responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 729

بحسب ما حصل من الطعام من قيمة المثل و المثل و الطعام تناوله سبب في بقاء حياة المتغذي به لأن هذا المتغذي أتلف نفسا و أزال حياة فجبرها و كفر ذلك بما يكون سببا لا بقاء حياة فكأنه أحياها زمان بقائها بحصول ذلك الغذاء من المثل أو الطعام

[الصيام صفة ربانية]

و أما الصيام فإنها صفة ربانية فكلف إن يأتي بها هذا القاتل إن لم يكفر بالمثل أو بالإطعام فإن أبيت فأخرج عن التحجير حتى يكون قاتل الصيد غير محجور عليه فلا يكلف شيئا قال و ما هو قال الصوم فإنه لي و أنا لا أتصف بالحجر علي فتلبس بصفتي تحصل في الحمى عن الحجر عليك فإذا صمت كان الصوم لي و الجوع لك فيما في الصوم من الجوع في حقك الذي ليس لي يكون كفارة لأن الجوع من الأسباب المزيلة للحياة من الحي فأشبه القتل الذي هو سبب مزيل للحياة من الحي و لم تزل حياتك بهذا الجوع لأنه جوع صوم و الصوم من صفاتي و هو غير مؤثر في الحياة الأزلية فلهذا لم يجع جوع الإتلاف

[الحق مذهب الأشياء لا معدمها]

و الحق سبحانه مذهب الأشياء لا معدمها لأنه فاعل و الفاعل من يفعل شيئا فإن لا شيء ما يكون مفعولا فهو و إن أذهب الأشياء من موطن كان لها وجود في موطن آخر فإن الكون الذي منه الاجتماع و الافتراق لا يدل على عدم الأعيان فالموت إذهاب لا إعدام فإنه انتقال من دنيا إلى آخرة التي أولها البرزخ فلما كان الإذهاب من صفات الحق لا الإعدام كما قال تعالى إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النّٰاسُ وَ يَأْتِ بِآخَرِينَ و لم يقل يعدمكم لذلك لم يجعل جوع الصوم جوع إتلاف النفس و إن كان إذهابا لا إعداما و ذلك أنه لا يصح الإعدام لهذا الموجود لأن المتصف بالوجود إنما هو الحق الظاهر في أعيان المظاهر فالعدم لا يلحق به أصلا فإنه يقول للشيء إذا أراده كُنْ فَيَكُونُ هو

[الحق هو الظاهر في أعيان المظاهر]



نظرت في كون من قالت إرادته إذا توجه للأشياء كن فتكون
فعند ما حققت عيني تكونه إذا به عينه لا غيره فأكون
فخذ فديتك علما كنت تجهله و انظر إلى أصعب الأشياء كيف يهون
فالعلم أشرف نعت ناله بشر و صاحب العلم محفوظ عليه مصون
إن قام قام به أو راح راح به و الحال و المال في حكم الزوال يكون
و ليس ناظم هذا غيره فله ما قلت فهو الذي في عين كل مكون
لو لا تجليه في الأعيان ما ظهرت نعوت كان به و كائن و يكون
لذا تسمى بدهر لا انقضاء له و لا ابتداء فشكل الكون منه كنون

(وصل في فصل هل يقوم الصيد أو المثل)

فمذهبنا قد تقدم أن المثل يقوم و بينا ما هو المثل فقال بعضهم يقوم الصيد و قال قوم يقوم المثل و هو قولنا و خالفناهم في المثل ما هو و كذلك اختلفوا في تقدير الصيام بالطعام و قد تقدم مذهبنا فيه فقالت طائفة لكل مد يوما و قال قوم لكل مدين يوما

(وصل في فصل قتل الصيد خطأ)

اختلف فقيل فيه الجزاء و قيل لا شيء عليه فيه و به أقول فإن قتل الخطاء هو قتل اللّٰه و لا حكم على اللّٰه فإنه بالنسبة إلى اللّٰه مقصود القتل و بالنسبة إلينا خطأ لظهور القتل على أيدينا و عدم القصد فيه فالمقتول متعمد أي مقصود بالقتل غير مقصود بالقتل فلهذا تصور الاختلاف لإطلاق الحكمين فيه فمن راعى أنه قتله من كونه ظاهرا في مظهر القاتل ما أوجب الجزاء لأن تلك العين التي ظهر فيها أعطته الحكم عليه بأن لا جزاء لأنه قاصد للقتل و من راعى أنه القاتل من خلف حجاب الكون الظاهر و لكن ما أوقعه و ظهر في الوجود الأعلى يد الظاهر أوجب الجزاء لأن الحكم لما ظهر و القصد غيب و ما تعبدنا به فالقاتل إن عرف من نفسه أنه قتل غير قاصد فأوجب عليه ظاهر الشرع بالحكمين الجزاء جبرا كان ذلك له صدقة تطوع بوجوب شرعي في أصل مجهول عند الحاكم فجمع لهذا القاتل بين أجر التطوع و الواجب فأسقط عنه ما يسقطه الواجب و التطوع معا و إن لم يره أحد مضى و لا شيء عليه

(وصل في فصل اختلافهم في الجماعة المحرمين اشتركوا في قتل صيد)

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 729
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست