responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 752

بجمعه بين الضدين يعني في وصفه ثم تلا هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ و كان بساقي دمل كنت أتألم منه من شدة وجعه فغلب علي في تلك الحال شهوده سبحانه فقلت

رأيته في دملى فقلت داء معضل
لا راحة ترجى و لا ضر فقل ما أعمل
فقيل لي سلم فقلت نعم المعلم فسلمت و ما تكلمت

رأيت هذي الواقعة لكل علم جامعة
فما رأيت مثلها من العلوم النافعة
و خوطبت في سرى فيها بأمور لا يمكنني إذاعتها و لا تلتبس علي بضاعتها غير أن التجلي للبشر لا يكون إلا بالصور و العمل الإلهي في البصر عند تعلق النظر و قد عرفت فالزم

(حديث ثالث و ثلاثون شهادة الحجر يوم القيامة)

ذكر الترمذي عن ابن عباس قال قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الحجر و اللّٰه ليبعثنه اللّٰه يوم القيامة و له عينان يبصر بهما و لسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق

[من أعجب ما في القرآن أن تكون على بمعنى اللام]

هذا من أعجب ما في القرآن أن يكون على بمعنى اللام قال تعالى وَ مٰا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ أي للنصب لأن الشهادة عليك إنما هي بما لا ترتضيه لأن المشهود عليه لو اعترف ما شهد عليه و لا ينكر إلا ما يتوقع من الاعتراف به الضرر فعلى عندنا هنا على بابها و هكذا كل أداة على بابها لا يعدل بها إلى خلاف ما وضعت له بالأصالة إلا بقرينة حال و كذلك فعل من أخرج هنا على عن بابها و جعلها بمعنى اللام جعل قرينة الحال أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ما أراد بهذا القول إلا تعظيم استلامه في حقنا و أن الخير العظيم لنا في ذلك إذا استلمناه إيمانا و هو قوله بحق عندهم يعني بحق مشروع لأنه يمين اللّٰه المنصوب للتقبيل و الاستلام في استلام كل أمة لها هذا الايمان و لذلك نكر قوله بحق و لم يجيء به معرفا قال تعالى لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً فجاء بالنكير فالشرائع كلها حق فمن استلمه بحق أي حق كان في أي ملة كان دخل تحت هذا الحكم من الشهادة الحجرية بالإيمان

[ما من شيء موجود إلا و الحق يصحبه]

و أما من ترك على على بابها و هو الأولى فإن الحق هنا و إن كان نكرة فهو في المعنى معرفة و إنما نكر لسريانه في كل شيء فما من شيء موجود أو متصف بالوجود إلا و الحق يصحبه كما قال وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ فأينما كنا كان الحق معنا كينونية وجودية منزهة كما يليق به و كنا أمر وجودي فالباطل عدم و الحق وجود

[ينبغي لنا أن نقبل الحجر بعبوديتنا]

و لما جعل الحجر يمين اللّٰه و محل الاستلام و التقبيل انبغي لنا أن نقبله بعبوديتنا و لا نحضر عند التقبيل كون الحق سمعنا و بصرنا و العامل منا فإنا إذا كان مشهدنا هذا فيكون الحق مستلما يمينه و لا يستلم إلا باليمين و اليمين هو الحجر و الشيء لا يستلم نفسه و قد اختار آدم عليه السلام يمين ربه مع علمه بأن كلتي يدي ربه يمين مباركة و مع هذا عدل إلى اختيار اليمين فلما أراد العبد أن يجتني يوم القيامة ثمرة غرس الاستلام فقال له ما استلمت و إنما الحق استلم يده بيده ثم جيء بالحجر فقيل له تعرف هذا فيقول نعم فيقال له بم تشهد في استلامه إياك فيقول استلمني بك لا بعبوديته فيقال للعبد قد علمت بهذه الشهادة أن الاستلام ما كان بك و إنما كان بالحق فتكون عند ذلك الشهادة على الإنسان لا للإنسان فلا يبقى له ما يطلبه فأخبرنا الشارع بما هو الأمر عليه لنستلمه عبودية و اضطرارا مكلفين بذلك تعبدا محضا كما فعل عمر بن الخطاب

[بايع النبي في بيعة الرضوان نفسه بنفسه]

فإن قلت فقد بايع النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في بيعة الرضوان نفسه بنفسه و جعل يده على يده و أخذ يده بيده و قال هذا عن عثمان و كان عثمان غائبا في تلك البيعة و كذلك العبد إذا استلمه بحق يكون الحق يستلم يمينه بيده فإن كلتي يديه يمين و يكون ذلك الاستلام عن هذا العبد الذي استلمه بحق فيجني ثمرته إذ قال هذا عن عثمان و يكون عذر هذا العبد كون مشهد الحال غلب عليه سلطانه حيث لم يشاهد إلا اللّٰه في أعيان كل شيء من الموجودات قلنا الفرق بين المسألتين أن المناسبة بين المثلين صحيحة و الجامع بين النبي صلى اللّٰه عليه و سلم و بين عثمان الإنسانية و هي حقيقة النشأة و العبودية فجازت النيابة و أن يقوم كل واحد مقام الآخر و الفرق الثاني أن اليد التي بايعوها هي يد اللّٰه فبايعوها بأيديهم و هنا المستلم يمين اللّٰه و المستلم يد اللّٰه أيضا و لا مناسبة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 752
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست