين الأيام]

و أما اختياره من الأيام يوم الجمعة لأن فيه ظهرت الصورتان و جعل اللّٰه ذلك اليوم للصور و هو الشهر الخامس لمسقط النطفة و هو يوم مؤنث له الزينة و تمام الخلق و اختار اللّٰه فيه ساعة من ساعاته هي كالنكتة في المرآة و هو موضع صورة المتجلي من مرآة اليوم فيرى فيها نفسه و على الصورة الظاهرة بين المرآة و الناظر فيها يقع الخطاب و التكليف و بها تحدث أسماء الإشارات من ذا و ذان و تا و تان و أولاء و أسماء الضمائر مثل هو و هي و هما و هم و هن و ك و ك و كما و كم و كن و أنت و أنت و أنتما و أنتم و أنتن و ياء ضمير المتكلم المؤثرة في آنيته إن لم تحفظها نون الوقاية و لا بد لها من تأثير إما في الآنية أو في نون الوقاية لا بد لها من ذلك و لهذا نون الوقاية له الفتوة و الإيثار من عالم الحروف و لهذا سميت نون الوقاية فلها منزلة لكاف من قوله أعوذ بك و لنا فيها

نون الوقاية نون ليس يشبهها من الوجود سوى صوم و خلاق
له الفتوة و الإيثار نشأته فما لنا غيره في اللفظ من واق
شطر الوجود له من نعت خالقه من المكانة فهو الدائم الباقي

[اختيار الثلاثة القرون على الترتيب]

و أما اختياره الثلاثة القرون على الترتيب فإن الأول من ذلك لظهور كمال محمد ص غيبا و شهادة فسن الشريعة بنفسه و نسخ ما كان سنة نوابه بوجوده و قرر منه ما قرر و أقر الايمان بجميعه ما نسخ منه و ما لم ينسخ و هذا هو القرن الأول ثم اثنان بعده و الكل أهل فتح و ظهور بمنزلة الثلاث الغرر من كل شهر يقول ص يغز و فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى رسول اللّٰه ص فيقولون نعم فيفتح لهم و هذا هو القرن الأول ثم يغز و فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى من رأى رسول اللّٰه ص فيقولون نعم فيفتح لهم و هذا هو القرن الثاني ثم يغز و فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى من رأى من رأى رسول اللّٰه ص فيقولون نعم فيفتح لهم و هذا هو القرن الثالث و ما زاد ص على هذا و ذلك أنه ما ثم سوى الحضرة الإلهية و هي عبارة عن الذات و الصفات و الأفعال فهذا معنى خير القرون فبعناية القرن الأول فتح للجميع و هي ذات رسول اللّٰه ص فأعطت قوة نوره و سلطان ظهوره الفتح الإلهي لمن رآه أو رأى من رآه أو رأى من رأى من رآه فهو

قوله خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم و إنما شبهناهم بالثلاث الغرر من الشهر و جعلنا زمان دعوته مشبهة بالشهر لأنهم اختلفوا في القرن ما قدره من الزمان فمن جملة أقوالهم أن القرن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست