responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 664

إلا اللّٰه و هذه حالة أهل اللّٰه

قيل لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم من أولياء اللّٰه قال الذين إذا رأوا ذكر اللّٰه أي لتحققهم بالله يغيبون به عنهم و عن عيون الخلق فإذا رآهم الناس لم يروا غير اللّٰه فتذكرهم بالله رؤيتهم مثل الآيات المذكرات و هذا هو المقام الذي

سأله رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في دعائه و اجعلني نورا فأجاب اللّٰه تعالى دعاءه فأخبرنا أنه بعثه إلى الناس بَشِيراً وَ نَذِيراً و دٰاعِياً إِلَى اللّٰهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرٰاجاً مُنِيراً فجعله نورا كما سأل فإن

قوله لربه و اجعلني نورا فأكون بذاتي عين الاسم الإلهي النور و من كان الحق سمعه و بصره و لسانه و يده و رجله و لا ينطق عن الهوى فما هو هو و ما بقي لمن يراه ما يرى إلا اللّٰه عرف ذلك الرائي أو لم يعرفه هكذا يشاهدونه أهل العلم بالله

[الخلفاء يظهرون في العالم بصورة من استخلفهم]

من المؤمنين الخلفاء يظهر في العالم و السوقة بصفات من استخلفها قالت بلقيس في عرشها كَأَنَّهُ هُوَ و ما كان إلا هو و لكن حجبها بعد المسافة و حكم العادة و جهلها بقدر سليمان عليه السلام عند ربه فهذا حجبها أن تقول هو هو فقالت كَأَنَّهُ هُوَ و أي مسافة أبعد من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ممن مثله أشياء قال الكامل صلى اللّٰه عليه و سلم إنما أنا بشر مثلكم عن أمر اللّٰه قيل له قل فقال قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ و بهذا علمنا أنه عن أمر اللّٰه لأنه نقل الأمر لنا كما نقل المأمور و كان هذا القول دواء للمرض الذي قام بمن عبد عيسى عليه السلام من أمته فقالوا إِنَّ اللّٰهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ و فاتهم علم كثير حيث قالوا ابن مريم و ما شعروا و لهذا قال اللّٰه تعالى في إقامة الحجة على من هذه صفته قُلْ سَمُّوهُمْ فما يسمونهم إلا بما يعرفون به من الأسماء حتى يعقل عنهم ما يريدون فإذا سموهم تبين في نفس الاسم أنه ليس الذي طلب منهم الرسول المبعوث إليهم أن يعبدوه

[من هو عين الأكوان و الأعيان]

و إنما قلنا هو هو لما يعطيه الكشف الصحيح في الخصوص و الايمان الصريح في العموم كما

ورد به الخبر النبوي الإلهي من أن اللّٰه إذا أحب عبده كان سمعه و بصره و ذكر قواه و جوارحه و الإنسان ليس غير هذه الأمور المذكورة الذي جعل الحق هويته عينها فإن كنت مؤمنا عرفت بمن أنت و إن كنت صاحب شهود صحيح عرفت من شاهدت و أكثر من هذا البيان النبوي عن اللّٰه ما يكون في قوة الإنسان حتى يكون المؤمن صاحب حال عيان فيعرف عند ذلك من هو عين هذه الأكوان و الأعيان

(وصل في فصل زيارة المعتكف في معتكفه المقيم مع اللّٰه من حيث اسم ما تطلبه أسماء أخر إلهية في أعيان أكوان
ليظهر سلطانها فيها منازعة للاسم الذي هو مقيم معه)

ذكر البخاري عن صفية زوج النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أنها جاءت إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم تزوره في معتكفه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب فقام النبي صلى اللّٰه عليه و سلم معها يقلبها حتى إذا بلغت باب أم سلمة الحديث

[كل حركة للإنسان عن ورود اسم إلهى عليه]

فهذا اسم إلهي حرك صفية لتزوره حتى يأخذ بوساطتها النبي صلى اللّٰه عليه و سلم من الإقامة مع الاسم الإلهي الذي أجاءها فأقام رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم مع هذا الاسم زمان حديثه معها ثم أخرجه من موضع جلوسه حين شيعها و هو نوع سفر لا بل هو سفر بر الرجل بأمر أنه تعظيما لحرمتها و قصدها فإن السفر انتقال و لم ينتقل إلا بحكم ذلك الاسم عليه من مكانه فإن المعتكف إذا انتقل إلى حاجة الإنسان من وضوء و ما لا بد منه فإن ذلك كله من حكم الاسم الذي أقام معه في مدة اعتكافه و ما من حركة يتحركها الإنسان في اعتكافه و غير اعتكافه إلا عن ورود اسم إلهي عليه هذا مفروغ منه عندنا في الحقائق الإلهية و أسماء اللّٰه لا تحصى كثرة و ما من شأن المعتكف تشييع الزائر فما تحرك لذلك إلا لحكم الاسم الإلهي الذي حرك الزائر إليه فالعين لا تعرف إلا أنها زائرة لقضاء غرضها من نظر أو حديث و العارف يشهد الأسماء الإلهية ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّٰه قبله فالاسم الإلهي الذي حرك صفية من وراء حجاب صفية و معه كان يتأدب رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و له قام و شيع و كان مطلب ذلك الاسم إظهار سلطانه فيه و قد ظهر و قد بينا ذلك في مجاراة الأسماء الإلهية في أول هذا الكتاب و في عنقاء مغرب

(وصل في فصل اعتكاف المستحاضة في المسجد)

[الحكمة تعطى وضع الشيء في موضعه]

كذب النفس لعلة مشروعة ليس بحيض و لذلك تصلي المستحاضة و لا تصلي الحائض

ورد عن عائشة على ما ذكره البخاري أنه اعتكف مع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم امرأة مستحاضة من أزواجه الحديث فمن وضع الأشياء

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 664
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست