responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 12

الشهادة فقد ظهر بجميع العالم فكانوا أولى بهذا اللقب من غيرهم كان سهل بن عبد اللّٰه يقول في رجال الغيب الأول الرجل من يكون في فلاة من الأرض فيصلي فينصرف من صلاته فينصرف معه أمثال الجبال من الملائكة على مشاهدة منه إياهم فقلت لحاكي هذه الحكاية عن سهل الرجل من يكون وحده في الفلاة فيصلي فينصرف من صلاته بالحال الذي هو في صلاته فلا ينصرف معه أحد من الملائكة فإنهم لا يعرفون أين يذهب فهؤلاء هم عندنا رجال الغيب على الحقيقة لأنهم غابوا عنده فإن رجال الغيب قسمان في الظهور منهم رجال غيب عن الأرواح العلى ظاهرون لله لا لمخلوق رأسا و رجال غيب عن عالم الشهادة ظاهرون في العالم الأعلى فرجال الغيب أيضا أهل ظهور و لكن لا في عالم الشهادة فاعلم إن الظاهرين بأمر اللّٰه لا يرون سوى اللّٰه في الأكوان و أن الأكوان عندهم مظاهر الحق فهم أهل علانية و جهر و كل طبقة فعاشقة بمقامها تذب عنه و لهذا لا تعرف منزلة مقامها من المقامات حتى تفارقه فإذا نظرت إليه نظر الأجنبي المفارق حينئذ تعرفه فقبل أن تحصل فيه يكون معلوما لها من حيث الجملة و ترى علو منصبه فإذا دخلت فيه كان ذوقا لها و شربا فيحجبها كونها فيه عن التمييز فإذا ارتقت عنه نظرت إليه بعد ذوق فكانت عارفة بقدره بين المقامات و مرتبته فيقبل كلام هذا الشخص فيه لأنه تكلم عن ذوق و كان شهوده إياه عن صحو فتقبل شهادته لذلك المقام و عليه كما قبلنا شهادة الشبلي و قوله في الحلاج و لم نقبل قول الحلاج في نفسه و لا في الشبلي لأن الحلاج سكران و الشبلي صاح

[رجال القوة الإلهية]

و منهم رضي اللّٰه عنهم ثمانية رجال يقال لهم رجال القوة الإلهية آيتهم من كتاب اللّٰه أَشِدّٰاءُ عَلَى الْكُفّٰارِ لهم من الأسماء الإلهية ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ جمعوا ما بين علم ما ينبغي أن تعلم به الذات الواجبة الوجود لنفسها من حيث هي و بين علم ما ينبغي أن يعلم به من حيث ما هي إله فقدمها عزيز في المعارف لا تأخذهم في اللّٰه لومة لائم و قد يسمون رجال القهر لهم همم فعالة في النفوس و بهذا يعرفون كان بمدينة فاس منهم رجل واحد يقال له أبو عبد اللّٰه الدقاق كان يقول ما اغتبت أحدا قط و لا اغتيب بحضرتي أحد قط و لقيت أنا منهم ببلاد الأندلس جماعة لهم أثر عجيب و كل معنى غريب و كان بعض شيوخي منهم

[رجال القوة و اللين]

و من نمط هؤلاء رضي اللّٰه عنهم خمسة رجال في كل زمان أيضا لا يزيدون و لا ينقصون هم على قدم هؤلاء الثمانية في القوة غير أن فيهم لينا ليس للثمانية و هم على قدم الرسل في هذا المقام قال تعالى فَقُولاٰ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً و قال تعالى فَبِمٰا رَحْمَةٍ مِنَ اللّٰهِ لِنْتَ لَهُمْ فهم مع قوتهم لهم لين في بعض المواطن و أما في العزائم فهم في قوة الثمانية على السواء و يزيدون عليهم بما ذكرناه مما ليس للثمانية و قد لقينا منهم رضي اللّٰه عنهم و انتفعنا بهم

[رجال الحنان و العطف الإلهي]

و منهم رضي اللّٰه عنهم خمسة عشر نفسا هم رجال الحنان و العطف الإلهي آيتهم من كتاب اللّٰه آية الريح السليمانية تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخٰاءً حَيْثُ أَصٰابَ لهم شفقة على عباد اللّٰه مؤمنهم و كافرهم ينظرون الخلق بعين الجود و الوجود لا بعين الحكم و القضاء لا يولي اللّٰه منهم قط أحدا ولاية ظاهرة من قضاء أو ملك لأن ذوقهم و مقامهم لا يحتمل القيام بأمر الخلق فهم مع الحق في الرحمة المطلقة التي قال اللّٰه فيها وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ لقيت منهم جماعة و ماشيتهم على هذا القدم و انتقلت منهم إلى الخمسة التي ذكرناهم آنفا فإن مقام هؤلاء الخمسة بين رجال القوة و رجال الحنان فجمعت بين الطرفين فكانت واسطة العقد و هي الطائفة التي تصلح لهم ولاية الأحكام في الظاهر و هاتان الطائفتان رجال القوة و رجال الحنان لا يكون منهم وال أبدا أمور العباد و لا يستخلف منهم أحد جملة واحدة

[رجال الهيبة و الجلال]

و منهم رضي اللّٰه عنهم أربعة أنفس في كل زمان لا يزيدون و لا ينقصون آيتهم من كتاب اللّٰه تعالى اَللّٰهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ و آيتهم أيضا في سورة تبارك الملك اَلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ طِبٰاقاً مٰا تَرىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمٰنِ مِنْ تَفٰاوُتٍ هم رجال الهيبة و الجلال

كأنما الطير منهم فوق أرؤسهم لا خوف ظلم و لكن خوف إجلال
و هم الذين يمدون الأوتاد الغالب على أحوالهم الروحانية قلوبهم سماوية مجهولون في الأرض معروفون في السماء الواحد من هؤلاء الأربعة هو ممن استثنى اللّٰه تعالى في قوله وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاّٰ مَنْ شٰاءَ اللّٰهُ و الثاني له العلم بما لا يتناهى و هو مقام عزيز يعلم التفصيل في المجمل و عندنا ليس في علمه مجمل و الثالث له الهمة الفعالة في الإيجاد و لكن لا يوجد عنه شيء و الرابع توجد عنه الأشياء و ليس له إرادة فيها و لا همة متعلقة بها أطبق العالم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست