responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 82

النقط خاصة فعلى قدر نقطه بسائطه و على قدر مرتبة الحرف في العالم من جهة ذاته أو من نعت هو عليه في الحال علو منازل نقطه و أفلاكها و نزولها فالأفلاك التي عنها وجدت بسائط ذلك الحرف المذكور باجتماعها و حركاتها كلها وجد اللفظ به عندنا و تلك الأفلاك تقطع في فلك أقصى على حسب اتساعها و أما قولنا فلكه و سنى حركة فلكه فنريد به الفلك الذي عنه وجد العضو الذي فيه مخرجه فإن الرأس من الإنسان أوجده اللّٰه تعالى عند حركة مخصوصة من فلك مخصوص من أفلاك مخصوصة و العنق عن الفلك الذي يلي هذا الفلك المذكور و الصدر عن الفلك الرابع من هذا الفلك الأول المذكور فكل ما يوجد في الرأس من المعاني و الأرواح و الأسرار و الحروف و العروق و كل ما في الرأس من هيأة و معنى عن ذلك الفلك و دورته اثنتا عشرة ألف سنة و دورة فلك العنق و ما فيه من هيأة و معنى و الحروف الحلقية من جملتها إحدى عشرة ألف سنة و دورة فلك الصدر على حكم ما ذكرناه تسع آلاف سنة و طبعه و عنصره و ما يوجد عنه راجع إلى حقيقة ذلك الفلك

[طبقات عالم الحروف]

و أما قولنا يتميز في طبقة كذا فاعلموا إن عالم الحروف على طبقات بالنسبة إلى الحضرة الإلهية و القرب منها مثلنا و تعرف ذلك فيهم بما أذكره لك و ذلك أن الحضرة الإلهية التي للحروف عندنا في الشاهد إنما هي في عالم الرقم خط المصحف و في الكلام التلاوة و إن كانت سارية في الكلام كله تلاوة أو غيرها فهذا ليس هو عشك إن تعرف أن كل لافظ بلفظة إلى الآباد أنه قرآن و لكنه في الوجود بمنزلة حكم الإباحة في شرعنا و فتح هذا الباب يؤدي إلى تطويل عظيم فإن مجاله رحب فعدلنا إلى أمر جزئي من وجه صغر فلكه المرقوم و هو المكتوب و الملفوظ به خاصة و اعلم أن الأمور عندنا من باب الكشف إذا ظهر منها في الوجود ما ظهر إن الأول أشرف من الثاني و هكذا على التتابع حتى إلى النصف و من النصف يقع التفاضل مثل الأول حتى إلى الآخر و الآخر و الأول أشرف ما ظهر ثم يتفاضلان على حسب ما وضعا له و على حسب المقام فالأشرف منها أبدا يقدم في الموضع الأشرف و تبيين هذا أن ليلة خمسة عشر في الشرف بمنزلة ليلة ثلاثة عشر و هكذا حتى إلى ليلة طلوع الهلال من أول الشهر و طلوعه من آخر الشهر و ليلة المحاق المطلق ليلة الإبدار المطلق فافهم فنظرنا كيف ترتب مقام رقم القرآن عندنا و بما ذا بدئت به السور من الحروف و بما ذا ختمت و بما ذا اختصت السور المجهولة في العلم النظري المعلومة بالعلم اللدني من الحروف و نظرنا إلى تكرار بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ و نظرنا في الحروف التي لم تختص بالبداية و لا بالختام و لا ب‌ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ و طلبنا من اللّٰه تعالى أن يعلمنا بهذا الاختصاص الإلهي الذي حصل لهذه الحروف هل هو اختصاص اعتنائي من غير شيء كاختصاص الأنبياء بالنبوة و الأشياء الأول كلها أو هو اختصاص نالته من طريق الاكتساب فكشف لنا عن ذلك كشف إلهام فرأيناه على الوجهين معا في حق قوم عناية و في حق قوم جزاء لما كان منهم في أول الوضع و الكل لنا و لهم و للعالم عناية من اللّٰه تعالى فلما وقفنا على ذلك جعلنا الحروف التي لم تثبت أولا و لا آخرا على مراتب الأولية كما نذكره عامة الحروف ليس لها من هذا الاختصاص القرآني حظ و هم الجيم و الضاد و الخاء و الذال و الغين و الشين و جعلنا الطبقة الأولى من الخواص حروف السور المجهولة و هم الألف و اللام و الميم و الصاد و الراء و الكاف و الهاء و الياء و العين و الطاء و السين و الحاء و القاف و النون و أعني بهذا صورة اشتراكهم في اللفظ و الرقم فاشتراكها في الرقم اشتراكها في الصورة و الاشتراك اللفظي إطلاق اسم واحد عليها مثل زيد و زيد آخر فقد اشتركا في الصورة و الاسم و أما المقرر عندنا و المعلوم إن الصاد من المص و من كهيعص و من ص ليس كل واحد منهن عين الآخر منهن و يختلف باختلاف أحكام السورة و أحوالها و منازلها و هكذا جميع هذه الحروف على هذه المرتبة و هذه تعمها لفظا و خطا و أما الطبقة الثانية من الخاصة و هم خاصة الخاصة فكل حرف وقع في أول سورة من القرآن مجهولة و غير مجهولة و هو حرف الألف و الياء و الباء و السين و الكاف و الطاء و القاف و التاء و الواو و الصاد و الحاء و النون و اللام و الهاء و العين و أما الطبقة الثالثة من الخواص و هم الخلاصة فهم الحروف الواقعة في أواخر السور مثل النون و الميم و الراء و الباء و الدال و الزاي و الألف و الطاء و الياء و الواو و الهاء و الظاء و الثاء و اللام و الفاء و السين و إن كان الألف فيما يرى خطا و لفظا في رِكْزاً و لِزٰاماً و فَمَنِ اهْتَدىٰ فما

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست