responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 84

و هذا مقام الأعراف و أما قولنا خالص أو ممتزج فالخالص الحرف الموجود عن عنصر واحد و الممتزج الموجود عن عنصرين فصاعدا و أما قولنا كامل أو ناقص فالكامل هو الحرف الذي وجد عن تمام دورة فلكه و الناقص الذي وجد عن بعض دورة فلكه و طرأت على الفلك علة أوقفته فنقص عما كان يعطيه كمال دورته كالدودة في عالم الحيوان التي ما عندها سوى حاسة اللمس فغذاؤها من لمسها كالواو مع القاف و الزاي مع النون و أما قولنا يرفع من اتصل به نريد كل حرف إذا وقفت على سره و رزقت التحقق به و الاتحاد تميزت في العالم العلوي

[الحروف المقدسة]

و أما قولنا مقدس أي عن التعلق بغيره فلا يتصل في الخط بحرف آخر و تتصل الحروف به فهو منزه الذات تمدها ستة أفلاك عالية الأوج عنها وجدت الجهات هذه الستة الأحرف بحر عظيم لا يدرك قعره فلا يعرف حقيقتها إلا اللّٰه و هي مفاتح الغيب و ندرك من باب الكشف أثرها المنوط بها و هي الألف و الواو و الدال و الذال و الراء و الزاي و أما قولنا مفرد و مثنى و مثلث و مربع و مؤنس و موحش فنريد بالمفرد إلى المربع ما نذكره و ذلك أن من الأفلاك التي عنها توجد هذه الحروف ما له دورة واحدة فذلك قولنا مفرد و دورتان فذلك المثنى هكذا إلى المربع و أما المؤنس و الموحش فالدورة تأنس بأختها الشيء يألف شكله قال تعالى لِتَسْكُنُوا إِلَيْهٰا وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً فالعارف يألف الحال و يأنس به نودي ع في ليلة إسرائه في استيحاشه بلغة أبي بكر فآنس بصوت أبي بكر خلق رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و أبو بكر من طينة واحدة فسبق محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و صلى أبو بكر ثٰانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ إِذْ يَقُولُ لِصٰاحِبِهِ لاٰ تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا فكان كلامهما كلامه سبحانه فلم يعد المرتبة و عدى الخطاب إلى المرتبة الأخرى فقال كأنه مبتدئ و هو عاطف على هذا الكلام مٰا يَكُونُ مِنْ نَجْوىٰ ثَلاٰثَةٍ إِلاّٰ هُوَ رٰابِعُهُمْ فأرسلها فمن الناس من قطعها و منهم من وصلها في هذا مقام الإثبات و بقاء الرسم و ظهور العين و سلطان الحقائق و تمشية العدل من باب الفضل و الطول و الموحش محو لا محق صاحب علة ترتقي فتحقق ما ذكرناه و أما قولنا له الذات و الصفات و الأفعال على حسب الوجوه فأي حرف له وجه واحد كان له من هذه الحضرات حضرة واحدة أي شيء واحد على حسب علوه و نزوله و كذلك إذا تعددت الوجوه و أما قولنا له من الحروف فإنما أعني الحقائق المتممة لذاته من جهة ما و أما قولنا له من الأسماء فنريد به الأسماء الإلهية التي هي الحقائق القديمة التي عنها ظهرت حقائق بسائط ذلك الحرف لا غير و لها منافع كثيرة عالية الشأن عند العارفين إذا أرادوا التحقق بها حركوا الوجود من أوله إلى آخره فهي لهم هنا خصوص و في الآخرة عموم بها يقول المؤمن في الجنة للشيء يريده كن فيكون فهذه نبذ من معاني عالم الحروف قليلة على أو جز ما يمكن و أخصره و فيها تنبيه لأصحاب الروائح و الذوق انتهى الجزء السابع و الحمد لله

«الفصل الثاني في معرفة الحركات التي تتميز بها الكلمات و هي الحروف الصغار»

>بسم اللّٰه الرحمن الرحيم<

حركات الحروف ست و منها أظهر اللّٰه مثلها الكلمات
هي رفع و ثم نصب و خفض حركات للاحرف المعربات
و هي فتح و ثم ضم و كسر حركات للاحرف الثابتات
و أصول الكلام حذف فموت أو سكون يكون عن حركات
هذه حالة العوالم فانظر لحياة غريبة في موات

[الحروف للكلمات كالاركان للأجسام]

اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح منه أنا كنا شرطنا أن نتكلم في الحركات في فصل الحروف لم أطلق عليها الحروف الصغار ثم إنه رأينا إنه لا فائدة في امتزاج عالم الحركات بعالم الحروف إلا بعد نظام الحروف و ضم بعضها إلى بعض فتكون كلمة عند ذلك من الكلم و انتظامها ينظر إلى قوله تعالى في خلقنا فَإِذٰا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي و هو ورود الحركات على هذه الحروف بعد تسويتها فتقوم نشأة أخرى تسمى كلمة كما يسمى الشخص الواحد منا إنسانا فهكذا انتشا عالم الكلمات

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست