responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 86

عَزِيزٌ حَكِيمٌ لا يتوصل أحد إلى معرفة كنه الألوهة أبدا و لا ينبغي لها أن تدرك عزت و تعالت علوا كبيرا فالعالم كله من أوله إلى آخره مقيد بعضه ببعضه عابد بعضه بعضا معرفتهم منهم إليهم و حقائقهم منبعثة عنهم بالسر الإلهي الذي لا يدركونه و عائدة عليهم فسبحان من لا يجارى في سلطانه و لا يداني في إحسانه لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فبعد فهم جوامع الكلم الذي هو العلم الإحاطي و النور الإلهي الذي اختص به سر الوجود و عمد القبة و ساق العرش و سبب ثبوت كل ثابت محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فاعلموا وفقكم اللّٰه أن جوامع الكلم من عالم الحروف ثلاثة ذات غنية قائمة بنفسها و ذات فقيرة إلى هذه الغنية غير قائمة بنفسها و لكن يرجع منها إلى الذات الغنية وصف تتصف به يطلبها بذاته فإنه ليس من ذاتها إلا بمصاحبة هذه الذات لها فقد صح أيضا من وجه الفقر للذات الغنية القائمة بنفسها كما صح للأخرى و ذات ثالثة رابطة بين ذاتين غنيتين أو ذاتين فقيرتين أو ذات فقيرة و ذات غنية و هذه الذات الرابطة فقيرة لوجود هاتين الذاتين و لا بد فقد قام الفقر و الحاجة بجميع الذوات من حيث افتقار بعضها إلى بعض و إن اختلفت الوجوه حتى لا يصح الغني على الإطلاق إلا لله تعالى الغني الحميد من حيث ذاته فلنسم الغنية ذاتا و الذات الفقيرة حدثا و الذات الثالثة رابطة فنقول الكلم محصور في ثلاث حقائق ذات و حدث و رابطة و هذه الثلاثة جوامع الكلم فيدخل تحت جنس الذات أنواع كثيرة من الذوات و كذلك تحت جنس كلمة الحدث و الرابط و لا نحتاج إلى تفصيل هذه الأنواع و مساقها في هذا الكتاب و قد اتسع القول في هذه الأنواع في تفسير القرآن لنا و إن شئت أن تقيس على ما ذكرناه فانظر في كلام النحويين و تقسيمهم الكلم و في الاسم و الفعل و الحرف و كذلك المنطقيين فالاسم عندهم هو الذات عندنا و الفعل عندهم هو الحدث عندنا و الحرف عندهم هو الرابطة عندنا و بعض الأحداث عندهم بل كلها أسماء كالقيام و القعود و الضرب و جعلوا الفعل كل كلمة مقيدة بزمان معين و نحن إنما قصدنا بالكلمات الجري على الحقائق بما هي عليه فجعلنا القيام و قام و يقوم و قم حدثا و فصلنا بينهم بالزمان المبهم و المعين

[نظرية الزجاجي في المصدر]

و قد تفطن لذلك الزجاجي فقال و الحدث الذي هو القيام مثلا هو المصدر يريد هو الذي صدر من المحدث و هو اسم الفعل يريد أن القيام هذه الكلمة اسم لهذه الحركة المخصوصة من هذا المتحرك الذي بها سمي قائما فتلك الهيئة هي التي سميت قياما بالنظر إلى حال وجودها و قام بالنظر إلى حال انقضائها و عدمها و يقوم و قم بالنظر إلى توهم وقوعها و لا توجد أبدا إلا في متحرك فهي غير قائمة بنفسها ثم قال و الفعل يريد لفظة قام و يقوم لا نفس الفعل الصادر من المتحرك قائما مثلا مشتق منه الهاء تعود على لفظة اسم الفعل الذي هو القيام مأخوذ يعني قام و يقوم من القيام لأن النكرة عنده قبل المعرفة و المبهم نكرة و المختص معرفة و القيام مجهول الزمان و قام مختص الزمان و لو دخلت عليه أن و يقوم مختص الزمان و لو دخلت عليه لم و هذا مذهب من يقول بالتحليل إنه فرع عن التركيب و أن المركب وجد مركبا و على مذهب من يقول بالتفريق و أن التركيب طارئ و هو الذي يعضد في باب النقل أكثر فإن الأظهر أن المعرفة قبل النكرة و أن لفظة زيد إنما وضعت لشخص معين ثم طرأ التنكير بكونه شورك في تلك اللفظة فاحتيج إلى التعريف بالنعت و البدل و شبه ذلك فالمعرفة أسبق من النكرة عند المحققين و إن كان لهؤلائك وجه هذا أليق

[الحركات الجسمانية و الروحانية]

و أما نحن و من جرى مجرانا و رقى مرقانا الأشمخ فغرضنا أمر آخر ليس هو قول أحدهما مطلقا إلا بنسب و إضافات و نظر إلى وجوه ما يطول ذكرها و لا تمس الحاجة إليها في هذا الكتاب إذ قد ذكرناها في غيره من تواليفنا فلنبين أن الحركات على قسمين حركة جسمانية و حركة روحانية و الحركة الجسمانية لها أنواع كثيرة سيأتي ذكرها في داخل الكتاب و كذلك الروحانية و لا نحتاج منها في هذا الكتاب إلا إلى حركات الكلام لفظا و خطا فالحركات الرقمية كالأجسام و الحركات اللفظية لها كالأرواح و المتحركات على قسمين متمكن و متلون فالمتلون كل متحرك تحرك بجميع الحركات أو ببعضها فالمتحرك بجميعها كالدال من زيد و المتحرك ببعضها كالاسماء التي لا تنصرف في حال كونها لا تنصرف فإنها قد تنصرف في التنكير و الإضافة كالدال من أحمد و المتمكن كل متحرك ثبت على حركة واحدة و لم ينتقل عنها كالاسماء المبنية مثل هؤلاء و حذام و كحروف الأسماء المعربة التي قبل حرف الإعراب منها كالزاي و الياء من زيد و شبهه و اعلم أن أفلاك الحركات هي أفلاك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست