responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 754

اللّٰه عليه و سلم على مقام دعوته للموحدين حيث دعاهم إلى النطق بها قربة و لم يكن لهم علم بذلك فاهدى مرة إلى البيت غنما و هي من الحيوان الطاهر الذي تجوز لنا الصلاة في مرابضها فكان مثل تقريب الموحدين

خرج مسلم عن عائشة قالت أهدى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إلى البيت غنما فقلدها و التقليد للغنم أي هذه صفتها التي أوجبت لها القرب أن تكون قربانا

(حديث سادس و ثلاثون يوم النحر هو يوم الحج الأكبر)

ذكره أبو داود عن ابن عمر أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فيها فقال أي يوم هذا فقالوا هذا يوم النحر فقال هذا يوم الحج الأكبر يعني الذي سماه اللّٰه في قوله وَ أَذٰانٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّٰاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ

[يوم الحج الأكبر هو يوم مجمع الحاج بجملته]

و إنما سمي في ذلك الوقت يوم الحج الأكبر لأنه كان مجمع الحاج بجملته إذ كان من الناس من يقف بعرفة و كانت الحمس تقف بالمزدلفة فكانوا متفرقين فلما كان يوم منى اجتمع فيه أهل الوقوف بالمزدلفة و بعرفة فكان يوم الحج الأكبر لاجتماع الكل فيه و لما كان إبقاء هذا الاسم عليه بعد أن صار الوقوف كله بعرفة حدث له معنى آخر في الإسلام نبه الشارع عليه و لهذا سن طواف الإفاضة في هذا اليوم فأحل في هذا اليوم من إحرامه مع كونه متلبسا بالحج حتى يفرغ من أيام منى فلما أحل من إحرامه في هذا اليوم زال عن التحجير الذي كان تلبس به في هذه العبادة و أبيح له جميع ما كان حرم عليه

[يوم الحج الأكبر إحلاله عبادة و إحرامه عبادة]

و أحل الحل كله في هذا اليوم و كان إحلاله عبادة كما كان إحرامه عبادة و ما زال عنه اسم الحج لما بقي عليه من الرمي فكان يوم الحج الأكبر لهذا السراح و الإحلال فكانت أيام منى أيام أكل و شرب و بعال فمن أراد فضل هذا اليوم فليطف فيه طواف الإفاضة و يحل الحل كله فإن لم يفعل فما هو من أهل الحج الأكبر فلا يغلبنك الشيطان عن فضل هذا اليوم بأن تتميز في أهله و هو يوم النحر نحر البدن و قبولها قربانا و إعادة منفعتها علينا من أكل لحومها و الأجر الجزيل في نحرها و الصدقة بلحومها

(حديث سابع و ثلاثون نحر البدن قائمة)

خرج أبو داود عن أبي الزبير عن جابر عن عبد الرحمن بن سابط أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم و أصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليد اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها

[مشاهدة القائم على كل نفس بما كسبت]

أعلاما لما كان نحرها قربة أراد المناسبة في صفة نحرها في الوترية فأقامها على ثلاث قوائم فإن اللّٰه وتر يحب الوتر و الثلاث أول الأفراد فلها أول المراتب في ذلك و الأولية وترية أيضا و جعلها قائمة لأن القيومية مثل الوترية صفة إلهية فهو القائم تعالى عَلىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ فيذكر الذي ينحرها بقيامها و أن النحر كسب له مشاهدة القائم على كل نفس بما كسبت

[إنما شرعت المناسك لإقامة ذكر اللّٰه]

و قد صح أن المناسك إنما شرعت لإقامة ذكر اللّٰه و هذا من مناسك الحج أعني صفة النحر فيذكر اللّٰه بهذه الصفة و شفع الرجلين لقوله اِلْتَفَّتِ السّٰاقُ بِالسّٰاقِ و هو اجتماع أمر الدنيا و الآخرة و أفرد اليمين من يد البدنة حتى لا تعتمد إلا على وتر الاقتدار و الشفع و الوتر فالبدنة قائمة بحق لخلق بشفعية رجليها و وترية يدها فتذكر اللّٰه بهذه الصفة و إن القيام ما صح للأشياء الأعلى وتر بحالة تجمع الشفعية و الوترية و هي أول حالة يظهر فيها هذا الجمع و ليس إلا الثلاثة و لا يمكن للبدنة القيام الأعلى ثلاث قوائم

[أعمال الحج كلها لا تصح إلا من قائم]

و كان العقل في اليد اليسرى لأنها خلية عن القوة التي لليمنى و القيام لا يكون الأعلى الأقوى لأجل الاعتماد قال في الصلاة أَقِيمُوا الصَّلاٰةَ و قال قد قامت الصلاة فأخبر بالماضي قبل قيام العبد لها فأراد قيام صلاة اللّٰه على العبد ليقوم العبد إلى الصلاة فيقيم بقيامه نشأتها قال تعالى هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ فهو المشار إليه بقوله قد قامت الصلاة فالقيام معتبر في العبادات و منه الوقوف بيوم عرفة و في جمع و عند رمي الجمار و أعمال الحج كلها لا تصح إلا من قائم

(حديث ثامن و ثلاثون منى كلها منحر)

خرج مسلم في حديث جابر أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قال منى كلها منحر

[من بلغ المنى المشروع فقد بلغ الغاية]

قد قلنا إن منى من بلوغ الأمنية و من بلغ المنى المشروع فقد بلغ الغاية فجعله محلا للقرابين و هو إتلاف أرواح عن تدبير أجسام حيوانية ليتغذى بها أجسام إنسانية فتنظر أرواحها إليها في حال تفريقها فتدبرها إنسانية بعد ما كانت تدبرها إبلا أو بقرا أو غنما و هذه مسألة دقيقة لم يتفطن لها إلا من نور اللّٰه بصيرته من أهل اللّٰه و يحتوي عليها قوله تعالى وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 754
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست