responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 85

و الألفاظ من عالم الحروف فالحروف للكلمات مواد كالماء و التراب و النار و الهواء لإقامة نشأة أجسامنا ثم نفخ الروح فيه الامري فكان إنسانا كما قبلت الرياح عند استعدادها نفخ الروح الامري فكان جانا كما قبلت الأنوار عند استعدادها نفخ الروح فكانت الملائكة و من الكلم ما يشبه الإنسان و هو أكثرها و منها ما يشبه الملائكة و الجن و كلاهما جن و هو أقلها كالباء الخافضة و اللام و الخافضة و المؤكدة و واو القسم و بائه و تائه و واو العطف و فائه و القاف من ق و الشين من ش و العين من ع إذا أمرت بها من الوقاية و الوشي و الوعي و ما عدا هذا الصنف المفرد فهو أشبه شيء بالإنسان و إن كان المفرد يشبه باطن الإنسان فإن باطن الإنسان جان في الحقيقة فلما كان عالم الحركات لا يوجد إلا بعد وجود الذوات المتحركة بها و هي الكلمات المنشآت من الحروف أخرنا الكلام عليها عن فصل الحروف إلى فصل الألفاظ و لما كانت الكلمات التي أردنا أن نذكرها في هذا الباب عن جملة الألفاظ أردنا أن نتكلم في الألفاظ على الإطلاق و حصر عالمها و نسبة هذه الحركات منها بعد ما نتكلم أولا على الحركات على الإطلاق ثم بعد ذلك نتكلم على الحركات المختصة بالكلمات التي هي حركات اللسان و علاماتها التي هي حركات الخط ثم بعد ذلك نتكلم على الكلمات التي توهم التشبيه كما ذكرناه و لعلك تقول هذا العالم المفرد من الحروف الذي قبل الحركة دون تركيب كباء الخفض و شبهه من المفردات كنت تلحقه بالحروف لانفراده فإن هذا هو باب التركيب و هو الكلمات قلنا ما نفخ في باء الخفض الروح و أمثاله من مفردات من الحروف أرواح الحركات ليقوموا بأنفسهم كما قام عالم الحروف وحده دون الحركات و إنما نفخ فيه الروح من أجل غيره فهو مركب و لذلك لا يعطي ذلك حتى يضاف إلى غيره فيقال بالله و تالله و و اللّٰه لأعبدن و سأعبد اُقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي و ما أشبه ذلك و لا معنى له إذا أفردته غير معنى نفسه و هذه الحقائق التي تكون عن التركيب توجد بوجوده و تعدم بعدمه فإن الحيوان حقيقته لا توجد أبدا إلا عند تألف حقائق مفردة معقولة في ذواتها و هي الجسمية و التغذية و الحس فإذا تألف الجسم و الغذاء و الحس ظهرت حقيقة الحيوان ليس هي الجسم وحده و لا الغذاء وحده و لا الحس وحده فإذا أسقطت حقيقة الحس و ألفت الجسم و الغذاء قلت نبات حقيقة ليست الأولى و لما كانت الحروف المفردة التي ذكرناها مؤثرة في هذا التركيب الآخر اللفظي الذي ركبناه لإبراز حقائق لا تعقل عند السامع إلا بها لهذا شبهناها لكم المتوصل بالعالم الروحاني كالجن أ لا ترى الإنسان يتصرف بين أربع حقائق حقيقة ذاتية و حقيقة ربانية و حقيقة شيطانية و حقائق ملكية و سيأتي ذكر هذه الحقائق مستوفى في باب المعرفة للخواطر من هذا الكتاب و هذا في عالم الكلمات دخول حرف من هذه الحروف على عالم الكلمات فتحدث فيه ما تعطيه حقيقتها فافهم هذا فهمنا اللّٰه و إياكم سرائر كلمه

نكتة و إشارة

[انحصار الكلام في ذات و حدث و رابطة]

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أوتيت جوامع الكلم و قال تعالى وَ كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلىٰ مَرْيَمَ و قال وَ صَدَّقَتْ بِكَلِمٰاتِ رَبِّهٰا وَ(كُتُبِهِ) كتابه و يقال قطع الأمير يد السارق و ضرب الأمير اللص فمن ألقى عن أمره شيء فهو ألقاه فكان الملقي محمد ع ألقى عن اللّٰه كلمات العالم بأسره من غير استثناء شيء منه البتة فمنه ما ألقاه بنفسه كأرواح الملائكة و أكثر العالم العلوي و منه أيضا ما ألقاه عن أمره فيحدث الشيء عن وسائط كبرة الزراعة ما تصل إلى أن تجري في أعضائك روحا مسبحا و ممجدا إلا بعد أدوار كثيرة و انتقالات في عالم و تنقلب في كل عالم من جنسه على شكل أشخاصه فرجع الكل في ذلك إلى من أوتي جوامع الكلم فنفخ الحقيقة الإسرافيلية من المحمدية المضافة إلى الحق نفخها كما قال تعالى و يوم تنفخ في الصور بالنون و قرئ بالياء و ضمها و فتح الفاء و النافخ إنما هو إسرافيل ع و اللّٰه قد أضاف النفخ إلى نفسه فالنفخ من إسرافيل و القبول من الصور و سر الحق بينهما هو المعنى بين النافخ و القابل كالرابط من الحروف بين الكلمتين و ذلك هو سر الفعل الأقدس الأنزه الذي لا يطلع عليه النافخ و لا القابل فعلى النافخ أن ينفخ و على النار أن تتقد و السراج أن ينطفئ و الاتقاد و الانطفاء بالسر الإلهي فنفخ فيها فتكون طائرا بإذن اللّٰه قال تعالى وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاّٰ مَنْ شٰاءَ اللّٰهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرىٰ فَإِذٰا هُمْ قِيٰامٌ يَنْظُرُونَ و النفخ واحد و النافخ واحد و الخلاف في المنفوخ فيه بحكم الاستعداد و قد خفي السر الإلهي بينهما في كل حالة فتفطنوا يا إخواننا لهذا الأمر الإلهي و اعلموا أَنَّ اللّٰهَ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست