responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 665

في مواضعها فقد أعطاها ما تستحقه عليه و هو حكيم وقته فإن الحكمة تعطي وضع كل شيء في موضعه وَ اللّٰهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

[ما ثم شيء مطلق في عالم الإمكان]

و ما ثم شيء مطلق أصلا لأنه لا يقتضيه الإمكان و لا تعطيه أيضا الحقائق فإن الإطلاق تقييد فما من أمر إلا و له موطن يقبله و موطن يدفعه و لا يقبله لا بد من ذلك كالأغذية الطبيعية للجسم الطبيعي ما من شيء يتغذى به إلا و فيه مضرة و منفعة يعرف ذلك العالم بالطبيعة من حيث ما هي مدبرة للبدن و هو المسمى طبيبا و يعرفه الطبيعي مجملا و التفصيل للطبيب فما في العالم لسان حمد مطلق و لا لسان ذم مطلق و الأصل الأسماء الإلهية المتقابلة فإن اللّٰه سمي لنا نفسه بها من كونه متكلما كما نزه و شبه و وحد و شرك و نطق عباده بالصفتين ثم قال سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ وَ سَلاٰمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ هذا آخر الجزء الحادي و الستين

(الباب الثاني و السبعون في الحج و أسراره)



الحج فرض إلهي على الناس من عهد والدنا المنعوت بالناسي
فرض علينا و لكن لا نقوم به و واجب الفرض أن نلقي على الرأس
فإن حرمت بإحرام تجردكم عن كل حال بإعسار و إفلاس
دعتك حالته في كل منزلة من المنازل بالعاري و بالكاسي
فيه الإجابة للرحمن من كثب بنعت عبد لدني و الياس
فيه العبادات من صوم و من صلة و من صلاة و حكم الجود و البأس
و في الطواف معان ليس يشبهها إلا تردد رب الجن و الناس
إني قتيل خلاخيل كلفت بها عند الطواف و أقراط و وسواس
و في المحصب شرع الفرد ناسبه رمى الجمار لخناس بوسواس
اللّٰه خصصه في بطن عرنته يوم الوقوف بإذلال و إبلاس
و كن مع الفرق في جمع بمزدلف فما عليك بذاك الفرق من بأس
من حج لله لا بالله كان كمن سعى لظلمته بضوء نبراس
في يوم غيم شديد الحر فاعتبروا فيما تفوه به للخلق أنفاسي
و كن إذا أنت دبرت الأمور به ما بين عقل إلهي و إحساس
و احذر شهودا ساف ثم نائلة إذا سعيت كأسقف و شماس
و في مني فانحر القربان في صفة تدعى بها عند ذاك النحر بالقاسي
وترية الذات لا شفع يزلزلها مصونة بين حفاظ و حراس
عطرية النشر معسول مقبلها محفوفة ببهار الروض و الآس
مكلومة بالذي نالته من صفتي و ما يكون لذاك الكلم من آسي

[البيت مثال للعرش و الطائفون به كالملائكة الحافين حول العرش]

اعلم أيدك اللّٰه أن الحج في اللسان تكرار القصد إلى المقصود و العمرة الزيارة و لما نسب اللّٰه تعالى البيت إليه بالإضافة في قوله لخليله إبراهيم عليه السلام أَنْ طَهِّرٰا بَيْتِيَ لِلطّٰائِفِينَ وَ الْعٰاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ و أخبرنا أنه أول بيت وضعه للناس معبدا فقال إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبٰارَكاً وَ هُدىً لِلْعٰالَمِينَ فِيهِ آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ مَقٰامُ إِبْرٰاهِيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كٰانَ آمِناً وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ جعله نظيرا و مثالا لعرشه و جعل الطائفين به من البشر كالملائكة الحافين مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ أي بالثناء على ربهم تبارك و تعالى و ثناؤنا على اللّٰه في طوافنا أعظم من ثناء الملائكة عليه سبحانه بما لا يتقارب و لكن ما كل طائف يتنبه إلى هذا الثناء الذي نريده

[أهل اللّٰه نائبون عن اللّٰه في الثناء على اللّٰه]

و ذلك أن العلماء بالله إذا قالوا سبحان اللّٰه أو الحمد لله أو لا إله إلا اللّٰه إنما يقولونها بجمعيتهم للحضرتين و الصورتين فيذكرونه بكل جزء ذاكر اللّٰه في العالم و بذكر أسمائه إياه ثم إنهم ما يقصدون من هذه الكلمات إلا ما نزل منها في القرآن لا الذكر الذي يذكرونه فهم في

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 665
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست