responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 753

بين اللّٰه و بين خلقه و هناك المناسبة موجودة

[الأكابر يستلمون الحجر بوجهين بحق و بعبوديته]

فإن قيل المناسبة هنا خلقه على الصورة و لهذا صح له التخلق بالأسماء الإلهية قلنا أما الصورة فلا ننكرها و أما التخلق فلا ننكره و لكن أضاف الاستلام هنا للعبد و جعل استلامه بحق و ما ثم إلا الاستلام و هو بحق فما استلم إلا الحق و الصورة هنا ما هي عين الحق بلا شك فإنها لو كانت عين الحق ما قال خلق آدم على صورته و هنا كان الحق سمعه و بصره و يده فهنا هو الحق عينه من حيث ما هو سامع و ناظر و فاعل أي فعل كان فهو عين الصفة التي يكون لها الحكم و الأثر و الحال في الكون فاختر عند استلامه بأي حالة تستلم و مع هذا فكلها أحوال حسنة و بينهما فرقان بين و إخراج على عن بابها في هذا الموضع أولى بالعموم و إبقاؤها على بابها أولى بالخصوص و الأكابر منا من يستلمه بالوجهين يستلمه بحق و يستلمه بعبودية فيجمع بين الصفتين فيكون ذا جزاءين فيكون له و عليه كما كان يسلك منه و إليه

(حديث رابع و ثلاثون في الصلاة خلف المقام)

خرج أبو داود عن عبد اللّٰه بن أبي أوفى أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم اعتمر فطاف بالبيت و صلى خلف المقام الحديث

[اتخاذ مقام إبراهيم مصلى]

لما أمرنا اللّٰه تعالى أن نتخذ مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى و قد مضى اعتباره فجعلناه بين أيدينا لنشاهده حتى لا نغفل عنه في حال صلاتنا فيذكرنا شهوده بأن نسأل اللّٰه تحصيل هذا المقام إن لم نكن فيه و إن كان حالنا فيذكرنا شهوده أن نسأل اللّٰه دوامه علينا و بقاءنا فيه فلا بد في الحالين أن نكون خلفه لئلا نكون ممن نبذه وراء ظهره فلم يتذكره لعدم شهوده إياه

(حديث خامس و ثلاثون إشعار البدن و تقليدها النعال و العهن)

خرج مسلم عن ابن عباس قال صلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم الظهر بذي الحليفة ثم دعا بناقته فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن و سلت عنها الدم و قلدها نعلين ثم ركب راحلته الحديث

[الشيطنة صفة بعد من رحمة اللّٰه]

اعلم أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قد ذكر في الإبل أنها شياطين و جعل ذلك علة في منع الصلاة في معاطنها و الشيطنة صفة بعد من رحمة اللّٰه لا من اللّٰه لأن الكل في قبضة اللّٰه و بعين اللّٰه و الإشعار الإعلام و المحسنون ما عليهم من سبيل و إنما يدعي إلى اللّٰه من لم يكن عنده في الصفة التي يدعى إليها و الشفاعة لا تقع إلا فيمن أتى كبيرة تحول بينه و بين سعادته و لا أبعد من شياطين الإنس و الجن و الهدية بعيدة من المهدي إليه لأنها في ملك المهدي فهي موصوفة بالبعد

[رد من شرب عن باب اللّٰه إلى اللّٰه]

و ما يتقرب المتقرب إلى اللّٰه من أهل الدعاء إلى اللّٰه بأولى من رد من شرد عن باب اللّٰه و بعد إلى اللّٰه ليناله رحمة اللّٰه فإن الرسل ما بعثت بالتوحيد إلا للمشركين و هم أبعد الخلق من اللّٰه ليردوهم إلى اللّٰه و يسوقوهم إلى محل القرب و حضرة الرحمة فلهذا أهدى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم البدن مع ذكره فيها أنها شياطين ليثبت عند العالمين به إن مقامه صلى اللّٰه عليه و سلم رد البعداء من اللّٰه إلى حال التقريب

[الدار الآخرة هي للذين لا يريدون علوا في الأرض]

ثم إنه أشعرها في سنامها الأيمن و سنامها أرفع ما فيها فهو الكبرياء الذي كانوا عليه في نفوسهم فكان أعلاما من النبي صلى اللّٰه عليه و سلم لنا بأنه من هذه الصفة أتى عليهم لنجتنبها فإن الدار الآخرة إنما جعلها اللّٰه لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ و السنام علو و وقع الإشعار في صفحة السنام الأيمن فإن اليمين محل الاقتدار و القوة و الصفحة من الصفح إشعار من أن اللّٰه يصفح عمن هذه صفته إذا طلب القرب من اللّٰه و زال عن كبريائه الذي أوجب له البعد لأنه أَبىٰ وَ اسْتَكْبَرَ

[الدلالة على إزالة الكبرياء في شيطنة البدن]

و جعل صلى اللّٰه عليه و سلم الدلالة على إزالة الكبرياء في شيطنة البدن جعل النعال في أرقابها إذ لا يصفع بالنعال إلا أهل الهون و الذلة و من كان بهذه المثابة فما بقي فيه كبرياء يشهد و علق النعال في قلائد من عهن و هو الصوف ليتذكر بذلك ما أراد اللّٰه بقوله وَ تَكُونُ الْجِبٰالُ كَالْعِهْنِ فإذا كانت هذه صفته كان قربانا من التقريب إلى اللّٰه فحصلت له القربة بعد ما كان موصوفا بالبعد إذ كان شيطانا فإذا كانت الشياطين قد أصابتهم الرحمة فما ظنك بأهل الإسلام

[بعث النبي إلى الموحدين و إلى المشركين بوجهين]

ثم إن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أيضا بعث إلى الموحدين ليشهدوا بتوحيدهم على جهة القربة التي لا يستقل العقل بإدراكها أعني بإدراك هذه القربة إلا من جهة الشرع فيحقق بعثه إلى المشرك و الموحد بوجهين فالمشرك و هو الشيطان المتكبر دعاه إلى عين القربة كما ذكرناه فقبل قربة و زال عنه بما ذكرناه من الإشعار و تقليد النعال ما كان فيه من صفة البعد

[مثل تقريب الموحدين]

ثم نبه صلى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 753
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست