responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 83

أعطانا الكشف إلا الذي قبل ذلك الألف فوقفنا عنده و سميناه آخرا كما شهدنا هناك و أثبتنا الألف كما رأينا هنا و لكن في فصل آخر لا في هذا الفصل فإنا لا نزيد في التقييد في هذه الفصول على ما نشاهده بل ربما نرغب في نقص شيء منها مخافة التطويل فنسعف في ذلك من جهة الرقم و اللفظ و نعطي لفظا يعم تلك المعاني التي كثرت ألفاظها فنلقيه فلا يخل بشيء من الإلقاء و لا ننقص و لا يظهر لذلك الطول الأول عين فينقضي المرغوب لله الحمد و أما الطبقة الرابعة من الخواص و هم صفاء الخلاصة و هم حروف بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ و ما ذكرت إلا حيث ذكرها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم على حد ما ذكرها اللّٰه له بالوجهين من الوحي و هو وحي القرآن و هو الوحي الأول فإن عندنا من طريق الكشف إن الفرقان حصل عند رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم قرآنا مجملا غير مفصل الآيات و السور و لهذا كان ع يعجل به حين كان ينزل عليه به جبريل ع بالفرقان فقيل له وَ لاٰ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ الذي عندك فتلقيه مجملا فلا يفهم عنك مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ فرقانا مفصلا وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً بتفصيل ما أجملته في المعاني و قد أشار من باب الأسرار فقال إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ و لم يقل بعضه ثم قال فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ و هذا هو وحي الفرقان و هو الوجه الآخر من الوجهين و سيأتي الكلام على بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ في بابه الذي أفردت له في هذا الكتاب و اعلموا أن بسملة سورة براءة هي التي في النمل فإن الحق تعالى إذا وهب شيئا لم يرجع فيه و لا يرده إلى العدم فلما خرجت رحمة براءة و هي البسملة حكم التبري من أهلها برفع الرحمة عنهم فوقف الملك بها لا يدري أين يضعها لأن كل أمة من الأمم الإنسانية قد أخذت رحمتها بإيمانها بنبيها فقال أعطوا هذه البسملة للبهائم التي آمنت بسليمان ع و هي لا يلزمها إيمان إلا برسولها فلما عرفت قدر سليمان و آمنت به أعطيت من الرحمة الإنسانية حظا و هو بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ الذي سلب عن المشركين و في هذه السورة الجساسة و أما الطبقة الخامسة و هي عين صفاء الخلاصة فذلك حرف الباء فإنه الحرف المقدم لأنه أول البسملة في كل سورة و السورة التي لم يكن فيها بسملة ابتدئت بالباء فقال تعالى بَرٰاءَةٌ قال لنا بعض الاسرائيليين من أحبارهم ما لكم في التوحيد حظ لأن سور كتابكم بالباء فأجبته و لا أنتم فإن أول التوراة باء فأفحم و لا يتمكن إلا هذا فإن الألف لا يبتدئ بها أصلا فما وقع من هذه الحروف في مبادي السور قلنا فيه له بداية الطريق و ما وقع آخرا قلنا له غاية الطريق و إن كان من العامة قلنا له وسط الطريق لأن القرآن هو الصراط المستقيم

[مراتب الحروف و حركاتها و حقائقها]

و أما قولنا مرتبته الثانية حتى إلى السابعة فنريد بذلك بسائط هذه الحروف المشتركة في الأعداد فالنون بسائطه اثنان في الألوهية و الميم بسائطه ثلاثة في الإنسان و الجيم و الواو و الكاف و القاف بسائطه أربعة في الجن و الذال و الزاي و الصاد و العين و الضاد و السين و الذال و الغين و الشين بسائطه خمسة في البهائم و الألف و الهاء و اللام بسائطه ستة في النبات و الباء و الحاء و الطاء و الياء و الفاء و الراء و التاء و الثاء و الخاء و الظاء بسائطه سبعة في الجماد و أما قولنا حركته معوجة أو مستقيمة أو منكوسة أو ممتزجة أو أفقية فأريد بالمستقيمة كل حرف حرك الهمة إلى جانب الحق خاصة من جهة السلب إن كنت عالما و من جهة ما يشهد إن كنت مشاهدا و المنكوسة كل حرف حرك الهمة إلى الكون و أسراره و المعوجة و هي الأفقية كل حرف حرك الهمة إلى تعلق المكون بالمكون و الممتزجة كل حرف حرك الهمة إلى معرفة أمرين مما ذكرت لك فصاعدا و تظهر في الرقم في الألف و الميم المعرق و الحاء و النون و ما أشبه هؤلاء و أما قولنا له الأعراف و الخلق و الأحوال و الكرامات أو الحقائق و المقامات و المنازلات فاعلموا أن الشيء لا يعرف إلا بوجهه أي بحقيقته فكل ما لا يعرف الشيء إلا به فذلك وجهه فنقط الحرف وجهه الذي يعرف به و النقط على قسمين نقط فوق الحرف و نقط تحته فإذا لم يكن للشيء ما يعرف به عرف بنفسه مشاهدة و بضده نقلا و هي الحروف اليابسة فإذا دار الفلك أي فلك المعارف حدثت عنه الحروف المنقوطة من فوق و إذا دار فلك الأعمال حدثت عنه الحروف المنقوطة من أسفل و إذا دار فلك المشاهدة حدثت عنه الحروف اليابسة غير المنقوطة ففلك المعارف يعطي الخلق و الأحوال و الكرامات و فلك الأعمال يعطي الحقائق و المقامات و المنازلات و فلك المشاهدة يعطي البراءة من هذا كله قيل لأبي يزيد كيف أصبحت قال لا صباح لي و لا مساء إنما الصباح و المساء لمن تقيد بالصفة و أنا لا صفة لي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست