responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 13

الأعلى على علو مراتبهم أحدهم على قلب محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و الآخر على قلب شعيب عليه السلام و الثالث على قلب صالح عليه السلام و الرابع على قلب هود عليه السلام ينظر إلى أحدهم من الملإ الأعلى عزرائيل و إلى الآخر جبريل و إلى الآخر ميكائيل و إلى الآخر إسرافيل أحدهم بعبد اللّٰه من حيث نسبة العماء إليه و الثاني يعبد اللّٰه من حيث نسبة العرش إليه و الثالث يعبد اللّٰه من حيث نسبة السماء إليه و الرابع يعبد اللّٰه من حيث نسبة الأرض إليه فقد اجتمع في هؤلاء الأربعة عبادة العالم كله شأنهم عجيب و أمرهم غريب ما لقيت فيمن لقيت مثلهم لقيتهم بدمشق فعرفت أنهم هم و قد كنت رأيتهم ببلاد الأندلس و اجتمعوا بي و لكن لم أكن أعلم أن لهم هذا المقام بل كانوا عندي من جملة عباد اللّٰه فشكرت اللّٰه على أن عرفني بمقامهم و أطلعني على حالهم

[رجال الفتح]

و منهم رضي اللّٰه عنهم أربعة و عشرون نفسا في كل زمان يسمون رجال الفتح لا يزيدون و لا ينقصون بهم يفتح اللّٰه على قلوب أهل اللّٰه ما يفتحه من المعارف و الأسرار و جعلهم اللّٰه على عدد الساعات لكل ساعة رجل منهم فكل من يفتح عليه في شيء من العلوم و المعارف في أي ساعة كانت من ليل أو نهار فهو لرجل تلك الساعة و هم متفرقون في الأرض لا يجتمعون أبدا كل شخص منهم لازم مكانه لا يبرح أبدا فمنهم باليمن اثنان و منهم ببلاد الشرق أربعة و منهم بالمغرب ستة و الباقي بسائر الجهات آيتهم من كتاب اللّٰه تعالى مٰا يَفْتَحِ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاٰ مُمْسِكَ لَهٰا و آية الأربعة الذين ذكرناهم قبل هؤلاء باقي الآية و هو قوله تعالى وَ مٰا يُمْسِكْ فَلاٰ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ مع أن قدم أولئك في قوله خَلَقَ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ طِبٰاقاً الآية

[رجال المعارج العلى]

و منهم رضي اللّٰه عنهم سبعة أنفس يقال لهم رجال العلى في كل زمان لا يزيدون و لا ينقصون هم رجال المعارج العلى لهم في كل نفس معراج و هم أعلى عالم الأنفاس آيتهم من كتاب اللّٰه تعالى وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللّٰهُ مَعَكُمْ يتخيل بعض الناس من أهل الطريق أنهم الأبدال لما يرى أنهم سبعة كما يتخيل بعض الناس في الرجبيين أنهم الأبدال لكونهم أربعين عند من يقول إن الأبدال أربعون نفسا و منهم من يقول سبعة أنفس و سبب ذلك أنهم لم يقع لهم التعريف من اللّٰه بذلك و لا بعدد ما لله في العالم في كل زمان من العباد المصطفين الذين يحفظ اللّٰه بهم العالم فيسمعون إن ثم رجالا عددهم كذا كما إن ثم أيضا مراتب محفوظة لا عدد لأصحابها معين في كل زمان بل يزيدون و ينقصون كالأفراد و رجال الماء و الأمناء و الأحباء و الأخلاء و أهل اللّٰه و المحدثين و السمراء و الأصفياء و هم المصطفون فكل مرتبة من هذه المراتب محفوظة برجال في كل زمان غير أنهم لا يتقيدون بعدد مخصوص مثل من ذكرناهم و سأذكر إذا فرغنا من رجال العدد هذه المراتب و صفة رجالها فإنا لقينا منهم جماعة و رأينا أحوالهم فهؤلاء السبعة أهل العروج لهم كما قلنا في كل نفس معراج إلى اللّٰه لتحصيل علم خاص من اللّٰه فهم مع النفس الصاعد خاصة و لله رجال هم مع النفس الرحماني النازل الذي به حياتهم و غذاؤهم و هم أحد و عشرون نفسا

[رجال التحت الأسفل و هم أهل النفس]

و منهم رضي اللّٰه عنهم أحد و عشرون نفسا و هم رجال التحت الأسفل و هم أهل النفس الذي يتلقونه من اللّٰه لا معرفة لهم بالنفس الخارج عنهم و هم على هذا العدد في كل زمان لا يزيدون و لا ينقصون آيتهم من كتاب اللّٰه تعالى ثُمَّ رَدَدْنٰاهُ أَسْفَلَ سٰافِلِينَ يريد عالم الطبيعة إذ لا أسفل منه رده إليه ليحيا به فإن الطبع ميت بالأصالة فأحياه بهذا النفس الرحماني الذي رده إليه لتكون الحياة سارية في جميع الكون لأن المراد من كل ما سوى اللّٰه أن يعبد اللّٰه فلا بد أن يكون حيا وجودا ميتا حكما فيجمع بين الحياة و الموت و لهذا قال له أَ وَ لاٰ يَذْكُرُ الْإِنْسٰانُ أَنّٰا خَلَقْنٰاهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً فيريد منك في شيئيتك أن تكون معه كما كنت و أنت لا هذه الشيئية فلهذا قلنا حيا وجودا و ميتا حكما و هؤلاء الرجال لا نظر لهم إلا فيما يرد من عند اللّٰه مع الأنفاس فهم أهل حضور مع الدوام

[رجال الإمداد الإلهي و الكونى]

و منهم رضي اللّٰه عنهم ثلاثة أنفس و هم رجال الإمداد الإلهي و الكوني في كل زمان لا يزيدون و لا ينقصون فهم يستمدون من الحق و يمدون الخلق و لكن بلطف و لين و رحمة لا بعنف و لا شدة و لا قهر يقبلون على اللّٰه بالاستفادة و يقبلون على الخلق بالإفادة فيهم رجال و نساء قد أهلهم اللّٰه للسعي في حوائج الناس و قضائها عند اللّٰه لا عند غيره و هم ثلاثة لقيت واحدا منهم بإشبيلية و هو من أكبر من لقيته يقال له موسى بن عمران سيد وقته كان أحد الثلاثة لم يسأل أحدا حاجة من خلق اللّٰه

ورد في الخبر أن النبي صلى اللّٰه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست